سجل تاريخ الأمة العربية مشاهد حفرتها أصابع الاحتلال في أذهان العرب، فصفحات الماضي لم تطوى بعد.. وتاريخ الاحتلال الآثم لم يمرر الفرصة دون أن يثبت سطوته المزعمه، فعندما كان العرب منذ سبع سنوات يستعدون لاستقبال عيد الأضحى بأعداد الضحية وأتباع سنة أبيهم أبراهيم ( عليه السلام )، أعد لهم الغرب ضحية من بنيهم وحاكم من حكام أمتهم لسفك دمائه أول أيام عيد الأضحى، وهو الحاكم العراقي "صدام حسين" الذي أُعدم علي نفس الأرض التى حكمها يوماً.. فكانت تهمته هى سفك دماء الشعب العراقي، وتم تنفيذ الحكم على يد أبناء العراق. هو صدام حسين عبد المجيد التكريتي الذي قاد " حربي الخليج الأولي ، والثانية ، الأولي ضد إيران التى يحكمها "الخميني" والتى أستمرت لثمانى سنوات والثانية ضد الكويت بعد خلافات حدودية، واستمر الاحتلال لمدة عام حتى أُجبر على الانسحاب عام 1991، بعد أن قادت الولاياتالمتحدة تحالفًا دوليًا ضده ، ومنذ هذا الوقت ساءت علاقات "صدام "مع دول الخليج ، ودول عربية أخرى ، وتعرض لعزلة دولية، وتم فرض حصار اقتصادى على العراق، بالإضافة إلى فرض مناطق حظر طيران في شماله وجنوبه . ويبدأ المخطط الأمريكى في أبراز معالمه للسيطرة علي النفط العراقي في عام 1998م حين أقر الكونجرس الأمريكي بشن هجوم عسكري على العراق لكونه يملك أسلحة الدمار الشامل ولكونه يشكل خطراً على المنطقة... وبعد تولي الرئيس السابق "جورج بوش" الرئاسة بدأ عهد جديد تحولت فيه السياسة الأمريكية من المساعدة المادية ، والدعم اللوجستي للقوى المعارضة العراقية إلى التدخل العسكري المباشر متحالفة مع بريطانيا. ولكن أحداث 11 سبتمبر كانت قد دشنت عهداً جديداً في أمريكا ، وأصرت الإدارة الأمريكية على إسقاط نظام "صدام" وفي 20 مارس عام 2003م تحركت القوات الأمريكية البريطانية في سعيها نحو ما تم تسميته بحرية العراق 9 إبريل عام 2003م. بعد سقوط نظام "صدام حسين" على يد القوات الأمريكية ظلت أخبار "صدام" مجهولة، وتم وضعه على قمة لائحة المطلوبين، وتم اعتقال العديد من أفراد نظامه السابق ، ولكن الجهود الحثيثة للعثورعليه بائت بالفشل، وقُتل أبنائه "عدي ، وقصي" في 23 يوليو 2003م أثناء اشتباك عنيف مع القوات الأمريكية في الموصل. قام الحاكم المدني في العراق "بول بريمر" بالإعلان رسمياً عن القبض علي "صدام حسين" في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً بتوقيت بغداد بتاريخ 6 ديسمبر عام 2003م في مزرعة قرب (تكريت) العملية المسماة بالفجر الأحمر، حيث كان مختبئًا في إحدى المناطق النائية. وأصدرت محكمة عراقية حكمها على" صدام" البالغ من العمر 69 عامًا بالإعدام شنقا في 5 نوفمبر الماضي لدوره في قضية (الدجيل) التي لقي فيها 148 من الشيعة حتفهم في بلدة (الدجيل) في الثمانينيات ، وجرائم ضد الإنسانية، وقد نُفذ حكم الإعدام فجر يوم السبت الموافق 30 ديسمبر 2006م في بغداد الموافق العاشر من ذي الحجة الموافق أول أيام عيد الأضحى لتنتهى حياة الطاغية "صدام حسين" الذي هلل، وأحتفل بنهاية الغرب، الذي تم وصفه بأضحية العرب. في هذا السياق يقول طارق تهامى، عضو اللجنة العليا لحزب الوفد، معلقاً علي ذكرى أعدام صدام العراق إنه عندما تطل ذكرى إعدام صدام حسين، الرئيس العراقي نتذكر بداية المخطط الأمريكي لتغيير شكل المنطقة وموازين القوى فيها. وأضاف تهامى :"هذه الذكرى تؤكد أن المخطط الأمريكي كان يسير في اتجاه زرع جماعة الإخوان في مصر بطريقه تؤدي إلي تقسيمها واقتطاع أجزاء منها وتسليمها إلي تنظيمات مسلحة في جوانب مصر وحدوده وأشار الي أنه كان مخططًا منح سيناء التنظيمات الإرهابية، وزرع بعض الجماعات بالحدود الغربية في ليبيا ولا يبقي من مصر سوى الأراضي الواقعة من القاهرة حتى ليبيا، وتلك الخريطة موجودة علي بعض المواقع الأمريكية" . كما يقول تهامى مؤكداً أنه لن يدافع عن صدام حسين لأنه ديكتاتور، وأناعندما زرت العراق وجدت دولة بائسة لايوجد بها وسائل إنتاج، حتى البترول نفسه كان يوزع علي أفراد الشعب مجانًا، نظرًا لكونه غير مستغل فيفيض عن الحاجة، هذا بالإضافة إلي تدهور الصحة والتعليم قائلا: "العراق في ظل الاحتلال قد تراجعت 100 عام والسبب هو صدام المستبد، صاحب الاتفاقيات الآثمة من تحت الطاولة وهو الذي ذهب لاحتلال الكويت بدون وجه حق " . وأشار تهامى إلى أن صدام حسين لم يكن يقاوم من أجل شعبه وأنما من أجل نفسه، مشيرًا إلى أن هذا يقودنا لأن ما حدث في 30 يونيو حمى الدولة مما كان مخطط لها، ولولا عزل مرسي في 3/7 وإعلان خارطة الطريق لدخلت مصر في دوامة لا يعلم مداها إلا الله . أما عن حسن نافعه أستاذ العلوم السياسيه فيوضح أن الشعب العراقي أدرك الآن دور الرئيس الراحل صدام حسين (الذي تم أعدامه في مثل ذلك اليوم منذ سبع سنوات) في الحفاظ علي العراق متحده بعيدة عن رايات الأنقسام الشيعيه والكردية والسنية التى تعصف بالعراق في تلك الآونه ، فأوضاع العراق قد ساءت كثيراً بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق. ويضيف قائلاً " سيدة العالم تبحث دوماً عن مصالحها ، سواءاً كان بتدعيم علاقتها مع الدول أم الانقضاض عليها .. فماذا عنا نحن المصريين وكل يوم نتركب الأخطاء ونساهم في أضعاف الدوله بحيث تظل عاجزة عن مواجهة التحديات الأمريكية والمواقف المتذبذبة؟".