اليوم تنتهى مهلة ال«48» ساعة التى منحها الجيش، حتى تتحقق مطالب الشعب، والرئاسة تتجاهل بيان القوات المسلحة، وتلغى المؤتمرات الصحفية العقيمة التى تستهبل بها على الشارع المصرى.. وثورة المصريين مستمرة، والقوى الوطنية حددت مطالبها ترجمة للثوار والتى تحددت فى ثلاثة مطالب رئيسية هى رحيل مندوب جماعة الإخوان فى مؤسسة الرئاسة،وتسليم إدارة شئون البلاد إلى رئيس المحكمة الدستورية مؤقتاً، وبناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة.. يبقى إذن أمام الجيش أن ينفذ رغبة الشعب والتى تتمثل فى المطالبة السابقة.. القوى الثورية والسياسية والأحزاب المدنية التى رحبت ببيان القوات المسلحة أعلنت موقفها فور صدور البيان، لأنها تترجم حالة هذا الشعب الكريم الذى وصفه بيان الجيش بأنه لم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف احتقان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله.. ومن هذا الموقف يكون اليوم هو الحسم بشأن تلبية مطالب الشعب، طبقاً لما ورد بالبيان بأنه يكون لزاماً على القوات المسلحة استناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية، واحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم، أن تعلن عن خارطة مستقبل، وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بمن فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً للثورة. هذا يعنى مع رفض الرئيس محمد مرسى التسليم بمطالب الشعب، تكون السلطة قد انتقلت منه إلى اشراف الجيش الذى يعد خارطة المستقبل، فى الوقت الذى أعلنت فيه القوى الوطنية والثورية مطالبها المطابقة لرغبة المصريين.. وفى المقابل بدأت «الجماعة» تعيش دور الاستهبال أو الاستعباط عندما يتجاهل مندوبها في الرئاسة الرد على مطلب الجيش،بل زادت الطين بلة عندما اعتلى أحد قيادات الجماعة منصة المتظاهرين فى ميدان رابعة العدوية مهاجماً المؤسسة الوطنية العريقة تلك المؤسسة الوحيدة التى فشلت جماعة الإخوان فى اختراقها، فالبلتاجى أعلن تحديه للجيش فى سابقة لم تحدث على مدار تاريخ أى أمة.. صحيح أن الفئران عندما تسكر تتخيل أوهاماً وأفعالاً، والذى فعله هذا البلتاجى أشبه بالفأر الذى سكر، فهل هناك جماعة أو ما يشبه ذلك يمكن أن يتخيل أن يتحدى مؤسسة عسكرية؟!.. هذه هى أوهام الجماعة وأتباعها وأذنابها الذين يفعلون دائماً كل شىء غير مألوف وغير مرغوب.. البلتاجى دعا الأتباع والأذناب وعدهم جماعة جماعة ابتداء من الجماعة المتأسلمة التى عاثت فى الأرض الخراب والدمار وروعت المواطنين لفترة من الزمن، وارتكبت جريمة قتل السادات بأن تنتشر فى الميادين والشوارع لإشاعة الرعب والفزع بين الناس. هؤلاء الخارجون من السجون والمعتقلات الذين اتخذهم «مرسى» أهله وعشيرته واستند إليهم فى إرهاب العباد والبلاد ظناً منه وجماعته أن المصريون سيخافون، قد انتهى أمرهم إلى غير رجعة، ولن يرضى المصريين أبداً بأية حماقة بعد اليوم.. كل حسابات الجماعة ومندوبها فى الرئاسة خاطئة، فالذين يحاربون الشعب واهمون ولن يقوى أبداً أى مخلوق مهما كان أن يطفئ جذوة اشتعال هذا الغضب الشعبى سوى الاستجابة للمطالب المشروعة التى حددها الشعب.. وحىّ على الجهاد وحىّ علي الترويع والإرهاب وحىّ على إرهاب الناس لم تعد تجدى أو تفيد مع شعب مصر الكريم.. ثم إن المؤسسة العسكرية قد انحازت انحيازاً كاملاً للشعب المصرى وهذا وحده كفيل لأن يردع أى مواطن أو إرهابى تسول له نفسه أشياء.. ألم أقل إنهم «فئران سكرت».. والفأر عندما يسكر يتوهم ويتخيل الأباطيل حقاً، والحق باطلاً.