لو كنت مكانه »معاذ الله« لكان لسان حالى يقول: موتوا قهراً.. فأحوالى حتماً أفضل من أحوالكم.. فهناك من يتولون كل شىء نيابة عنى.. من حمايتي وحراستي من الموتورين والحاقدين »أمثال كاتب هذه السطور« الراغبين فى القصاص لمصر وشعبها مني بسبب »مزاعمهم« المشينة عن قراراتى وتصرفاتى خلال فترة حكمى.. ومن أسر الشهداء المطالبين بمحاكمتي حتي لا تذهب أرواح الشهداء سدي.. ومن أسر الجرحي الذين قد يبرد قلوبهم النيل منه بحكم رادع يبدد حزنهم بإهمال علاجهم وتركهم نهباً لمستشفيات الدولة التي نعلم جميعاً عدم تهيؤها لتقديم خدمات علاجية حقيقية في ظل عدم وجود تعليمات رسمية واضحة وتوجه حقيقى من الدولة بعلاج مصابى الثورة علي نفقتها.. ولا أزايد علي أحد عندما أقول إن امتناعى عن الكتابة - منذ رحيل الزميل عادل القاضى حتي الآن كان لإدراكى أن كثيراً من الأمور الردىئة بقيت علي حالها.. فلا رموز لدينا احتفينا بها واستلهمنا منها مشاعل نور وأفكار للمستقبل.. ولا قرارات صحيحة اتخذناها لتدل علي أننا علي الطريق الصحيح.. ولا يزعم أحد - أي أحد - أنه تغير وتحلي بروح الثورة إلا فيما ندر مع الأسف.. حتي أساتذتنا.. آباء هذه المهنة العريقة »الصحافة« وكنا دوماً نتعلق بأهداب الأمل فيهم ونمنى أنفسنا دوماً بأنهم سينكرون ذواتهم في لحظات تاريخية.. وينتصرون للقيم والمبادئ.. ولمصر الجديدة الناهضة من تحت الركام.. ويقولون ما يفعلون حقاً وصدقاً.. فإذا بهم يخذلوننا ويسقطون في أول اختبار أمام مصر كلها.. وتراجعوا عن إعلان حقيقة ملأوا الدنيا طنيناً بها.. وبامتلاكهم كل وثائقها وربما أساساً لم يكونوا يمتلكونها لا هي ولا الحقيقة من أساسها.. لكنهم أوهمونا علي مدار سنوات خلت أنهم يمتلكون الحكمة وإن أعلنوا دوماً رفضهم ادعاد امتلاكها بأثر رجعي وهو نفى في واقع الأمر كان لتأكيد هذه الإدعاءات لا نفيها. لو كنت مكانه »معاذ الله« لكان لسان حالي يقول: موتوا قهراً.. فلدي أفضل أطباء وأحسن دواء وأجود طعام وأنقى أجواء وأعشق الهواء الذى اتنفسه هنا ولدي في خزانة كل مصرف في الداخل والخارج حفنة ضخمة من الدولارات واليوروهات وكل عملات العالم لن تطالها أيادى مجلس عسكري أو حكومة يرأسها ثائر من ميدان التحرير أو لجنة من لجان الجوهري للكسب غير المشروع.. باختصار لدي ما ليس لديكم.. حتي المحامي الخاص بى - وهو فرد واحد فقط - أشطر من محامى الدولة وأكثر حنكة وخبرة منهم.. وهو بارع في الحرب النفسية وفي ممارسة الحيل والخدع القانونية »وابقوا قابلوني« لو قدرتم تنقلونى خارج مدينتى.. بداعى محاكمتى.. انتم حقاً لا تعرفون أن كل الوجهاء والأثرياء وعلية القوم والرؤساء مهما بلغ بهم البطش والظلم والقهر لا يجرؤ أحد على النيل منهم باستثناء قلة كسفاحي البوسنة.. و»صدام«.. لأسباب تعرفونها.. أما أنا فلى ملاكى الحارس.. إن لم يكن في الجيش ففى الحكومة أو في وزارة العدل أو فى النيابة العامة.. أو فيكم أنتم أيها الإخوة المواطنون وفيكم البركة.. فمنكم من رأى في جرائمى أمراً عادياً. و»إيه يعنى مقتل