اليوم تقف مصر، بشعبها العظيم وجيشها الباسل، وقيادتها الحكيمة، وجذورها التاريخية الضاربة في العراقة، أمام استحقاق كبير لا يقل عن “25 يناير” و”30 يونيو” . اليوم تلبي الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب المصري دعوة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي لمشهد مليوني جديد يؤكّد من خلاله المصريون أن إعلان خريطة الطريق وعزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز لم يكونا سوى استجابة من القوات المسلّحة والقوى الحزبية والدينية، لإرادة طوفان بشري غير مسبوق في التاريخ، ملأ ميادين وشوارع مصر ليقول إن ثمّة حاجة لتصحيح مسار ثورة 25 يناير التي سرقت في غفلة من الزمن المصري العظيم . سيرى العالم اليوم مشهداً مشابهاً ل”30 يونيو”، إن لم يكن أكثر إبهاراً، ليتأكد أن منصّة التضليل التي يتناوب عليها قادة طارئون يحاولون الإيحاء بأن ما جرى انقلاب عسكري، زاعمين أنهم يدافعون عن “شرعية” . أية شرعية تلك التي جوّعت المصريين وجفّفت وقود حياتهم وأطفأت النور في بيوتهم . ونشرت الرعب بين الصغا والكبار بعد أن تسيد الفلتان وسادت الفوضى؟ المصريون يقولون لجيشهم: نحن معك وأنت تعبّر عن حاضرنا ومستقبلنا . نحن نعطيك الدعم لاجتثاث الإرهاب الذي لم تعرفه مصر من قبل . فهي بلد المحبّة والتسامح والثقافة والفن . ملايين الحناجر تطالب جيش مصر بأن يمنع الإرهاب من تسويد عيشهم وترويع أطفالهم وشيوخهم . أن يقطع الطريق على الظلاميين الذين يخططون لتحويل سيناء إلى أفغانستان أو مالي، أو غيرهما من البلدان التي حوّلها الإرهابيون إلى كتل من الدمار والرعب . يعرف القاصي والداني أن محاربة الإرهاب وحماية الشعب منه لا يحتاجان إلى تفويض، لأن هذه مهمة جيش أي بلد، والأمن القومي خط أحمر غير مقبول العبث به، لكن الجيش يريد أن يثبت للعالم كلّه أنه في كل قرار يتّخذه إنما هو يتفويض من إلى الشعب المصري . واليوم سيقول هذا الشعب كلمته، ويثبت أنه متكاتف ومتعاضد أكثر من أي وقت مضى من أجل مصر التي في خاطر كل العرب . نقلا عن صحيفة الخليج