قالت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية في إفتتاحيتها اليوم الجمعة إن قرار إدارة الرئيس الامريكي "باراك اوباما" بتعليق المساعدات العسكرية جزئيا إلى مصر تعكس محاولة أمريكية للموازنة بين ما أسماه "اوباما" مصالح جوهرية مثل أمن إسرائيل ومحاربة الإرهاب وبين الدعم الأمريكي للقيم الليبرالية. وأوضحت الصحيفة أن الرسالة المزدوجة التي يحملها الرئيس الأمريكي "أوباما" هي أن أمريكا يمكن أن تعاقب النظام المصري المؤقت المدعوم من الجيش لعدم المضي قدما في أجندة الديمقراطية من خلال حجب بعض الطائرات الهليكوبتر والدبابات مع الحفاظ على التعاون في الشق الأمني من خلال توفير قطع الغيار لهذه المعدات الامريكية. ولكن على ما يبدو أن هذه الرسالة المزدوجة لن تغير المسار الذي ينهجه وزير الدفاع المصري "عبدالفتاح السيسي" الذي يسطر على الحكومة المؤقتة وأصبح زعيم قومي وقائد شعبوي، فضلا عن ان تحرك تجميد المساعدات يبدو محاولة فقيرة للدفاع عن المصالح التي وضعها الرئيس الامريكي "اوباما" فوق الديمقراطية وحقوق الإنسان. وزعمت الصحيفة أن تجدد إراقة الدماء يوم الاحد الماضي في الذكرى ال40 لإنتصار أكتوبر المجيد يضيف المزيد من الادلة على فشل الحكومة المؤقتة في بسط نفوذها وفرض سيطرتها على الدولة. وأشارت الصحيفة إلى ان وساطة أمريكا والإتحاد الاوروبي في التفاوض مع الحكومة المؤقتة لإنهاء الجمود مع الإخوان لا يبدوا فعال في ظل إستمرار الحملة المكثفة ضد قادة الجماعة ووسط قرار المحكمة بحل الجماعة وإضافة لقب المحظورة إليها. وعلى الصعيد الإقتصادي، لفتت الصحيفة إلى ان الحكومة المؤقتة تجاهلت نصاح الغرب وسعت إلى تبني تدابير شعبية مثل زيادة في الحد الادنى للاجور، وهي التدابير التي من شانها أن تفاقم الازمة الإقتصادية في ظل تدهور السياحة والإستثمار.