اليوم يخرج المصريون للمرة الثانية عن بكرة أبيهم إلى الشوارع والميادين، لحماية ثورتهم العظيمة التى اندلعت يوم 30 يونية.. مشهد الثورة العظيم يتكرر اليوم بعد مضى خمسة وعشرين يوماً لحماية مكتسبات الثورة، والدفاع عن الشرعية الثورية... اليوم يجدد أبناء مصر عهدهم بألا يرضوا أبداً بأى ظلم أو قهر من «الجماعة» التى حكمت البلاد طيلة اثنى عشر شهراً وتسببت إدارة محمد مرسى المعزول فى إحداث كل هذا الخراب الذى حل على البلاد والعباد. اليوم الجميع مطالب بأن يترك المنازل وينزل إلى الشوارع والميادين العامة بالقاهرة والمحافظات للتأكيد على مكتسبات الثورة، وأولها على الاطلاق هو عزل «الجماعة» وأتباعها وأذنابها الى غير رجعة، والعمل على تأصيل نظام ديمقراطى مدنى، بعد أن غارت مخططات الدولة الثيوقراطية «الدينية» التى نشرت الإرهاب والفوضى، وروعت جموع المصريين بإسالة الدماء وتعذيب خلق الله، والتحرش بالبشر وكل مؤسسات الدولة.. لن يقبل المصريون من بعد «30 يونية» سوى تحقيق حلم الدولة الديمقراطية الحديثة التى تنقذ البلاد وتعبر بها إلى بر الأمن. احتشاد المصريين اليوم فى الشوارع والميادين، هو رسالة موجهة إلى كل دول العالم بأن فطرة المصرى ترفض الذل والمهانة والإرهاب. أما إذا كانت هناك فئة ضالة من المارقين الذين يتاجرون بالدين، فيجب أن يتصدى لهم الجميع بلا منازع.. ولذلك فإن دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع للمصريين بالاحتشاد اليوم، مهمة جداً لتكشف للعالم أن هذه هى مصر، وأن ما تفعله الفئة الضالة، لا يعدو سوى أشبه بالنواح.. مهما فعلت «الجماعة» وأتباعها وأنصارها من ترويع فلن يؤثر فى الشعب الذى لن يرضيه سوى إبعاد الجرثومة التى تحيط بالوطن ونشر الإرهاب والترويع. انزل اليوم للمشاركة فى الحرب على الإرهاب والتطرف.. انزل اليوم لتعلن للعالم أن المصريين ليسوا متطرفين وليسوا إرهابيين، ولا متاجرين بالأديان السماوية إنما هم أمة وسطية لا تعرف سوى الحب والسماحة لا العنف والدم كما تفعل قلة قليلة موجودة الآن فى رابعة والنهضة.. هذه القلة تشبه الورم أو «الدمل» ولابد من اجتزازه.. حان الآن وقت تطهير الوطن من البؤر الصديدية.. الشعب الذى رأي جيشه العظيم ينتصر لإرادته ورغبته فى التغيير وإسقاط النظام الاستبدادى الذى أوصل مصر إلى حالة الخراب الشديدة التى نحياها الآن. غريب أن هؤلاء الذين يعتصمون فى إشارة رابعة.. تصرفاتهم من فرط العجب منها تدعو إلى الحسرة وتصيب المرء بالقرف.. انزل اليوم لتمنح جيشك الوطنى تفويضاً باتخاذ القرار المناسب ضد هذه الهرتلة التى تحدث فى الشارع.. ولا أعتقد أبداً أن مصر ستصاب بأذى طالما فيها شعب عظيم وجيش حر.