المثل المصرى القديم يقول: الصديق.. وقت الضيق.. ونقولها الآن بل الشقيق وقت الضيق.. ولذلك نعم موقف السعودية.. وموقف دولة الإمارات. ففى الوقت الذى تطالب بعض الدول بفرض عقوبات على مصر.. بل ويلجأ بعضها إلى استعداء مجلس الأمن عليها.. يجىء الموقف السعودى الرائع - بكل ثقله وقوته - ليدعم موقف مصر.. ويجىء ذلك الموقف الرائع على أعلى مستوى.. أى على لسان عاهل السعودية خادم الحرمين الشريفين نفسه: الملك عبدالله ابن الملك الرائد عبدالعزيز آل سعود منشئ السعودية.. وقالها عاهل السعودية - أطال الله عمره - موجها كلامه إلى الذين يعترضون على موقف مصر الذى يتصدى للارهاب والعنف المدمر ليؤكد وقوف بلاده بجانب مصر وبجانب شعبها. بل يطالب العاهل السعودى الكبير الدول العربية والأصدقاء بأن يقفوا وقفة رجل واحد من أجل دولة لها مواقفها العظيمة من قضايا العرب والإسلام، بل ويعلنها الملك عبدالله صريحة أن السعودية وقفت وتقف مع شعب مصر وضد كل من يقف ضد مصر وضد شعبها.. وكل من يتدخل فى شئونها الداخلية.. بل ويطالب هؤلاء بأن يعودوا إلى رشدهم.. وأن مصر قادرة على العبور إلى بر الأمان.. بل ويصف مصر بأنها وطنه الثانى.. ويعدد مواقفها على مر التاريخ والمحن. وهذا الموقف السعودى لا يقدر بمال. إذ إن توقيته أكثر أهمية من أى دعم مادى. لما للسعودية من قيمة أدبية واقتصادية وروحية وسط دول العالم. وهذا التوقيت وهذا الدعم السياسى والمعنوى لن ينساه شعب مصر أبدًا للعاهل السعودى.. وللشعب السعودى.. فالشقيق الحق هو من يقف مع شقيقه وقت الضيق.. ومصر الآن فعلاً فى محنة وفى ضيق ربما لم تقفه من قبل. والعاهل السعودى العظيم، وبجواره كل أبناء الملك عبدالعزيز، لم ينس لحظة واحدة توجيهات الراحل الكبير أسد الجزيرة عبدالعزيز، ولم ينسوا نصيحته لهم أن يقفوا بجانب مصر فى السراء والضراء.. وقد سمعت ذلك بنفسى عندما قال لى الملك الشهيد فيصل وأيضا الملك الراحل فهد.. وما سمعته أيضا بنفسى من سمو الأمير سلمان ولى العهد الآن من حبهم لمصر وشعبها.. وأهمية الوقوف معها. هنا أتأكد كيف أن مصر والسعودية يمثلان معًا جناحى الأمة العربية القادرين على الطيران فى أفق التقدم الواسع خصوصًا بعد أن نجحت المؤامرات فى تفتيت الأمة العربية حتى ضاعت العراق وتم تدميرها - فى الشرق - وحتى ضاعت الجزائر وتم تدميرها - فى الغرب - ثم ما يجرى فى سوريا الآن من تدمير رهيب.. أما ما يجرى فى تونس وليبيا والسودان فإنما يعنى أن السعودية ومصر هما الآن كل ما بقى من القوة العربية.. وبعد أن فقدنا كل القوى العربية الأخرى.. ولما رأت السعودية أن المخطط الرهيب لتدمير العرب وصل إلى مصر.. هنا تحركت السعودية ووقفت هذا الموقف العظيم فى هذا التوقيت شديد الخطورة.. وهذا هو ما عبر عنه سعادة أحمد عبدالعزيز قطان سفير السعودية فى مصر وهو ينقل لشعب مصر الموقف السعودى الرائع. ثم ها هى دولة الإمارات تتحرك أيضا لتدعم موقف مصر الرافض للإرهاب وللعنف. وهو ليس غريبًا على دولة الإمارات التى كانت - وستظل - دائما داعما لمصر من أيام الوالد العظيم الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات الذى كان يرفض أن تعرف يده اليسرى ماذا تقدم يده اليمنى لمصر وشعبها.. وأنا شخصيا أعلم ما قدم هذا السياسى العظيم ربما أكثر مما يعرف أى مصرى آخر.. وكذلك ما يعرف الكثير من أبناء الإمارات.. واسألونى. أقول ها هى الإمارات تقف هذا الموقف الرائع حتى تتصدى مصر لكل محاولات الإرهاب لتدمير هذا الوطن العظيم.. ها هى الإمارات تقف مع مصر ضد العنف.. وضد الإرهاب الذى تمارسه جماعة الإخوان ضد مصر وضد شعبها.. بل وضد دولة الإمارات أيضًا. وأقولها بكل صراحة إن السعودية والإمارات تقفان مع مصر حتى بعد أن رأينا الموقف الأمريكى المعادى لمصر ولشعبها.. ويذكرنى ذلك بما قاله الشيخ زايد خلال حرب أكتوبر 1973 أنه لا يضيره أن يعود مرة أخرى إلى التمر وحليب الناقة ويضحى بل خيرات البترول.. حقًا: الشقيق يظهر وقته عند الضيق.