شهد الله تعالي - وهو خير الشاهدين - وشهد العالم بأسره - عبر الأقمار الصناعية والفضائيات وجميع وسائل الإعلام - ما حدث في مصر منذ يناير عام 2011 ثم ما حدث في 30/6 و3/7 و26/7/2013، حيث كان موقف الشعب المصري في صورة إجماع غير مسبوق في العالم، يتحرك سلمياً مصراً علي مطالبه بإزاحة الغمة وإزاحة كابوس الديكتاتورية البغيضة بإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، وكانت الملايين في مختلف المدن والمحافظات، بل إنه في يوم 26/7/2013 كانت أغلبية كبري من شعب مصر تتحرك في كل شبر من الأرض مطالبة بالقضاء علي الإرهاب ومحاسبة الإرهابيين وقتلة الثوار بإصدار تفويض للجيش المصري بالتحرك مع الشرطة للقضاء علي ذيول النظام السابق والبؤر الإجرامية وتجمعات العصابات المسلحة من الجماعة إياها، بعد أن ضاقت الصدور ونفد الصبر علي جرائم القتل العمد للأبرياء والعزل الآمنين المسالمين، وبعد أن بلغ الفُجر بالسادة أتباع الجماعة إلي حد اتخاذ منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة وميدان نهضة مصر وحديقة الأورمان بالجيزة كمراكز وسلخانات للتعذيب، بل كانت الصورة البشعة، والأكثر وقاحة تعذيب الضحايا وتجريدهم من ملابسهم وأوراقهم بإلقاء الجثث في مقلب القمامة، ويا لها من وحشية لم نرها من قبل، ومن الأسف أنهم يؤكدون أنهم مسلمون، ويا للخزي، ويا للعار، من قوم يتمسحون بالدين وتأمرهم قياداتهم بالاعتداء والتعذيب حتي الموت.. ثم تخرج - رغم كل هذا - أصوات قادتهم تقول إنها تجمعات سلمية للتعبير عن الرأي. في حين أن جميع الأدلة والصور والشهود تؤكد أن كلاً منهم يحمل سلاحاً أبيض أو نارياً أو سنجة أو قطعة من ماسورة حديد.. إلي غير ذلك من أدوات الإجرام. وتستمر قيادات الإرهاب لتعلن في أبواق الدعاية المأجورة منهم أن ما حدث يوم 30/6 كان انقلاباً عسكرياً، وتجاريهم في تلك المزاعم الكاذبة أصوات من الخارج من الذين استعملوهم أو يعملون تابعين لهم أو ينحازون لهم سالكين طريق الضلال، ولا أقول إن علي عقولهم وأعينهم غشاوة، بل العمي الليلي قد أصاب القادة وزعماء التعصب والفتنة من طوال إقامتهم في الظلام أو تحت الأرض - كما يقال - وقد أغدقت عليهم أمريكا، لو بتعبير أدق تدفع لهم عربون شراء أو جزء من أرض الوطن - منها أرض سيناء الحبيبة - وهي قطعة من جسم الوطن عزيزة علينا، وقد حاربنا من أجلها وتحملنا الكثير والكثير.. إلي غير ذلك من جرائم التنازل عن منطقة في الجنوب وأخري في الغرب، لكي تحقق أمريكا مشروعها الإجرامي بإعادة تقسيم الشرق الأوسط ورسم خريطة جديدة للمنطقة. وإذا كنا قد استهنا بهذه الأقاويل منذ أكثر من خمس سنوات عندما أعلنتها وزيرة خارجية أمريكا في عهد بوش الابن، فها هي الأيام - بكل أسف - تأتي بمن يبيع نفسه وأهله ووطنه وعرضه وشرفه، بعدة ملايين من الدولارات، ويا للعار.. إنها وصمة العار الأبدية التي يعمي عنها الجاني وأتباعه، والحمد لله الذي كتب لمصر النجاة من هذه المؤامرة الخسيسة بفضل أبنائها الكرام البررة، وبارك وحدة الشعب والجيش التي أنقذت مصر من خطر محدق أوشك علي الوقوع، ولكن الله سلم لتبقي مصر - بحمد الله وتوفيقه - بلد الأمن والأمان، حفظها الله من كل سوء.. يدخلها الناس جميعاً منذ فجر التاريخ - إن شاء الله - آمنين. محام بالنقض مساعد رئيس الحزب