استنكر الكاتب الأمريكي الشهير "ديفيد إجناتيوس" في مقاله اليوم "السبت" بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن سياسات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تجاه بلدان المنطقة والتي باتت "محيرة" للغاية، مشيرًا إلى أن العالم العربي لديه سؤال حول تأخر التحرك الأمريكي نحو سوريا ووقفه في موقف صعب تجاه مصر. وأوضح الكاتب أن "مصر" مثال جيد لسياسات إدارة "أوباما" المحيرة في المنطقة. فحكومة الرئيس "محمد مرسي" من جماعة الإخوان المسلمين تثبت فشلها يوما بعد يوم، والبلاد تعاني من إفلاس حقيقي، وفي ظل انخفاض دعم وشعبية الرئيس "مرسي" إلى 28% وفقًا لإستطلاع أجرته مؤسسة "زغبي" للبحوث، وتوقيع أكثر من 15 مليون على عرائض "تمرد" التي تطالب بإسقاط "مرسي". ولكن ما هو موقف إدارة "أوباما" من هذا الوضع المأسوي بمصر؟ ستعتقد أنها ستبقى على الحياد في مواجهة معارضة واسعة النطاق للرئيس "مرسي" ولجماعة الإخوان ، وستحث الجيش المصري أيضا على أن بقى على الحياد، كما فعلت بالفعل عندما خرجت الانتفاضة المصرية ضد الرئيس المخلوع "حسني مبارك" منذ عامين. وأكد "إجانتيوس" أن سياسة الإدارة الأمريكية غير واضحة حتى أن العديد من المصريين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة تدعم "مرسي" في مواجهة الرفض الشعبي، ويتساءلون "لماذا؟". وانطلق الكاتب يقول أن الوضع العسكري في سوريا انزلق بعيدًا عن ما يدور بذهن الرئيس الأمريكي "أوباما"، ولكنه ما زال واقفًا في مكانه، رغم الدعم العسكري الواضح من جانب إيران وحزب الله اللبناني لنظام الرئيس السوري "بشار الأسد" الذي يزداد نفوذه وبدئت قواته في استعادة السيطرة على مناطق عديدة من أيدي الثوار والقوات والمناهضة له مثل القصير وغيرها، واستمر في بشكل متزايد نحو ما يبدو سياسات التطهير العرقي، باعتبار نظام "الأسد" نظام علوي. وأشار "إجناتيوس" إلى أن رؤساء الدول وعلى رأسهم "اوباما" وعدوا بالمزيد من المعونات والمساعدات العسكرية لثوار سوريا، ولكننا نرى بعد ذلك أن من يدعموه يعاني من سحق وتدمير من جانب نظام "الأسد"، فسوريا أصبحت كابوسًا سياسيًا و"اوباما" محق في رغبته في انتقال سياسي تفاوضي ولكن ذلك لن يحدث طالما أن "إيران" تقتل الثوار السوريين.