تمنميت أو تسعميت واحد من المتظاهرين.. فوفقاً لقاعدة العدد فى الليمون مات »قتل في الحقيقة مع سبق الإصرار« ألف وخمسميت مواطن كحيان غرقاً بعبارة صديقي وصديق كل الفاسدين ممدوح إسماعيل »ربنا ينتقم منه«.. وغيرهم من المقتولين فى الدويقة والمحروقين في بني سويف.. أعمارهم كدة بقى ودول مش هينقصوا عدد المصريين.. فالعدد فى الليمون يا مصريين.. وانتم تعرفون ذلك لذا انتم أسستم صفحة »أسفين يا ريس«.. وكتير خرجوا دلوقتى ينفذوا خطتى.. ويؤكدون أن بديلى هو الفوضى وعدم الاستقرار وسيادة كلمة البلطجية انتم.. ببساطة تتجرعون السم وتشعرون بالغيظ والقهر وضغط الدم.. بينما أنا نظرة واحدة من شباك جناحي بمستشفى شرم الدولى تطيل عمري وتكفينى لأخرج لكم لسانى ولأسخر منكم ومن إعلامكم المتمني والحالم برفع ضغط دمي واحتضارى وقرب نهايتى مع أنني أود أن أحذركم من أنني قد أدفنكم قبلي«. أنا سعيد جداً بما تقدمونه لى الآن من خدمات ولا تعنيني الاتهامات ووصفى بأسوأ النعوت.. اللص.. زعيم عصابة علي بابا.. الخائن القاتل.. حتي عميل الأمريكان والصهاينة.. كلها تهم »ساصهين« عنها فكلها علي بشاعتها لم تجد ترجمة لها علي أرض الواقع فلم تتفقوا علي كلمة سواء بشأنى.. وظهر لكم قادة عسكريون يرفضون إهانة رمز عسكري »...« وظهر عرب ضد محاكمتى.. واحتفل فضائي كويتي يدعي سعود الورع بعيد ميلادى بتوجيهات من السيدة الجميلة فجر السعيد وبكي لأجلي علي الهواء وأتاح لبعض السفهاء أن يسبوا أنفسهم ووطنهم لأنكم لستم أوفياء لى أنا رئيسكم المتخلى عن منصبي.. كلكم - عفواً بل أغلبكم - أثلجتم صدرى فبعد أن تصورت أنني وكل سدنة نظامي الفاسد وأركان حكمى البائد سوف نهلك لا محالة أمام توحدكم وإرادة ثورتكم الفتية العفية.. وأننا سنلقى المصير الذى نستحق.. إذا بالروح ترد إلينا من جديد ورغم أننا قابعون في مواقعنا بشرم.. وبطرة.. إلا أننا الآن نشعر أنكم أنتم سجناؤنا.. سجناء ثلاثين عاماً من سحقنا لكم وإهدارنا لكرامتكم وغسلنا لعقولكم ومسخنا لشخصياتكم وإهدارنا لكل شىء لديكم: حرياتكم أعراضكم أسراركم أموالكم.. أنتم أسري سياساتنا وقبحنا وانتهاكنا لكم.. أسري تلفيقنا وكذبنا وغوغانيتنا وتفاهة معاركنا والتي جعلناها أم المعارك دائماً لكم وجعلناكم تؤمنون بذلك وتتقاتلون مع بعضكم وتتخونون وتتضاربون وتتشاتمون وتحرقون ما تملكون وتملك البلاد وبأنفسكم مزقتم وحدتكم الوطنية واستجبتم للفخ الذى نصبناه لكم وللجدال العقيم الذى أغرقناكم فيه حولها سنوات طوال.. ومازلنا بكل اقتدار نغرقكم فيها.. حتى الآن لا تتوحدون خلف فكرة واحدة الدستور أولاً أم الانتخابات البرلمانية أولاً؟!.. الإبقاء علي ملامح وهياكل نظامي السابق أم التخلص منها أولاً؟!.. هدم القديم لتشيدوا علي أنقاضه البناء الجديد أم تسيرون علي نهجنا الذى علمناكم إياه عقوداً من الزمن.. أنتم الآن وجه آخر لنا.. وكل ممارساتكم تنبئ بذلك.. ما لم....! بالله عليكم هل نترك الشيطان يعظ.. هل نترك القاتل خارج السجن؟! وللحديث بقية.. رجاء تحملوا إطلالتنا المتباعدة!