كلما اختلفت الآراء..زاد عداد الشهداء, وكأن الكلمة هى إشارة لطلقة تصيب من يعارض –اتفقنا معه أو لم نتفق- ففي مشهد مهيب شهدته مشرحة زينهم اليوم, توافدت العشرات من جثامين شهداء مذبحة الحرس الجمهوري التى وقعت أمس في سيارات الإسعاف التى تراصت أمام المشرحة في انتظار ذويهم للتعرف عليهم. و في مشهد محزن تعالت فيه صرخات وصيحات الأهل المكلومين الذين رددوا "حسبي الله ونعم الوكيل". فمنذ صباح اليوم , احتشد عدد كبير من أقارب الشهداء أمام مشرحة زينهم بانتظار ذويهم الوافدين من المستشفيات المختلفة للتعرف عليهم, وذلك بعدما علموا بالواقعة عبر وسائل الإعلام. وتعددت المشاهد المحزنة أمام أبواب المشرحة.. ففي تمام الساعة الثانية عشر ظهراً بدأت المشرحة في الانتهاء من استخراج تقارير أول جثامين المعركة , تعالت بعدها الصرخات لأهالي الشهيد وغيرهم من المتواجدين المتأهبون لنفس الموقف لشهدائهم. ثم بدأت الأصوات تعلو بالدعاء وتوالت الاتهامات بعضها يردد أن ماحدث كان مخططاً لقمع أنصار الرئيس المعزول وبعضهم بكى لضياع الحقائق حيث تقول أحد أقارب الشهيد ياسر محمد طه _طبيب بجامعة عين شمس_" احنا اتظلمنا وربنا وعدنا إن دعوة المظلوم مستجابة.. يرضي مين إن زوج أختى يتقتل غدر وهو بيصلي الفجر, يرضي مين إن أبناء شقيقتى يحرموا من أبيهم وهم في عمر الزهور .. حرام اللي بيحصل ,الإخوان هما اللي بيتقتلوا مش اللي بيقتلوا , الناس دى ماتت غدر ورصاص القنص استهدف العنق والقلب والمخ" وأنهت كلامها باكية "فوق ياشعب ياللي فاكر أن 30/6 هتحققلكم الحرية ,فوقوا واعرفوا إن إحنا في زمن العبوديه". بينما اختلف المشهد لدى والدة الشهيد وائل محمد يونس وزوجته اللتان استمرتا في البحث عن جثمان الشهيد بداخل جميع عربات الإسعاف إلي أن أعياهم البحث فركنوا إلى جانب أحد الجدران , حتى صرخت والدته" فين ابنى ,أنا شفته بعينى الصبح في التلفزيون وهو سايح في دمه ..قولولي راح فين ابنى"..حالة تلك السيدة أثارت بكاء الجميع أمام المشرحة ,فرددوا صارخين"حسبي الله ونعم الوكيل في كل إعلامى فاسد وفي كل القنوات المضللة". أما المشهد الأخير ,فكان بداخل مشرحة زينهم حيث تراصت الجثث بأرضية المشرحة, ووقفت سرائر الجثث بالخارج في انتظار مكان يفرغ بالداخل لاستكمال أوراق تصاريح نقلهم لمثواهم الأخير, وخلال تلك الحالة اختلفت الرؤى ,فهناك من يقرأ القرآن لطلب المغفرة, وهناك من يدعو "اللهم انتقم ممن خذلونا " وهناك من ردد هتافات ضد الإعلام المصرى .. وسط كل ذلك تنظر لهم أم شهيد بحسرة وهى ممسكة بكفن نجلها الأبيض متمتمه "في الجنه ياحبيبي". شاهد الفيديو