اعتبرت مجلة (فورين أفيرز) الأمريكية، في مقال، أن العولمة أدت إلى زيادة فرص النمو في البلدان النامية ووفرت مزيد من الوظائف لأبنائها من خلال اندماج اقتصادات العالم في اقتصاد واحد معولم تتقارب فيه مستويات الدخول بين العالمين المتقدم والنامي؛ مشيرة إلى أن لها تأثيرات سلبية، من الناحية الأخرى، على الاقتصادات المتقدمة. وقد بدأ مايكل سبينس، كاتب المقال، بالإشارة إلى أن تعريف العولمة ببساطة هي أنها عملية تندمج فيها الأسواق عالمياً، وأنها العملية التي تسارعت خطاها في الستين عاماً الأخيرة بفضل التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة التي قللت من تكلفة النقل وأزالت الحواجز أمام التجارة الدولية. والنتيجة مدهشة، فقد وصلت الدول النامية عند مستويات نمو من 7 إلى 10%، وهناك أيضا 13 دولة من بينها الصين قد زاد نموها بأكثر من 7% كل عام على مدار 25 عاماً أو أكثر. بل ووصلت الدخول في بعض الدول النامية إلى مستوى مثيلاتها في بعض الأحيان في الدول المتقدمة. وأضاف الكاتب أن نمو الوظائف في الولاياتالمتحدة كان بطيئاً في مايو مما جدد التشاؤم نحو الاقتصاد الأمريكي، وجعل كاتب المقال، وهو عالم اقتصاد حائز على جائزة نوبل، يكتب في نهاية الشهر قائلاً إن النمو الاقتصادي ونسبة العمالة في الولاياتالمتحدة قد بدءا في تغيير مسارهما (من الصعود للهبوط)، مما زاد من التفاوت في الدخول وقلل وظائف العمال الحاصلين على مستويات تعليمية أقل. واستطرد أنه حتى عقد مضى كان تأثير العولمة على توزيع الثروة والوظائف خفيفاً وحميداً. ففي المتوسط كان نمو الاقتصاديات المتقدمة بمعدل ثابت عند 2.5% وزادت فرص العمل. بل ومن خلال المساعدات الخارجية استطاعت الدول التي خربتها الحرب العالمية الثانية أن تتعافى وصارت البضائع المستوردة أرخص حيث ارتبطت الأسواق الناشئة بالاقتصاد المتعولم مما أفاد المُستهلكين في كل من العالم النامي والعالم المتقدم. وحيث إن الصين والهند يشكلان 40% من سكان العالم فإن التغير الاقتصادي والنمو لديهما سيؤثر على بقية دول العالم حتماً. وقد كان للعولمة تأثير كبير في رفع أسعار البضائع والخدمات والأجور وأشياء أخرى كثيرة، أو بعبارة أخرى إعادة توزيع الثروة وفرص العمل.