استقبل الناس كلمة الفريق أول السيسي بين قادة وضباط القوات المسلحة بمسرح الجلاء بكثير من الترحيب.. فالقائد العام يعرف أن مصر أمام مفترق طرق وأن الجيش تحت أمر الشعب.. والشعب هو الذي استدعي قواته المسلحة لإنقاذه مما هو فيه، بعد أن طفح الكيل وتحمل هذا الشعب كل أخطاء وتخبطات حكم الإخوان ولكن واضح أن الجيش «باله طويل» بل طويل للغاية. ونعترف بأننا نخشي أن يطول بال الجيش، حتي تكبر كرة ثلج الإخوان، التي بدأت باعتصام عدد منهم عند رابعة العدوية.. ثم ها هم - بفضل قدرة الإخوان علي التجميع والتحريك والصوت العالي يخرجون للعالم وكأنهم قوة لا يستهان بها.. وبالتالي يملكون قوة يساومون بها ليحصلوا علي أقصي ما يمكنهم الحصول عليه. ولكننا نري أن ما يجري من الإخوان يجب ألا يمر هكذا بل الأمر يستدعي كثيراً من الحزم والحسم. بل وسرعة اتخاذ قرار بات فورياً لإنقاذ الوطن مما يخططون له حتي ولو كان الأمر هو اقتسام خيرات الوطن.. اننا نري أن تجمع الإخوان عند رابعة يشجعهم علي تكرار ما يخططون له.. وبات الأمر ينذر بالخطر، ليس فقط عند تمثال نهضة مصر.. بل نخشي أن ذلك يشجعهم علي تكرار أعمالهم التخريبية في مدن أخري.. وهم يستغلون بذلك حاجة الكثيرين إلي لقمة عيش.. فهم بلا عمل.. وعيالهم يحتاجون بل ينتظرون وجبة طعام، حتي ولو كانت علبة كشري.. كما أن الإخوان يستغلون أيضا ضيق أفق المعتصمين.. الذين أصبحوا ينفذون ما تم غسل عقولهم واقناعهم بأسلوب السمع والطاعة.. أي هم مسيرون استجابة لجوع عيالهم.. وتحجر عقولهم.. ونسأل هنا: هل هذا هو التعبير السلمي عن الرأي، وعن تحدي السلطة أم هو التخريب الفعلي، خصوصاً عندما يهدد المعتصمون بقطع الطرق والشوارع الرئيسية.. بل ومحاصرتهم للسكان الآمنين حول محور رابعة العدوية ومحيط دار الحرس الجمهوري.. الذين يعجزون الآن فعلاً عن مغادرة مساكنهم سعيا وراء أعمالهم..، وحتي شراء طعام عيالهم.. وهنا نقول: أليس ذلك يهدد السلم الاجتماعي، وهو أمر يجب أن يسبق حق التعبير عن الرأي إن التهديد بقطع الطرق وتعطيل المصالح بل ومهاجمة مناطق العمل كل ذلك يستوجب ان نلجأ - مرة أخري - إلي قواتنا المسلحة لكي تأخذ قرارها وتتحرك لتأمين الأغلبية ولو جاء ذلك ضد ما تهوي أقلية.. فهذه هي الديمقراطية الحقيقية. اننا نخشي أن يتسبب بطء حركة مواجهة هذه الاعتصامات في أن تتعاظم قدراتهم وتزداد.. حتي يصعب مواجهتها.. فهل يرضي ذلك سيادة الفريق السيسي الذي هو - وجيش مصر العظيم - من أنقذوا ثورة الشعب منذ 30 يونية. ولا نريد أن يقول أحد إننا نستعدي الجيش علي فئة من الشعب.. ولكن عندما تتحول هذه إلي فئة باغية، وهي باغية بالفعل، وأقرر هنا أن السلطة الأعلي للحكم في مصر الآن بطيئة في اتخاذ إجراءات تأمين الثورة.. من ذلك مثلاً قرار النائب العام بالتحفظ علي أموال قيادات الإخوان وفي مقدمتهم المرشد العام للإخوان الذي يهدد الأمن القومي المصري، وكذلك المرشد السابق وكل الذين يحرضون الناس علي العصيان، بل وضرب أمن الشعب كله.. وهي خطوة كان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة.. وهنا اتذكر ما فعله الرئيس عبدالناصر وثورة 23 يوليو لمواجهة مظاهرات العمال في كفر الدوار، بعد أيام من الثورة ، وتمت محاكمات ثورية عاجلة وتم الحكم بإعدام زعماء المظاهرات خميس والبقري.. وكذلك ما فعله عبدالناصر لمواجهة حركة عدلي لملوم الذي تصدي بالقوة المسلحة لقانون تحديد ملكية الأرض الزراعية.. وإذا كنا نري أن ما كان يصلح أيامها - عام 1952 - فإن ذلك لا يصلح الآن.. ولكن علينا أن نقول إن تأمين ثورة 30 يونية يقتضي سرعة التحرك لمواجهة هذه الحركات التي تستهدف مصلحة مصر العليا. لقد أعطي الجيش المصري المثل للعالم كله علي عدم انحيازه إلا لغالبية الشعب ولا يهم أحداً - غير المصريين - أن نطالب الجيش بسرعة التحرك لإنقاذ الثورة.. لأن تأخر تحركه يشجع آخرين علي العصيان.. وليس أمامنا إلا أن نردد المثل الشعبي أن للصبر حدودا.. ومصلحة الوطن فوق مصلحة أي فئة.. وكم نتمني أن يتم إعلام الحكومة الجديدة.. حتي يتخفف الجيش من أعباء عديدة هي من صميم عمل الحكومات. لكي تتفرغ القوات المسلحة للعمل الأكبر.. وهو تأمين الجبهة الداخلية.. ووضع حد لتحركات مؤيدة للإخوان في سيناء.. وهي للأسف تأتي ممن أعطتهم مصر بينما كان شعب مصر أكثر احتياجاً.. ولكن هؤلاء - حماس - وغيرهم لا يعترفون بما قدمت لهم مصر.. هنا لابد من كسر يد أي قوة تعبث بمصير الوطن في سيناء.. قبل أن ينطلقوا بأعمالهم الإجرامية إلي باقي أرض مصر.. ويا جيش مصر.. الشعب يلجأ إليك.. فأكمل مهمتك ودورك الوطني فأنت وحدك القادر علي ذلك.