عاشت دور العرض السينمائي خلال الفترة الأخيرة فترة من أسوأ فتراتها، خاصة ان بداية حظر التجول في القاهرة والإسكندرية وبعض المحافظات الأخري، واكبت بداية موسم أفلام عيد الفطر المبارك. وبالتالي تعرض دور العرض، وشركات الإنتاج ونجوم سينما العيد لانتكاسة شديدة، بعد ان حقق أسبوع الفطر الأول أرقاماً جيدة كانت تؤكد ان الموسم الحالي سوف يكون من أهم الفترات التي تنتعش فيها خزائن المنتجين. توقف الموسم بعد أسبوع من ضربة البداية. فهل هناك بديل يعوض هذه الأفلام عن حالة الخطر التي عاشتها؟ طرحنا السؤال علي المتخصصين؟ قال المنتج أحمد السبكي: بالفعل قررت الشركة طرح أفلامها مرة أخري في موسم عيد الأضحي المبارك بجانب فيلم جديد من إنتاج الشركة، وأعتقد ان الشركات الأخري سوف تفعل ذلك خاصة وان أفلامها لم تحظ بإيرادات جيدة تغطي تكاليف إنتاجها. وأضاف السبكي: لقد استطاع فيلم «قلب الأسد» تحقيق إيرادات عالية ولكن يجب ان ننظر إلي الأفلام الأخري التي كانت معه فلم يستطيعوا تحقيق الإيرادات المتوقعة منها. وأشار السبكي إلي انه متفائل بعرض الأفلام مرة أخري بالرغم من تواجدها علي شبكات الإنترنت وغيرها من الوسائل المرئية لان الجمهور سوف يشاهد الأفلام التي لم يرها في السينما من قبل، خاصة أنه متعطش لدخول السينما والخروج من ملل المحطات الفضائية. وعقب الناقد طارق الشناوي قائلاً: الفيلم الوحيد الذي اتوقع ان يحصل علي إيرادات مرة أخري هو فيلم «قلب الأسد» لانه فيلم تجاري وبطله له جماهيرية طاغية من جمهور قاطعي تذكرة السينما، وهم الشباب دون العشرين وأقل من الثلاثين ربيعاً. أما عن باقي الأفلام فمنذ العروض الأولي وهم مهزومون لم يستطيعوا جميع إيرادات رغم ان الجمهور كان لديه توجه إلي السينما، ومع كل ذلك هزمت هزيمة نكراء فهي مغامرة فاشلة للأفلام التي تنافس «قلب الأسد»، وناجحة ومحسوبة له، ونحن لسنا بصدد عمل فني عظيم ولكنه تجاري خاطب غرائز الجمهور من خلال نجم أصبح له شعبية لدي الجمهور. وعن قرصنة الأفلام من دور العرض وتواجدها علي أجهزة الحاسب قال الأفلام كثيرة علي الإنترنت وبالرغم من ذلك يذهب إليها الجمهور والإنترنت يؤثر علي نسبة المشاهدة في السينما بمقدار 10٪ فقط وفيلم محمد رمضان كان في عز قوته وربما اختفاؤه القسري من دور العرض بسبب حظر التجوال سوف يجعل له قابلية لدي الجمهور، أما الأفلام الأخري فكانت «مضروبة» ويمكن اعتبار حظر التجول عذراً لعدم إقبال الجمهور عليها فهي أفلام استحقت الهزيمة. بينما استنكر الناقد نادر عدلي إعادة عرض الأفلام قال: إنها تجربة محكوم عليها بالفشل حيث حدث ذلك في فيلم «365 يوم سعادة» لأحمد عز عندما تم عرضه يوماً واحداً فقط ثم قامت الثورة، وعندما قاموا بتكرار طرحه في السوق لم يحقق إيرادات لانه بالنسبة للمتفرج فيلم قديم. وأضاف عدلي بجانب انه متبق علي موسم عيد الأضحي أكثر من 60 يوم، وحظر التجول بدأ في التناقص وفرصة مشاهدة الأفلام بدأت في التزايد، فالأفلام لم تخرج من صالات دور العرض لذلك فالتجربة محكوم عليها بالفشل، خاصة أن هذا الموسم سوف يتواجد عدد كبير من الأفلام لكبار النجوم مثل كريم عبدالعزيز ومني زكي وهم المنافسون الحقيقيون للسينما ولهم شعبية لدي الجمهور. وأشار نادر إلي أن هناك معياراً لدي المنتجين والموزعين فالفيلم لو لم يجمع إيرادات أول يوم فهذا يعني أنه لن يحصد إيرادات، وهذا ما حدث مع فيلم «درجة ثالثة» لسعاد حسني حيث لم يحصد إيرادات بداية من حفلة 10 فقالوا انه لم يجمع إيرادات وقد كان، أما فيلم «خلّي بالك من زوزو» قالوا إنه لو ظل في السينما لمدة عام فسوف يظل يجمع إيرادات.