إذا كانت جماعة الإخوان تتصور أن تجييشها وتهييجيها طلاب الجامعات من الممكن أن يعطل الحياة في مصر فهم واهمون، ولا تزال رؤوسهم تعيش في خيال الحلم بعيد المنال الذي لا يمكن تحقيقه بأي شيء مهما فعلوا.. وما تشهده الجامعات حالياً خاصة جامعتي القاهرة والأزهر، لا يعدو سوي فرقعات لن تجدي أو تنفع أو تؤثر في شيء.. وطلاب الإخوان بالجامعات يتحركون ليس اقتناعاً بفكر الجماعة ولا إيماناً بها، وإنما يحركهم أن التنظيم يغدق عليهم الأموال، ويتكفل بمصاريف دراستهم كاملة. الكارثة الحقيقية لم تعد في الطلاب بقدر ما هي في الأساتذة الذين يحركونهم ويوجهونهم ويطلبون منهم ارتكاب هذه الحماقات التي نراها خلال هذه الأيام، ولذلك وجب الآن التصدي للأساتذة الإخوان الذين يتحركون من خلف الكواليس، ويحركون الطلاب كما يشاؤون ووفقاً للمخطط الدولي.. الأزمة الحقيقية في الأساتذة الإخوان الذين تم تعيينهم في غفلة من الزمن وراحوا يمرحون في الجامعات ويؤثرون في الطلاب.. وصول هؤلاء الأساتذة للجامعات كان عبارة عن مخطط محكم، فهم يتولون الطلاب اجتماعياً وعلمياً، ويمنحونهم أعلي الدرجات في الليسانس والبكالوريوس ويؤهلونهم للتعيين في الجامعات، وكانت جامعة الزقازيق أكثر الجامعات مهزلة في هذا الشأن، وليست الزقازيق وحدها التي قامت بهذه المهزلة بل كل الجامعات المصرية التي طالتها يد الإخوان ارتكبت حماقات كثيرة في هذا الشأن. أما جامعة الأزهر فالإخوان لهم فيها شأن آخر، فقد تولي خيرت الشاطر ملف الطلاب وأغدق عليهم الأموال الغزيرة، في مقابل شراء الولاء للجماعة، وما يحدث الآن هو المقابل الذي يدفعه الطلاب، وكل التصرفات المشينة للمحظورة داخل الأزهر هدفها في المقام الأول هو تشويه هذه المؤسسة الدينية العريقة التي تتمتع بوطنية علي مدي تاريخها الطويل.. وعقدة الإخوان الأزلية هي الأزهر، لأنه قائم علي الوسطية الدينية، ويتمتع بروح وطنية عالية جدا ندر ما نجدها في مكان آخر. تركيز الإخوان علي الأزهر بهدف تراجعه عن مواقفه، وخلو الجو للجماعة تفعل ما تشاء، والكارثة الحقيقية الآن التي تلعبها الجماعة هي اللعب بعقول الفتيات الدارسات، فلم نشاهد في تاريخ مصر، أن لعبت النساء مثل هذا الدور الغريب والتصرفات الحمقاء مثلما فعلت فتيات الإخوان.. هذه المواقف الشاذة والغريبة المبنية علي مقابل مادي تحتاج إلي وقفة حاسمة من الدولة لوقف الأموال التي تغدق علي الطلاب للقيام بهذه الحماقات. إذا كانت هذه الأفعال من وجهة نظر الإخوان سيكون لها تأثير علي تعطيل الاستفتاء علي الدستور فهذا وَهْم كبير، وإذا كانت «الجماعة» تري أن هذا سيهز من عزيمة المصريين فهذا وهم أكبر، وإذا كان التنظيم الدولي الذي رصد أموالاً باهظة من أجل تعطيل الدستور وخارطة الطريق، فهذا لن يحدث أبداً.. وسيظل يسجل التاريخ لهذه الجماعة أفعالها المشينة، وستظل عالقة في الأذهان أنها إرهابية.. ولا مكان للإرهابيين في هذا الوطن الغالي.