إلى أى محبط أو محبطة (اقرأها كما تشاء مكسورة أو مفتوحة).. إلى أى متشائم أو متشائمة.. إلى أصحاب الطاقات السلبية ودعاة اليأس، إلى المعاندين لحركة الجماهير، إلى الكارهين لوطن التغيير، إلى المعادين لوجه مصر المتسامح، إلى جماعة الإرهاب والظلام، لقد بدأ زمان جديد بمعادلة جديدة لوطن متفائل متسامح مشتاق للتقدم وتواق للحرية والديمقراطية ومعبّر عن المدنية وعنوان لإسلامه المتحضر وطاقة لمحيطه وجواره، وطن لا مكان فيه للجلج أو أبلج، وطن لا وصاية فيه لمرشد أو كاهن، وطن لا مكان فيه لمنابر الفتنة والتطرف، وطن تحكمه إدارة راشدة تعبّر عن مصر الكبيرة، وطن لا مكان فيه لرغى الرؤساء أو تنطع الأتباع أو انسحاق الأنصار، وطن يحميه جيش بروح الفداء والتضحية، وطن يحكمه عقلاء يعرفون قيمة المحروسة، وطن فيه «سيسى» و«صبحى» وقادة استجابوا لشعبهم فداسوا معه قوى الشر والظلام، وطن فيه أوفياء يؤدون واجبهم رغم الإرهاب وقوى الشر، وطن وراءه إعلام تجاوز التحزبات والمصالح الضيقة فبات حاضناً لحركة مجتمعه وتعبيراً عن تطلعاته ورغباته. وطن تملأه طاقات إيجابية تراها فى وجوه الناس وفى الشوارع بل فى الهواء، وإذا سألت أحدهم: ماذا تغير فى مصر؟ لقال لك بالفم المليان: «الهواء أصبح مختلفاً»، وطن رغم منغصات «رابعة» وفقاقيع الإرهاب وذيول الإخوان يبدأ حركته نحو الأمام بصيغة العراقة المصرية وتقاليد الدولة الراسخة، وطن ينطلق بعيداً عن الكهانة وتجارة الدين، وطن يتحرر من سلطان فقره وحاجته ليقول رأيه دونما زيت أو سكر، وطن يسحق نخبته المتحذلقة المنافقة والمتحولة ويعطيها درساً للمرة الثانية، وطن ينتظر منا تضحيات لنبنيه دون إقصاء أو تهميش، وطن لا يصالح قبل المحاسبة، وطن ينتزع حقه ممن روّعوا أمنه وقتلوا أبناءه وهددوا حدوده وخانوا عهده وتعاونوا مع أعدائه وتآمروا على مستقبله وحولوا قطعة من أرضه لمأوى للإرهاب والتهريب والجريمة، وطن لا مكان فيه سوى لمواطنين وليس لأهل وعشيرة. أيها المصريون، اشحنوا بطاريات تفاؤلكم، ودعكم من الخوف والجزع، كما قال رئيسكم منصور، فنحن الشعب العظيم، شعب يناير ويونيو، شعب انصهر مع جيشه وشرطته، أيها المصريون لا تنخدعوا بألاعيب الظلاميين والأشرار، فقد انتهى الأمر وطوينا صفحتهم، وفى الصفحة الجديدة ليس هناك مكان لجاليات انتماؤها خارج الوطن بل لمواطنين يعلمون قدر بلدهم وتاريخه ومكانته، صفحة جديدة لا دستور فيها سوى الوطنية، صفحة جديدة تعبر على الخلافات والتحديات. أيها المصريون، لقد قمتم بأعظم عمل فى تاريخكم وخلعتم سرطاناً كاد يتمكن من جسد المحروسة. أيها المصريون، تفاءلوا بوطنكم تجدوه.