«الأزمات تصنع الثروات» هكذا هو الحال في سوق الأسهم.. خلال الجلسات القليلة الماضية اتجهت مجالس إدارات الشركات المقيدة بالبورصة إلي الشراء المكثف لأسهم شركاتهم، من منطلق اقتناص الفرص لتحقيق أرباح مستقبلية في ظل استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية في السوق المحلية. أعضاء مجالس الإدارات وجدوا فرصة للدخول إلي شراء أسهم شركاتهم بعد وصولها إلي أسعار متدنية، خاصة أن الأسهم فقدت أكثر من 60% من قيمتها، ومعظمها يتداول تحت قيمتها الاسمية، كل ذلك في ظل توافر «الكاش» لدي أعضاء مجالس الإدارات ساهم في إقبالهم علي الشراء واقتناص الفرص. المراقب لحركة مشتريات أعضاء مجالس الإدارات يتبين سيطرة شرائية على هذه التعاملات ومنها قيام مجلس إدارة شركة الدولية للمحاصيل الزراعية بشراء 10 آلاف سهم، فيما قامت مجموعات مرتبطة بنفس الشركة بشراء 5 آلاف سهم، وقام مجلس إدارة شركة الغربية الإسلامية للتنمية العمرانية بشراء 11.250 ألف سهم، كما قامت مجموعات مرتبطة بشركة الدولية للمحاصيل الزراعية وبرايم القابضة للاستثمارات المالية بشراء 7 آلاف سهم و55 ألف سهم علي الترتيب، والسعودية المصرية للاستثمار والتمويل بشراء 150 سهما. «استغلال الفرصة الذهبية المتاحة أمامهم بشراء الأسهم التى هبطت إلى مستويات متدنية وتاريخية» هكذا علق عمرو صابر محلل أسواق المال علي عمليات الشراء لأعضاء مجالس الإدارات في شركاتهم المقيدة.. إذ إن عمليات الشراء تتم وفقا للقانون والمحددة أن تكون فترة الشراء قبل الأحداث الجوهرية بنحو 15 يوما وكذلك البيع بعد الحدث بنحو 3 أيام. «وعملية استقرار الأوضاع بالشارع السياسي دفع أعضاء مجالس إدارات الشركات إلي الشراء لتحقيق مكاسب مستقبلية مع هدوء الأوضاع السياسية وتحسن الاقتصاد «بحسب صابر ولعل أكثر عمليات الشراء التى تم التعامل عليها من قبل أعضاء مجالس إدارتها والمجموعات المرتبطة بهم شركة بايونيرز والتي اشترت إحدى الشركات التابعة 100 ألف سهم، وكذلك شركة برايم القابضة ب 55 ألف سهم. تجارب الأزمات السابقة أكدت حسبما ذكر «صابر» أن أفضل وقت لشراء الأسهم هو وقت الأزمات التى تهبط فيها الأسعار إلى مستويات متدنية، وهو ما قام به بعض المستثمرين ومجالس إدارة الشركات المقيدة، بالإضافة إلي أن هناك وسائل عدة أمام صغار المستثمرين للدخول من خلال صناديق الاستثمار بالبنوك أو عن طريق شركات إدارة المحافظ أو التعامل المباشر من خلال شركات الوساطة فى الأوراق المالية. «شراء أعضاء مجالس الإدارة بالشركات يعكس سعي الشركات بمدي الحفاظ علي قيمة الأسهم في السوق وعدم تعرضها إلي الانهيارات» يقول صلاح حيدر محلل أسواق المال إن أسعار الأسهم وصلت إلي مستويات مغرية للشراء وفي ظل توافر السيولة لدي أعضاء هذه الشركات تكون فرصة ذهبية لاقتناص الأسهم التي تتداول تحت قيمتها الاسمية التي طرحت عليها. ليس هذا فحسب بل إن عملية الشراء للأعضاء تساهم في تشجيع المستثمرين وإقبالهم علي الشراء لأسهم هذه الشركات التي تعد فرص استثمارية ومحاولة تعويض المستثمرين عن خسائرهم التي تكبدوها طوال الفترات الماضية. إذن علي أعضاء الشركات الدخول بكثافة لشراء أسهم شركاتهم وفقا لقول وائل أمين محلل أسواق المال للحفاظ علي قيم أصول شركاتهم التي وصلت إلي حالة الانهيار خلال الفترات الماضية، كما أن استمرار عملية الشراء للأعضاء سيساهم بشكل كبير في عودة الأسهم إلي قيمها العادلة والحقيقية قبل ثورة 25 يناير، حيث إن هذه المشتريات تعمل علي خفض المعروض من الأسهم في السوق وبالتالي يزيد الإقبال عليها وترتفع أسعارها. جميع التعاملات الماضية في البورصة كشفت عن حرص أعضاء مجالس إدارات الشركات علي اقتناص الفرص من منطلق شعار «الأزمات تصنع الثروات».