سمعت باهتمام حواراً مفيداً بين الدكتور حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية وقناة «الحياة» التليفزيونية بما أكد لى أننا قد أصبحنا في متاهة عنوانها «البنزين والسولار»!، فالواضح خلال الأيام الماضية أن أزمة السولار والبنزين قد تفاقمت إلى حد مفزع جعل شوارع وطرق القاهرة الكبرى تصاب بالشلل التام!، وقد زفت حكومة د. هشام قنديل البشرى للمواطنين قبل ذلك بأيام بأن هناك نظام الكروت الذكية الذى سيضع حداً لتهريب السولار والبنزين بحيث تعرف حمولة كل سيارة ناقلة للمواد البترولية ووجهتها لتفريغ حمولتها من المستودع الذى ضخ فيها هذه الحمولة!، وإذا بى أفاجأ بالدكتور حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية يسخر من عملية «الكروت الذكية» عندما سألته المذيعة عن رأيه فيها وهل هى تحمل حلولاً للأزمة، فإذا بحسام عرفات يسخر من فكرة الكروت الذكية ليؤكد أنه «إجراء اسعراضى» إذا ما عرفنا أن المنتج الذى يراد تنظيم توزيعه «غير موجود أصلاً»، ويواصل حسام عرفات حديثه للقناة بأن وزارة البترول قد تجاهلت تحذيرات المعنيين بالأزمة من كافة أبعادها وكان ذلك قبل شهور قبل الوصول إلى الأزمة الحالية!، وخاصة أن هناك إصراراً على تجاهل الأطراف التى ينبغى مشاركتها فى التوصل إلى حلول، وأن وزارة البترول فى حاجة إلى إدارة الأمور بأسلوب مغاير لما تسير عليه حالياً!. وإذا بوزير البترول المهندس شريف هدارة يصدر بياناً يؤكد فيه أن «البنزين متوفر»!، ولست أعرف والطوابير على تموين السيارات من المحطات تشهد عنفاً غير مسبوق!، أين يتوفر البنزين هذا، اللهم إلا إذا كان وزير البترول قد رأى كما نرى الصبية والبلطجية يبيعون علناً فى الشوارع حصيلة استيلائهم على كميات كبيرة من البنزين والسولار بأسعار سوق سوداء مستغلة!، وقد شرح الوزير كيف أن مشكلة فنية عارضة قد نشأت بمستودع مسطرد بالقاهرة، أدت إلى تأخر وصول تسليمات كميات البنزين المعتادة للمحطات!، مما تسبب فى وجود التكدسات بالمحطات!، وقد أعلن الوزير أنه قد تم تدارك المشكلة الفنية ليتسنى ضخ كميات إضافية من البنزين لكافة المحطات، ولم يجد الوزير بداً من مناشدة المواطنين عدم التكالب على محطات الوقود!، ولم ينس أن يؤكد «على أن البنزين متوفر» وليس هناك نقص فى المنتج!، وطالب الوزير بعدم الانسياق وراء شائعات من شأنها إثارة القلق وتخزين الناس ما يزيد على احتياجاتهم بما يظهر وجود نقص فى المواد البترولية من البنزين والسولار!. كيف لأى إنسان أن يصدق ما أعلنه الوزير من أن البنزين متوفر!، وهل صحيح أن الشائعات وحدها هى التى تثير القلق بين المواطنين فينساقون وراء هذه الشائعات بالتكالب على الحصول على مايفوق احتياجاتهم من البنزين أو السولار!، إن الأمر بما هو عليه حالياً لا يخرج مع افتراض حسن النية على عيوب وسوء فى التوزيع يجعل للمهربين أفضلية «عند المحطات» فيحصلون منها على ما يصنع سوقاً واسعة سوداء فى المواد البترولية!، ولكن تصريحات الوزير لا تبرئ ذمة الوزارة من نشوب أزمة فى الوقود مازالت تتكرر وتشتعل بين الحين والحين دونما سبب مفهوم!، وعلى الوزارة أن تشارك مع غرفة المواد البترولية فى الوقوف على حلول ممكنة وواقعية تحول دون وقوع هذه الأزمة التى تجلب المتاعب للمواطنين بما فوق طاقاتهم!.