رغم أن الإخوان متأكدون أن الرئيس المعزول مرسى غير موجود بمقر الحرس الجمهورى الا أنهم حاولوا اقتحامه فماذا لو نجحت خطتهم فى الاقتحام ورفعوا الراية السوداء مثلما فعلوا عقب اقتحام مقر محافظة شمال سيناء؟ ولماذا تتركز العمليات الإرهابية فى سيناء سواء فى وجود مرسى أو بعد عزله؟ الإجابة عن هذين السؤالين تتطلب القراءة المتأنية لأحداث العامين الماضيين حيث كان الهدف الأساسى هو «كسر» جهاز الشرطة وهو ما نجحوا فيه نسبيا حين اقتحموا السجون وأقسام الشرطة ومقرات جهاز أمن الدولة وحاصروا وزارة الداخلية وهو ما فطنت إليه المؤسسة العسكرية وحالت دون اقتحامها . وظل الجيش هو العقبة الكئود أمام نجاح المخطط الأمريكى –الإخوانى ومن ثم تزايدت العمليات الإرهابية فى سيناء أثناء وجود مرسى فى السلطة لإظهار عجز الجيش عن حماية الحدود المصرية وعدم مواجهة الإرهابيين خاصة أن حركة الجيش داخل سيناء محدودة ومحكومة بنصوص اتفاقية كامب ديفيد وأن تدخل الجيش يتطلب ترتيبات معينة مع الجانب الإسرائيلى وقوات حفظ السلام الدولية .ولعلنا نتذكر كيف تدخل مرسى لوقف العملية نسر فى سيناء عقب مقتل الجنود المصريين فى رفح وأدى نجاح ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو وانحياز الجيش لمطالبه إلى إحباط المخطط الأمريكى الإخوانى فكان اللجوء إلى نفس الوسائل التى اتبعوها مع جهاز الشرطة خلال العامين الماضيين. ومحاولة الإخوان اقتحام مقر الحرس الجمهورى هو استفزاز للجيش واستدراجه إلى حرب أهلية ومواجهة مع مدنيين. فإذا نجحت المحاولة الدنيئة فإن نتائجها وتداعياتها خطيرة وتتمثل فى:- أولا:- كسر هيبة الجيش على المستويين الداخلى والخارجى. فالجيش هو المؤسسة التى كانت ولا تزال عصية على الإخوان وظلت متماسكة وقوية وصمام الأمان للوطن والمواطن منذ ثورة يناير كما أنها قد تؤدى الى خلخلة المعنويات داخل الجيش نفسه فضلا عن الإيحاء للخارج بقوتهم وأنهم مازالوا موجودين على الأرض. ثانيا:- هى رسالة طمأنة إلى إخوانهم فى تونس وتركيا وسوريا وليبيا والدول الأخرى ورفع روحهم المعنوية للصمود فى مواجهة نموذج تمرد والحيلولة دون تكراره. ثالثا: - حافز للإخوان فى الداخل للإصرار على العودة إلى السلطة بأى ثمن. وبما أن محاولة الاقتحام قد باءت بالفشل فلا مانع من اللجوء إلى الخطة البديلة وتتضمن:- أولا:- تشويه الجيش المصرى وتصويره بمن يقتل المدنيين وتأكيد انقلابه على السلطة الشرعية. ثانيا:- تأليب دول العالم لتغيير مواقفهم المؤيدة أو المتحفظة تجاه ثورة يونيو وتحريضهم على الجيش المصرى . ثالثا:-توريط الجيش وجرجرة مصرإلى حرب أهلية على غرار السيناريو السورى . رابعا:- إرباك وأضعاف قدرة الرئيس المؤقت والسلطة الجديدة على التحرك لوضع أسس نظام ديمقراطى حقيقى يستهدف مصلحة مصر وهو ما يتعارض مع خطة الأمريكان فى إخضاع مصر وتقسيمها إلى ثلاث دويلات وتدمير الجيش المصرى كما يتعارض مع مخطط الإخوان لإقامة دولة الخلافة وإمامة الفقيه المتمثل فى المرشد العام. • إن أيا من مواطنى دول العالم المتقدم لا يجرؤ أن يشهر سلاحا فى وجه عسكرى شرطة واذا فعل فإن القتل هو المصير المحتوم، فلماذا يستبيح الإخوان ومن يساندهم ويدعمهم اقتحام منطقة عسكرية.. عندما حاول الأمريكان التجسس على إحدى قواعد الصواريخ بالاتحاد السوفيتى باستخدام طائرة ركاب كورية صدرت الأوامر الحاسمة بضربها فورا دون اعتبار إلى ركابها المدنيين.. وعندما ضلت طائرة الركاب المصرية طريقها كان مصيرها السقوط فى مياه المحيط الأطلنطى ولم تأبه أمريكا لمقتل المدنيين حين استخدمتهم فى الأولى وقتلتهم فى الثانية. • الولاياتالمتحدة تعاملت بمنتهى القسوة مع المتظاهرين فى وول ستريت حينما استلهموا الثورة المصرية وتقليد ثوار التحرير وألقت الحكومة الأمريكية شعاراتها عن حقوق الإنسان فى صناديق القمامة. وحينما ثارت أحداث الشغب فى بريطانيا لم يستنكف رئيس الوزراء من استدعاء قوات الجيش والتصريح بأنه عند تهديد الأمن القومى لا مجال للحديث عن حقوق الإنسان . فلماذا يستحلون ما يحرمونه على الجيش المصرى من مواجهة حفنة من المرتزقة حاولت اقتحام منطقة عسكرية بزجاجات المولوتوف والقنابل اليدوية والرصاص؟ • إن الإخوان المجرمين مثل الأخطبوط والأحزاب الدينية هى أذرعه وأشجار الحنظل المر لا تثمر كروما ولا ريحانا. ومحاولة إرضاء أو استرضاء حزب النور برئاسة مخيون أو مصر القوية برئاسة أبو الفتوح خطأ ينبغى تداركه فورا لإنجاح الثورة المصرية ولا مجال للمصالحة أو الاستقطاب والإقصاء فى مرحلة الثورة والشرعية الثورية.. مين أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد اللى كل تاريخه أنه يجمع فلوس وتبرعات المصريين ويبعتها لحماس اللى بيقتلوا فينا دلوقت.. أبوالفتوح طبيب غير ناجح فى مهنته ومالوش علاقة لا بالطب ولا السياسة غير تغير الأقنعة.. أما حزب النور يلعب على كل الحبال (أراجوز السلفيين) الذى يعرض نفسه للأمريكان كبديل للإخوان وقياداته تتفاوض مع السيسى وشبابه فى رابعة العدوية يتمسكون بمرسى منتهى العهر السياسى.. يجب على الدولة التى يتولى رئاستها رئيس المحكمة الدستورية ألا تلقي بالا لموافقة هذا أو ذاك ومن ثم أرى ضرورة تشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط غير المنتمين لأحزاب سياسية لأن حيدتها هى الضامن الوحيد لقوتها ونجاحها هذه الحكومة ذات مهمة محددة وواضحة تتمثل فى وضع دستور يحظى بأغلبية حقيقية ثم إجراء أنتخابات برلمانية ورئاسية عندئذ فقط نستطيع القول إن الثورة المصرية نجحت وإذا سارت الأمور إلى غير ذلك نكون أشبه بمن يهرب من المطر فجلس تحت المزراب. Email :