السيد رجب طيب آردوغان – الذي كنت احترمه – اذا كنت قد وقعت اتفاقية التعاون مع مصر من أجل سواد عيون الرئيس المعزول د.مرسي، وتقوية اقتصاد جماعة الاخوان فاعلم انه قد رحل ولن يعود رئيساً، وأن أصدقاءك الاخوان لم يعودوا يحكمون مصر. واذا كنت قد وقعتها بهدف دعم «المصالح» المشتركة بين «دولة» مصر وتركيا، وتوطيد أواصر العلاقات بين شعبيهما، وتحقيق النفع المتبادل للاقتصادين التركي والمصري، وفتح اسواق جديدة لمنتجات بلدك وفرص عمل في مصانعها، فاعلم ان قرارك بتعليق الاتفاقيات والبروتوكولات مع مصر في قطاعات المواصلات والتعليم والصحة وإيقاف تسليم وبيع صفقة طائرات «العنقاء» وتجميد المناورات العسكرية بين البلدين، كل ذلك لن يعيد د.مرسي و«اخوانك» الى حكم مصر، كما انه لن يركّع مصر اقتصاديا.. احتفظ بسفيرك الجديد في انقرة، ولا ترسله الى القاهرة كما تشاء، فمصر لن تركع أبدا.. وقرارات مصر في يد شعبها وحده، ولا عزاء لك في عدم وضع «عمامة» خليفة المسلمين.. الباب العالي.. سلطان دولة الخلافة الاسلامية.. التي كان مقررا لمصر ان تكون احدى ولاياتها. «بشرى خير لعودة مرسي إلى السلطة» كان هذا هو تعليق أنصار الرئيس المعزول د.مرسي بعد إذاعة خبر لقائه مع كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، وهذا التعليق يوضح حجم الفجوة الهائلة في التفكير بين طلبات المعتصمين بعودة الرئيس للحكم، وتأكيد الحكومة على ضرورة محاكمته – وفق الله «أهل الخير» لحل الأزمة وإنهاء الوضع المأساوي الذي نحن فيه. المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية خالد الشريف أكد استمرار تمسك د.مرسي بعودته إلى الحكم وأن أقصى ما عرضته السيدة آشتون هو الضغط على الجيش للإسراع بتسليمه إلى جهات التحقيق القضائية. الأمر الذي يؤكد فشل الوصول إلى أي نقطة التقاء.. وأيضاً لا نملك إلا الدعاء بأن نصل بأسرع وقت إلى حل الأزمة الكارثية. 15 شخصاً قتلوا، بينهم 13 أحرقوا في المشاجرة التي وقعت في منطقة الموسكي بين صاحب محل وباعة جائلين. في الظروف الطبيعية وعندما كانت تحدث مثل هذه المظاهرات في الموسكي والعتبة والحسين وغيرها من الأماكن التجارية التي اصبحت عشوائية كان أقصى ما تسفر عنه بضعة مصابين نتيجة ضربة «شومة» او قطع «سنجة» أو «غزة مطوة» مما يستخدمها البلطجية والباعة الجائلون، اما ان يسقط 15 قتيلاً وعشرات المصابين نتيجة «حرق» وإطلاق رصاص حيّ، فهذا يؤكد حجم العنف المستشري في المجتمع المصري. بائع متجول يفرش بضاعته أمام محل يرفض صاحبه ذلك، ويطلق النار على البائع وصاحبه من «سلاح آلي» فيرديهما قتيلين، ويتجمع زملاؤهما الباعة ويحرقون صاحب المحل وعماله وأقاربه داخل المحل! يبدو أننا أصبحنا بحاجة ماسة الى علاج نفسي جماعي.. ولو كنا في ظروف عادية.. لطالبت فوراً باستقالة وزير الداخلية ورئيس الوزراء بتهمتي الاهمال والتقاعس. twitter@hossamfathy66