العنف في عيون قيادات الجماعة السابقين. أكد قادة سابقون منشقون عن الإخوان انقسام الجماعة منذ نشأتها الي فصيلين أحدهما دعوي والآخر دموي يتبني العنف مشيرين الي أن الهضيبي سعي لاقتلاع العنف من التنظيم إلا أنه فشل في تحقيق هذا الهدف مؤكدين أن نبذ الإخوان للعنف أكذوبة. وقال عبدالستار المليجي القيادي الإخواني المنشق إن جماعة الإخوان منذ أن نشأت علي يد حسن البنا هي في الواقع من حيث البناء الفكري والهيكل التنظيمي جماعتان أو تنظيمان داخل التنظيم الواحد. تنظيم أو فصيل الإخوان الدعوي والذي يتبني الدعوة منهجا وفصيل آخر أو تنظيم يتبني العنف منهجا وفلسفة ويعتنق عقيدة فرض الرأي بالقوة، وبعد سجن أفراد الجماعة سنة 1954 وتولي المرحوم حسن الهضيبي منصب مرشد الجماعة عقب اغتيال حسن البنا وهو بالمناسبة المرشد الأول للجماعة بعد «البنا» قام «الهضيبي» بجهود حثيثة لإثناء أصحاب عقيدة العنف عن أفكارهم ومعتقداتهم تلك. فزار رحمه الله أفراد الجماعة بالسجون وتحاور معهم فيما يشبه المراجعات الفكرية لإبعادهم عن فكرة العنف. كما ألف كتابا شهيا فند فيه كل الآراء الداعية والداعمة لفرض الرأي بالعنف غير أن أصحاب منهج العنف لم يعيروه اهتماما. ويكمل المليجي حديثه عن رحلة العنف عند الإخوان ليضيف أنه عندما خرج الإخوان من السجون في السبعينيات علي يد السادات التقوا أعضاء الجماعة الإسلامية وجماعة تنظيم الجهاد في الجامعات، والغريب أن الجماعتين كانتا ترفضان فكرة العنف في البداية غير أن الإخوان استطاعوا استقطاب أعضاء كثيرين من الجماعتين وساروا معا في طريق العنف وأصبح لدينا العنيف بقيادة مصطفي مشهور والتنظيم الدعوي بقيادة عمر التلمساني. والغريب أن مصطفي مشهور كان يعمل من خلف ظهر التلمساني وانتهت هذه المرحلة باغتيال السادات وهروب جميع قيادات تيار العنف خارج مصر. فهرب خيرت الشاطر الي اليمن وهرب محمود عزت الي لندن وهرب محمد بديع الي اليمن بينما ذهب مصطفي مشهور الي فرنسا وسار متنقلا بين فرنسا وبريطانيا معظم الوقت وهناك في قلب لندن أنشأ مصطفي مشهور مكتبا للاتصال الدولي تولاه وأداره شخص يدعي ابراهيم منير. ومازال منير حيا يرزق ولما توفي عمر التلمساني وعاد أعضاء الجماعة الي مصر اعتبروا أن القضاء أو الساحة أصبحت خالية لهم بعد التلمساني ونشر فكر العنف وأزاحوا كل من لا يوافق فكرهم في فرض الرأي بالقوة. ويستكمل القيادي الإخواني المنشق عن التنظيم عبدالستار المليجي حديثه مؤكدا أنه في الفترة من سنة 1992 وحتي 1996 أصبح الحاج مصطفي مشهور المرشد العام للجماعة ولأول مرة يملك تيار العنف الجماعة ويسيطر عليها وبجلوس مشهور تبني منهج العنف علي كرسي مرشد الجماعة ومن وقتها أصبح التيار أو الفصيل المتبني للعنف هو الذي يوجه الجماعة.. ومنذ ذلك التاريخ وهم يعدون لما يحدث الآن وللاستيلاء علي السلطة بالعنف. وأضاف السيد عبدالستار المليجي: لم تكن انتخابات بريئة أو مبرأة من العنف فجاءت علي خلاف خارطة الطريق التي اقترحها النواب في 25 يناير. كما جاءت بشبهة التواطؤ مع المجلس العسكري المهم أنهم وصلوا الي السلطة بثورة لم يتكلفوا أو يتكبدوا فيها أي عناء فلم يدفعوا أي تكاليف، وتمت تجربتهم لمدة عام فكانت النتيجة كما نري وخلاصة الأحداث أن مصر ليست في حاجة في المرحلة المقبلة الي جماعات أو أحزاب تقوم علي أساس ديني. كما أنه لا يجب أن يسمح لغير خريجي الأزهر وهو المؤسسة الوحيدة المؤتمنة علي التوجيه الديني بأن يقوم بأعمال الدعوة والتوجيه الديني ولسنا بحاجة الي جماعات تقوم علي خلاف القانون أو تتبني العنف. وحول موجة العنف الإخواني الأخيرة والتي جاوزت كل الحدود قال القيادي الإخواني السابق: لا يوجد أي شيء يبرر ما فعله الإخوان فالعنف الإخواني قديما وحديثا ليس له ما يبرره أما عنف الدولة في مواجهة اعتصاماتهم فهي مبررة ومفهومة الأسباب فهم قد خرجوا عن الحد وعن حدود الشريعة والدولة تعرف أكثر مما نعرف كمواطنين لذا فعنف الدولة مسموح ومبرر. ويبدو أن العنف الإخواني الأخير بدأ يتسلل الي قلوب المجتمع والنخب فقد رفض المحامي والقيادي الإخواني السابق مختار نوح الحديث عن قضية العنف الإخواني فعندما طرحنا عليه السؤال عن مدي مطابقة واقع الحال في مصر لما يدعيه الإخوان عن نبذهم للعنف أجاب قائلا: اعفيني من الخوض في هذا الموضوع الآن وفي هذا الظرف!! أما القيادي الإخواني السابق الدكتور كمال الهلباوي فقد شرح بإيجاز موقف الإخوان من تبني العنف منهجا فقال إنه باختصار شديد نبذ الإخوان المسلمين العنف مرارا وتكرارا وكنت عضوا بمكتب الإرشاد وشاهد عيان علي عمليات نبذهم للعنف أما الواقع اليوم والحادث في مصر ومسلسل العنف اليومي يكذب ما سبق أن سمعته واعتنقته الجماعة من نبذهم للعنف وطرح فكر العنف جانبا لأن ما يحدث اليوم موجة انتقام إجرامية، وأرجح الظن - والكلام للقيادي السابق دكتور كمال الهلباوي - أن بعض العناصر التي تسللت الي الجماعة تأثرت الجماعة بأفكارها العنيفة وبمنهجها السقيم والمعوج في استخدام العنف وتلك العناصر تعتنق فكر العنف ومن أمثلتهم عاصم عبدالماجد وصفوت حجازي وغيرهما. ويختتم الهلباوي حديثه قائلا: إن ما يمارسونه الآن من عنف دموي لا يوجد أي عقل أو منطق يقبله وليس له أي سند يبرره مهما قيل عن فض اعتصامهم بالقوة.