قرأت ما جاء من حزب النور السلفي ونظرته «النقدية» التي استجدت علي المشهد الذي أعقب الإطاحة بالرئيس مرسي وجماعة الإخوان في آن واحد، وكان أبرز ما في هذه القراءات رسائل القيادي السلفي د. ياسر برهامي - رسالتان في أسبوع واحد - وشرح فيما كتب الأسباب التي رآها بالغة الوجاهة من حيث إنها أدت إلي سقوط نظام الإخوان!، ولا تقل الأسباب التي ساقها البرهامي عن عريضة اتهام سياسية - وقانونية في بعض المواضع وشرعية في مواضع أخري - أدعي أن الإخوان لن يستطيعوا استيعابها أو الاعتراف بالحق الذي جاء فيها لأنهم لا يعقلون!، بل جنحوا إلي كيل اتهامات لبرهامي وحزب «النور» بتهم مثل الخيانة والتواطؤ مع الجيش وما إلي ذلك من اتهامات، بدلا من أن يتبصروا فيما كتبه البرهامي!، وإذا بجريدة «الوفد» تنشر أمس عن موقع العربية وثيقة سرية منسوبة إلي حزب النور، وفيها تناقش الوثيقة المطولة الاتهامات التي وجهها الإخوان لحزب النور بأنه قد خذل الجماعة!، والوثيقة حافلة بنقاط وبنود تفنيد الاتهام لحزب النور بالخذلان للجماعة!، وهي تشرع بالتفصيل الأسباب التي حدت بحزب النور وبقية الأحزاب الوقوف مع الشعب وجيشه، وكيف أن سياسات الرئيس مرسي واعتماده علي توجيهات الجماعة قد أدت إلي «تشويه قيادات الإسلام السياسي»!، وكيف أن د. محمد مرسي الرئيس الذي خاصم الجميع واختلف معهم، فكيف يطالب أنصاره بعودته للحكم!، وتسجل الوثيقة أن فشل حكومة الاخوان خلال عام قد زاد من حدة التوتر في نفوس المصريين ونقمتهم وغضبهم!، بل تؤكد الوثيقة علي أن جماعة الإخوان قد تجاهلت آراء المعارضة ودفعتها إلي رفض المشاركة في العملية السياسية! أضيف فيما قرأت تهديدات «حركة إخوان بلا عنف» لقادة الإخوان بالاستيلاء علي مقر جماعة الإخوان!، ويسجل أعضاء الجماعة في بيانهم: «إنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء تلك الممارسات الضارة!، والتي سوف تؤدي بالجماعة إلي الهلاك، وسوف يخرجون بالقوة إذا لزم الأمر حتي العودة إلي الصواب وإلي الحق والتخلي عن كرسي السلطة الزائف ولا يفوتني أن أسجل وجهة نظري الخاصة حول ما كتبه البرهامي وما ورد في وثيقة حزب النور ونشوء حركة «إخوان بلا عنف»، فظني أن ما ورد في هذه الأوراق جميعها إنما هو حالة من محاولات إنقاذ جماعة الإخوان من المصير الفاجع الذي تذهب إليه بظلفها - كما يقول العرب- إذا كانت تتصور أنها يمكن أن تدخل في صدام مع الجيش والشعب والشرطة معاً، وهو الصدام الذي وصفته وثيقة حزب النور المنقولة عن العربية أنه «حماقة كبري»!، ولا شك أن الذين يوجهون في كتاباتهم هذه انتقاداتهم الحادة إلي الإخوان يستشعرون المخاطر التي تنسحب بالضرورة علي التيار الإسلامي كله، فقد وضعت ممارسات الإخوان فصائل التيار كله تحت وطأة حالة من السخط الشعبي علي كل من له صلة أو شراكة مع الجماعة أو حزبها!، ولا يتصور الاقطاب في هذا التيار الإسلامي أن فرصتهم في الحياة السياسية المقبلة سوف تواتيهم إلا بالإعلان أولاً عن سخطهم ورفضهم لممارسات الإخوان!، وهؤلاء يرون أن هناك فرصة تاريخية قد ضاعت علي التيار الإسلامي بعامة عندما فرط الإخوان في هذه الفرصة بعجلتهم الشديدة نحو تمكين الجماعة أولاً وقبل كل شيء من مفاصل الدولة، وعدم اهتمامهم بمتطلبات الشعب في أعقاب توليهم الحكم، بل الوعود الزائفة التي لم تتحقق قد ألحقت صفة الكذب بكل ما يأتي من الجماعة وأقطابها، ولكنني أقرر أن إنقاذ الجماعة من نفسها ليس بالأمر اليسير!