مر على البلاد عام كانت أيامه أسوأ ما مر على الشعب المصري في تاريخه الحديث، فمنذ تولي الرئيس المعزول محمد مرسي حكم البلاد كان كل يوم من أيام حكمه يحمي الفشل غير المسبوق في السياسات الداخلية والخارجية.. وأوضاع شديدة الارتباك نتيجة لعدم الكفاءة الشديدة وقلة الخبرة لنظام الحكم.. ممثلاً في الحكومة ومؤسسة الرئاسة.. حتى أصبح هناك سؤال مطروح ليس فقط من المصريين بل أيضاً ممن يعرف قدر مصر وقيمتها.. وكانت دائما يزداد.. مصر إلى أين؟ فاستمرار الفشل.. بث شعوراً بالاحباط الذي تحول الى حالة عامة من اليأس والاكتئاب.. لم تشهده البلاد من قبل.. وخاصة بعد أن أبهر الشعب المصري العالم بأنصع وأرقى ثورة في التاريخ الحديث.. ثورة 25 يناير المجيدة.. وطالت الرؤوس السماء حاملة معها الآمال في بناء مصر الجديدة الحديثة!! ولكن سارت الأمور بصورة غير متوقعة.. فأبداً.. الشعب المصري صاحب القيم العالية، وحسن النية، والسريرة الصافية لم يتوقع أن هناك فئة من المفترض من أبناء نفس الوطن ستتربص به.. والبلاد.. من أجل الاستحواذ بل والسطو على مكاسب الثورة.. التي ضحى الشباب بأرواحهم ودمائهم من أجلها.. ولم يخطر على بال أحد.. أن هناك من يعمل في الظلام بخطة محكمة كانت مُعدة مسبقاً.. وبتنفيذ تدابير وخطوات تجعلهم يستأثرون بكل مفاصل الدولة.. لأهداف كانوا يخططون لها ويعملون على تحقيقها.. حتى لو أدى ذلك الى تفكيك هياكل الدولة الرئيسية والتي بدونها لا تكون دولة.. ولكن في خططهم أن يعيدوا تركيب هياكل ومؤسسات يكون لهم الهيمنة عليها.. باتباع سياسات التمكين والأخونة.. بصورة سريعة ومحمومة وكشفت الأيام بتنفيذهم عن تعمد خطة ممنهجة استباحوا وضربوا عرض الحائط بكل أسس «الحكم الصالح» وبدأ ذلك بلجنة تعديل الدستور التي أطاحت بما كان يجب أن يتم بإعداد الدستور أولاً.. ثم يليه الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. وكانت النتيجة برلمانا غير شرعي ومجلس شورى.. وانتخابات رئاسية بدون تحديد لمهام ومسئوليات الرئيس المنتخب.. لأن الدستور وضع بعد الانتخابات الرئاسية.. وبالطبع كان ذلك مقصوداً لصنع فرعون جديد من الاخوان.. حينما أصدر اعلانا دستورياً حضن قراراته السابقة واللاحقة.. وكان سبباً مباشراً لقسمة الشعب المصري لأول مرة في تاريخه. ولم يكتف بذلك بل خرجت علينا أبواق من جماعة الرئيس وأهله وعشيرته.. كل كلماتها وتصريحاتها تصب في الفرقة والتعالي.. والتهديدات المستترة.. مفادها حرق مصر.. أن استدعى الأمر ذلك.. وهذا يدل على أن جماعة الإخوان لا تقدر قيمة الوطن.. والى حد أن مرشدهم السابق عاكف يرى أنه لا مانع أن يحكم مصر رئيس ماليزي.. والأسوأ من ذلك عندما تجرأ وصدم شعور الشعب بقولته المشهورة «طظ في مصر». ومن سلسلة محاولة تغييب الحقائق عن الشعب المصري حول التيار الاسلامي السياسي.. خرجت علينا مفادات من أحزاب خارجة من رحم الإخوان كحزب الوسط ومصر القوية وأحزاب سلفية كالنور والبناء والتنمية وكانوا قبل 30 يونية يتساوون بمعارضتهم للرئيس المعزول.. ويطرحون أنفسهم بديلاً عنه وعن جماعته.. واوسعونا تصريحات أنهم مع الثورة ولكن عند لحظة الحقيقة.. وعند وقت المواقف الحاسمة تهاوت الأقنعة.. وأصبح الآن ينادون بإعادة المعزول بعد أن اسقطته الشرعية الشعبية المغامرة وأصبحوا يدعون لاستفتاء عليه وهم يعلمون تماما أن الشعب المصري لن يسمح له ولا لجماعته.. بفرصة ينشدونها ليحولوا وطنا عظيما لولاية يحكمها الجهلاء والمغرضون!! الكلمة الأخيرة إن كل ما يقوم به الإخوان ومن لف لفهم من جرائم عنف وارهاب لن تخيف الشعب المصري.. فيما يحدث هو بمثابة الطير الذي يرقص مذبوحاً.. قبل الفناء. سلمت يا مصر