تحولت مشاهد القتل والتفجير ومؤخراً محاولات الاغتيال إلى أمور اعتيادية فى حياة المصريين فلا يكاد يمر يوم دون وقوع حادث يخلف وراءه ضحايا، وهو ما جعل كثيرين يبدون تخوفهم من الغرق فى دائرة الإرهاب. ودائرة الإرهاب لها العديد من الوجوه والتداعيات وكذلك النتائج، فأمام مصر عدة سيناريوهات وستحكم العوامل الداخلية والخارجية على أى منها سيكون هو المُتبع خلال الفترة المقلة. سيناريو العنف خلال الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضى، والذى تضمن هجمات إرهابية على سياح وقوات شرطة بخلاف قتل مواطنين مدنيين، ثم انتهى بمبادرة وقف العنف فى عام 1997، يتوقع حدوثه عدد من الساسة مع تصاعد فى حدة الجرائم لكنه سرعان ما ستهبط بالوقت ليخرج الوطن من مرحلة الاضطراب إلى الاستقرار بحسب تأكيدهم. ولا يمكن النظر فى مستقبل العنف الدائر فى مصر دون الرجوع بالتاريخ لما حدث في التسعينيات من موجات إرهابية انتهت جميعا بالفشل. وفى هذا الشأن لا يمكن تجاهل الأوضاع المتصاعدة فى سوريا وهو ما يثير التوجس من إمكانية دخول عناصر من تنظيم القاعدة إلى مصر حال فقدان السيطرة الأمنية داخلياً، هناك لتتزايد بذلك وتيرة عمليات العنف وبالطبع مزيد من الضحايا. عدد من السياسيين استبعدوا تكرار سيناريو الجزائر أو العراق، مشيرين إلى ضرورة إحكام القبضة الأمنية فى الداخل لصد أية تدخلات خارجية سواء من تنظيم القاعدة أو ما على مستوى دولى. وأكد الساسة فى تصريحات ل»الوفد» أن المخاطر تحيط بمصر من كافة الاتجاهات سواء من ليبيا التى يسيطر عليها تنظيم القاعدة أو السودان ذات الأوضاع المضطربة جراء تقسيمها أو غزة وما بها من حركة حماس، وهو ما يستدعي الانتباه والحذر. استبعد طارق الخولى وكيل مؤسسى حزب 6 إبريل، تكرار سيناريو الجزائر خلال الفترة المقبلة فى مصر، موضحاً أن الأوضاع مختلفة فى البلدين كون المصريين يتمتعون بقدر عالٍ من اليقظة تجاه ما يحيطهم من أخطار. وتوقع «الخولى» أن تشهد مصر عمليات إرهابية على غرار ما حدث فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، ولكن بشكل أقل وطأة مما كان عليه فى الماضى، موضحاً أن كثرة المعلومات التى تمتلكها الأجهزة الأمنية حول مرتكبى العنف يمنحها قدرة أكبر على إحكام السيطرة وعدم الغرف فى دائرة الإرهاب بشكل يصعب التعامل معه. وأضاف وكيل مؤسسى حزب 6 إبريل، أن ما يخدم مصر فى تخفيف حدة الإرهاب هو التفاف المصريين حول المؤسسة الأمنية لمواجهة العنف بعكس ما حدث فى نهايات القرن الماضى، مستبعداً تكرار السيناريو العراقى كون المسألة فى بلاد النهرين يحكمها الاختلاف الطائفى. وقال نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، إنه يتعين على الأجهزة الأمنية رفع مستوى كفاءتها بالدرجة التى تستطيع معها مواجهة الإرهاب وتوقع هجماته قبل وقوعها. وأوضح «زكى» ضرورة حث المواطنين المدنيين على الابلاغ عن أى نشاط مشبوه، لافتاً إلى دور الأفراد المهم فى الكشف عن هجمات إرهابية خلال الثمانينات والتسعينات. وأكد استمرار عمليات القتل والاغتيال والتفجير خلال الفترة المقبلة، مستبعداً فى الوقت نفسه وصول الوضع المصرى إلى السيناريو الجزائرى، وحذر من المخاطر التى تحيط بمصر عبر حدودها سواء الشرقية أو الغربية أو الجنوبية. ودعا المتحدث باسم حزب التجمع إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزماً للتعامل مع الظرف الراهن، ومنها تجريم إقامة أى فاعليات احتجاجية سواء مسيرات أو مظاهرات أو اعتصامات لفترة مؤقتة، وهدم جميع الأنفاق بين رفح وغزة واللجوء إلى سياسية تجفيف منابع الإرهاب المتمثلة فى منع أى امدادات للإرهابيين. من جانبه توقع الدكتور طارق زيدان رئيس حزب الثورة المصرية، فشل جميع محاولات زعزعة استقرار الوطن عبر تنفيذ هجمات إرهابية، مرجعاً توقعه لموقف الشعب المؤيد لمؤسسات الدولة سواء القوات المسلحة أو الشرطة أو القضاء. وأضاف «زيدان» هناك تماسك داخلى وهو ما سيفت عضض الإرهاب خلال فترة وجيزة، مستبعداً تكرار السيناريو السورى أو الجزائرى فى مصر، وتابع:» ما أوصل الأمور فى سوريا إلى النحو التى عليه الآن هو انشقاق عناصر من الجيش السورى وهو ما لا يمكن حدوثه فى مصر». وأكد رئيس حزب الثورة المصرية أن العناصر الإرهابية المتواجدة بسيناء لا يمكنها الانتقال إلى باقى المحافظات لارتكاب أية أعمال عنف بها. وحول سيناريو التقسيم العراقى شدد على أن التدخل الخارجى المسلح هو ما أوصل الأمور فى العراق إلى ذلك الحد، مؤكداً أن طبيعة مصر ترهب أى عدو أجنبى من مجرد التفكير فى اجتياز الأراضى المصرية نظراً للكثافة السكنية المرتفعة وهو ما يعنى حرباً طويلة الأمد حال اندلاعها.