قال خبراء سويسريون إن التقرير الفرنسي حول ملابسات وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والذي خلص إلى أن الوفاة طبيعية هو تقرير قابل للشك والنقاش . وأصر هؤلاء الخبراء على الاستنتاجات التي توصل اليها التقرير السويسري بشأن هذه القضية ، مشيرين إلى ان فرضية تسميم عرفات هي مقبولة بالنسبة لهم ، حيث كشف التقرير السويسري عن وجود نسب عالية من مادة البولونيوم تصل إلى 36 مرة من الحد الطبيعي. وفي هذا الصدد ، أوضح البروفيسور فرانسوا بوشو مدير معهد الفيزياء الإشعاعية التطبيقية من جامعة لوزان أن التفسير الفرنسي حول وجود غاز الرادون الذي يمكن ان يتحول الى البولونيوم في قبر عرفات يعتبر تفسيرا غير كاف ، وقال "وفقا لهذا التفسير ينبغي ان توجد نفس القيم في جميع عينات التربة المأخوذة من القبر، ولكن الفحص السويسري أكد وجود قيمة تصل إلى 17 مرة أعلى من البولونيوم من العينات المأخوذة من أسفل الجثة. وتابع قائلا "إن الفريق الفرنسي الذي كان في رام الله لأخذ العينات، لم يكن من ضمنه أي شخص متخصص في الإشعاعات، وقد تم فحص العينات في باريس من قبل فريق متخصص ولكن في غياب متخصصين في الإشعاعات في رام الله ، وهو ما أدى الى صعوبة اختيار العينات المناسبة التي يجب أن تحلل" وشدد فرانسوا بوشو على صحة التقرير السويسري ، معتبرا أن الحصول على تأكيدات حول التدابير الأساسية التي قام بها المختبر السويسري من قبل المختبر الفرنسي هو عنصر في صالح النتائج السويسرية. واستبعد الخبراء المكلفون من القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة ياسر عرفات في تقريرهم فرضية وفاته مسموما مرجحين الموت الطبيعي . وقالت النيابة العامة في نانتير قرب باريس في بيان لها "مع التحاليل التي أجريت والمستندات التي يتضمنها الملف، خلص الخبراء إلى غياب تسميم لعرفات بالبولونيوم-210" وهي مادة مشعة على درجة عالية من السمية. وكانت سهى أرملة عرفات رفعت في يوليو 2012 دعوى ضد مجهول بتهمة القتل في (نانتير) بعد اكتشاف مادة البولونيوم المشعة والعالية السمية على أغراض شخصية لزوجها، وان هذه المادة أعطيت له ، كما قالت ،من أحد المحيطين به. وأمر قضاة التحقيق المكلفون بهذا الملف بنبش جثة الزعيم الفلسطيني لأخذ عينات، وتم ذلك في نوفمبر 2012 ، ومن ثم تم توزيع ستين عينة للتحليل على ثلاثة فرق من المحققين السويسريين والفرنسيين والروس، ليقوم كل فريق بعمله بدون تواصل مع الفريقين الآخرين. وعلى عكس الفرنسيين، أعلن السويسريون مطلع نوفمبر انهم يغلبون فرضية التسمم بعد أن وجدوا البولونيوم- 210 بكميات أكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه، لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع أن هذه المادة كانت سبب الوفاة. وبعد كشف التقرير السويسري طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة عرفات. وكان رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية الرسمية حول وفاة عرفات، توفيق الطيراوي اتهم إسرائيل باغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ، وقال في مؤتمر صحفي في رام الله إن "اسرائيل هي المتهم الأول والاساسي والوحيد في قضية اغتيال عرفات"، مضيفا أن التقارير التي تلقتها السلطة الفلسطينية تؤكد ان عرفات لم يمت بسبب تقدم السن، ولم يمت بسبب المرض ولم يمت موتا طبيعيا.