لا أحد يتوقع ما يحدث بعد ساعة واحدة، وليس بعد عدة ساعات.. ولكنني أتوقع الأسوأ.. أتوقع للأسف مذابح رهيبة بين جموع المعارضين وهم الأغلبية وجموع المؤيدين وهم أقلية.. ولكن هم الأكثر تسليحاً وإعداداً وتدريباً فقد استعدوا لهذه اللحظات وتدربوا من أجلها.. وأتوقع المذبحة الكبري، وأنا أكتب هذا المقال الساعة الثانية عشرة ظهراً، عند وحول دار الحرس الجمهوري حيث يقال إن الرئيس مرسي لجأ إليها ومنها يدير الأمور.. فقد أعلن قادة المعارضة وبالذات «تمرد» أنهم بعد أن استمعوا إلي بيان الدكتور مرسي الأخير يتجهون إلي دار الحرس الجمهوري الذي يأخذ تعليماته من الرئيس مباشرة، وليس من الفريق السيسي.. والكارثة أن تتحرك جماعات من ميدان رابعة العدوية عبر شارع الطيران.. وما هي إلا أمتار قليلة - ليصلوا إلي دار الحرس الجمهوري.. وهناك يشتبكون مع المعارضين للدكتور مرسي.. وهنا تقع الواقعة.. التي نخشاها.. ** واعتقد أن هذا السيناريو يعرفه جيداً قادة الجيش المصري، والمؤكد أنهم استعدوا له.. علي الأقل لتقليل الخسائر إلي أدني حد.. ولكن من يسبق يحقق ما يريده. وهنا نقول إن أكثر من نصف الأسلحة التي تم تهريبها من ليبيا منذ ثورتها.. أصبح أو وقع في أيدي «الإخوان». والنصف الثاني تسرب - من خلالهم - إلي حلفائهم في غزة، إلي حماس. وكل الشواهد تقول إن هناك قوات من حماس تسربت عبر الأنفاق الحدودية إلي داخل مصر. لكي ينفذوا ما يريده منهم «الإخوان». وهذا خطر كبير داهم يهدد شعب مصر. ** وما حدث - بعد دقائق من خطاب مرسي - عند جامعة القاهرة دليل آخر فقد تركوا ميدان التحرير والاتحادية.. بل ورابعة حيث تتركز الأضواء.. واتجهوا الي جامعة القاهرة، بعد أن هاجموا مناطق بين السرايات وبولاق الدكرور وأطلقوا النيران في كل مكان ليسقط الضحايا.. واختيارهم منطقة جامعة القاهرة لبدء تحركهم العنيف ما هو إلا رسالة للأمة كلها.. فقد هاجموا الآمنين.. وقتلوا نائب مأمور قسم بولاق الدكرور بطلقة واحدة وتسلقوا مباني الجامعة.. ذلك الرمز العظيم للأمة المصرية ليبدأوا من هناك تحركهم العنيف المرسوم لهم تماماً.. ويبدأوا أعمالهم الوحشية ضد الأغلبية.. هل وصلت هذه الرسالة.. ** هنا نتساءل: لماذا ينتظر الجيش إلي أن تنتهي المهلة التي حددها ب48 ساعة، هل يقول انه يستنفد كل ما هو ممكن لإنقاذ الموقف.. ان جموع الشعب - حتي هؤلاء الذين سبق أن انتخبوا الإخوان - تتجه وتتزايد من العصر.. فقد انتهت الفرصة الأخيرة التي أعطاها الشعب للنظام وجاء الخطاب الأخير للدكتور مرسي ليلقي البنزين علي نيران الشعب الغاضبة. ويجب ألا يخشي الشعب ما يشاع من أن النظام استنجد بأمريكا.. وهذا ان ثبت وصمة عار تلحق بالإخوان إلي الأبد.. فقد انتهي عصر اللجوء إلي القوي الخارجية.. ولن تتكرر مأساة استنجاد الخديو توفيق بالانجليز في عام 1882 وهذا الاستنجاد أوقع مصر تحت الاحتلال الانجليزي لمدة 74 عاماً وأمريكا ليست بالغباء فهي أول من يتخلي عن رجالها.. وحدث هذا مع شاه إيران رضا بهلوي عام 1979 ومع غيره.. لأن مصالحها هي التي تسير السياسة الأمريكية. ** ورحم الله الملك فاروق - الذي لوثوا سيرته كثيراً ورغم فساده إلا أن هذا الملك رفض أن يعطي لقوات الحرس الملكي تعليماته بإطلاق النار علي قوات الجيش التي كانت تحاصر قصر رأس التين. وقالها صريحة انه لن يسمح بأن يراق الدم المصري.. بأيد مصرية.. حتي ولو كان ذلك هدفه حماية عرش الملك فاروق.. الشرعي. ولكن هل كل مقاومة الإخوان تأتي بسبب تمسكهم بالحكم.. وهم الذين يتبعون رئيسهم الدكتور مرسي الذي لا هم له إلا التشدق بكلمة واحدة هي التمسك بالشرعية.. ** وحتي مع هذه الكلمة.. فهذه الشرعية سقطت بهذا الاستفتاء الشعبي العظيم المتمثل في كل ميادين ومدن مصر.. نعم هناك من انتخبه.. ولكن هناك الآن هذا الإجماع علي إسقاطه.. ونسأل الدكتور مرسي: كيف تحكم شعباً يكرهك كل هذا الكره.. أم هو الإصرار علي الانتحار.. ويكفي ان المعني الأبرز فيما قاله الدكتور مرسي هو أنه يهدد شعبه.. وهو «رئيس كلمنجي» لا أكثر ولا أقل. ** وحتي ننقذ مصر مما هي فيه.. ومما هي مقبلة عليه.. وحقناً لمزيد من الدماء ليس أمامنا إلا أن نستغيث بالجيش.. نستنجد بقواتنا المسلحة فهي وحدها من يستطيع أن يتصدي لقوات الإخوان وحلفائهم.. ويا جيش مصر.. الشعب يستغيث ويهتف من الأعماق: واجيشاه.. واجيشاه.. متي يستجيب جيش مصر لشعب مصر؟!.