أكد أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيرانى أن الشعب المصرى له احترام خاص لدى الشعب الإيرانى تاريخيًا حضاريًا وثقافيًا، فمصر بلد كبير يتمتع بمكانة خاصة والوثائق التاريخية تدل على أن الحضارتين المهمتين فى العالم هما الحضارة المصرية والإيرانية، وأن القواسم المشتركة تقرب بين البلدين والشعبين الشقيقين، مشددا على عدم وجود أطماع لدى إيران حول التوسع فى مصر. جاء ذلك أثناء لقاء عبداللهيان أمس مع الوفد المصرى للدبلوماسية الشعبية، الذى يزور إيران برئاسة الدكتور صلاح الدسوقى الأمين العام المساعد للتجمع العربى والإسلامى لدعم المقاومة. وقال إن ثورة 25 يناير حددت الحدود بين الديمقراطية والديكتاتورية، ولاشك ان التطورات التى حدثت فى الأشهر الماضية فى مصر أدت لإثارة القلق لدى أصدقاء مصر قليلًا، ونود أن نرى مصر تتلألأ مرة أخرى، ويجب أن يتم الحفاظ على مصر القوية، ويجب القضاء أيضًا على بذور الفتنة التى أثيرت مؤخرًا. وأكد عبداللهيان أن العلاقات الثنائية بين إيران ومصر علاقات هامة، ففى الأسبوع المنصرم التقى على هامش اجتماعات وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامى الذى عقد فى بلد إفريقي، بوزير الخارجية المصرى وتطرق الحديث إلى التطورات الراهنة. وألمح إلى أنه سيكون هناك تقارب بين البلدين وستكون هذه أرضية ملائمة للتعاون بين البلدين الشقيقين قائمة على أساس إيمان الشعبين الإيرانى والمصرى أولًا بالمكانة المرموقة للبلدين لدى العالم والتى تمكنهم من القضاء على المشاكل فى المنطقة وتعزيز أواصر المحبة والمودة بين الشعبين والارتقاء بمستوى العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين والاستفادة المثلى من الإمكانيات الكاملة لدى البلدين. وأكد أن إيران ليس لديها أى أطماع توسعية فى مصر، وهناك بعض الكلمات غير المسئولة تؤجج النعرات الطائفية بين السنة والشيعة، وأنا أقول إن هذه الأطراف التى تدير هذه الحركات هم أعداؤنا وأعداؤكم وأعداء العالم الإسلامي، وهناك عدة عوامل وأسباب تدل على أن مصر قريبة من إيران، وإننا لن نفكر ولا نفكر فى تدمير أى شيء فى مصر، ولا ننوى أن يسود مذهب على آخر فى مصر، ونحن مستعدون أن نترجم على أرض الواقع كل ما يمكننا لمساعدة أشقائنا المصريين. وأوضح عبد الله اللهيان أن أمريكا وإسرائيل هما المستفيدان من مثل هذا المناخ المتوتر، ولا شك أننا نؤمن أنه يجب أن توجه الأمور بشكل يساعد الشعب الواعى المصرى بفضل قيادته الحكيمة بأن يقرر مصيره، فى جو ومناخ مليء بالتلاحم والتفاهم بين شرائح المجتمع المختلفة، ونرى أن هناك بعض دول فى المنطقة تواجه تحديات كثيرة مثل سورياوالبحرين. وقال عبد اللهيان إنه يرسل رسالة من خلال الوفد الشعبى المصرى رسالة لوزير الخارجية المصرى، وهى ضرورة أن يكون هناك نوع من الانفراج والمساعدة لسكان قطاع غزة. وطالب الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والمنسق العام للوفد المصرى للدبلوماسية الشعبية من الحكومة الإيرانية التعامل مع مصر بنفس لغة المبدأ وهى عدم التمييز بين طرف وآخر، وأن يكون المعيار دعم الإرادة الشعبية، والتزام بمبدأ التعامل مع ما حدث على أن الثورة المصرية هى ثورة الشعب المصرى وعدم الانحياز لطرف يزعم أنه إسلامي، وكأن البقية غير إسلاميين. من ناحية أخرى قال عبد اللهيان: بالنسبة للملف النووى مع دول 5 + 1، فهناك بعض الدول العربية فى المنطقة تتصور أن ما جاء خلال هذه المباحثات سيؤثر سلبا على الشعوب فى المنطقة بينما مباحثاتنا مع الدول محددة تمامًا على الملف النووى الإيراني، ولن يثار أى موضوع آخر على هامش هذا الملف. وقال: نحن لا ننوى أن نفرط أبدًا فى مبادئنا إطلاقًا، ولا ننوى أن نساوم مع هذه الدول على قضية غير النووية، فقضية المفاوضات مقتصرة على الملف النووي، وتخصيب اليورنيوم خط أحمر بالنسبة لنا، وإنتاج الوقود النووى للمفاعل الكهربى خط أحمر أيضًا. وأشار إلى أنه من أجل طمائنة الدول فى العالم، فإننا رحبنا وقبلنا كل الإشراف الشرعى والقانونى للمراقبة على منشآتنا وسنقوم باتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة، وخلال اليومين المنصرمين أثبتت أمريكا وبرهنت على أن هذا البلد لا يمكن الثقة به إطلاقًا، ويبدو أنهم أعلنوا مرة أخرى عقوبات جديدة علينا بتبريرات "تافهة"!!.