تمر اليوم الذكرى التاسعة والعشرون لرحيل اللواء محمد نجيب أول رئيس مصري يعزل من منصبه في مارس 1954 ولد محمد نجيب يوم 19 فبراير 1901 في السودان وتلقي تعليمه الأول في السودان وحصل علي الشهادة الابتدائية في مصر 1916 والتحق بالكلية الحربية 1917 وتخرج فيها 1918. كان محمد نجيب أول ضابط مصري يحصل علي ليسانس الحقوق 1927 كما حصل علي دبلومة في الاقتصاد السياسي 1929 وتم ترقيته لرتبة اليوزباشي 1931 ورقي لرتبة قائمام 1944 وعين حاكماً لإقليم سيناء. وشارك في حرب فلسطين رغم ترقيته لرتبة العميد وعين في نفس العام قائدا لمدرسة الضباط العظام. ورقي إلي رتبة لواء عام 1950. واصطدم بالملك فاروق حين رفض طلبه بترقية حسين سري وكيل سلاح حرس الحدود. انتخب محمد نجيب رئيسا لنادي الضباط في يناير 1952، ووافق علي قيادة ثورة يوليو 1952، واختاره الضباط للقيادة حتي يشعروا بالأمان ان تكون رتبة عسكرية كبيرة علي رأس الثورة وتولي رئاسة الجمهورية 1953. وكان لمحمد نجيب دور عظيم في نجاح ثورة يوليو واستطاع قيادة ضباط الثورة بمنتهي الحنكة حتي تم عزل الملك فاروق ونفيه خارج البلاد. وتركزت كل الأضواء علي اللواء نجيب باعتباره الذي خلص مصر من الملك. وكان لمحمد نجيب رأي أن يتخلي الضباط عن السلطة ويعودوا لثكناتهم ويتركوا البلاد لحكم مدني. ولكن هذا الرأي لم يعجب جمال عبدالناصر، وبدأوا التفكير في التخلص منه، خاصة بعد الخلاف علي محكمة الثورة واعتقال بعض الزعماء السياسيين خاصة الزعيم خالد الذكر مصطفي النحاس. ومصادرة 322 من أملاك السيدة زينب الوكيل حرم الزعيم مصطفي النحاس واضطر يوم 22 فبراير 1954 لتقديم استقالته وفي اليوم التالي أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بإقالته وتشويه صورته وحدثت أزمة مارس 1954 التي كانت صراعا بين نجيب وجميع قادة ثورة يوليو، ولم يتوقف الأمور عند إقالته ولكن في 14 نوفمبر 1954 تم القبض عليه وتحديد إقامته في فيللا بالمرج وبدأ يذوق ألوان العذاب والهوان وعاش في فيللا مهجورة بلا أثاث واضطر للتفرغ لتربية القطط والكلاب وأثناء نكسة 1967 طلب من الرئيس عبدالناصر العمل في صفوف الجيش ولكن ناصر رفض طلبه واستمر نجيب في معتقل المرج حتي عام 1974 وقال له السادات أنت حر طليق وبعد رحيل الرئيس السادات في أكتوبر 1981 أمر الرئيس السابق حسني مبارك بتخصيص فيللا في حي القبة لإقامة محمد نجيب بشكل يليق بأول رئيس لجمهورية مصر العربية وكان محمد نجيب قد وصل لأرزل العمر وكان يعاني من عدة أمراض. وكان شديد الصلة بالإمام محمد متولي الشعراوي، ورحل يوم 28 أغسطس 1984 بمستشفي القوات المسلحة بالمعادي، وتقدم جنازته الرئيس السابق مبارك، وقيادات الجيش وأعضاء مجلس قيادة الثورة وتخليدا لاسمه قرر مبارك إطلاق اسمه علي إحدي محطات مترو الانفاق 1987. واسترد نجيب جزءا من كرامته قبل وفاته ويبقي دائماً أول رئيس مصري.