ألا يرى شرفاء الشرطة المصرية أنه حان الوقت ليكون لجهازهم عيد حقيقي يحتفل فيه الشعب معهم وبهم.. عيد الشرطة الحالي لم يعد يصلح للاحتفال.. فإن كان كثيرون لا يدركون لماذا أُختير يوم 25 يناير ليكون عيد للشرطة.. فالكل يعرف جيداً لماذا أختير اليوم نفسه للثورة ضد نظام مبارك.. ويعرف جيداً كيف تحول ذلك التاريخ لذكرى أليمة لدى رجال الشرطة. العيد الوطني لأي فئة لابد وأن يرتبط بالدرجة الأولى بعمل وطني كبير يقدره الشعب بأكمله.. والشرطة المصرية قدمت الكثير.. وحمت الجبهة الداخلية لمصر.. وطالما بكينا وتألمنا لشهدائها الذين قدمتهم في مواجهات الإرهاب، ومحاربة الفئات الضالة.. ومع ذلك فهي اليوم بلا عيد، وبلا عمل وطني بارز يذكره لها الشعب المصري ويحتفي به.. فللأسف نال جهاز الشرطة نصيب كبير من أخطاء وفساد الحكومات المختلفة.. والتصقت برجاله الشرفاء ظلماً الكثير من الصفات السيئة.. وفي 25 يناير "الثورة" دفع جهاز الشرطة بمفرده ضريبة عقود طويلة لم يلتفت فيها وزراؤه إلا لإرضاء عصابة الحاكم فقط.. عقود طويلة حولت هذا الجهاز بكل ما فيه من خبرات وكفاءات بشرية في نظر الشعب إلى مجرد عصا غليظة في يد الحاكم.. وبالتالي حين أراد الشعب إسقاط الحاكم، كان عليه كسر تلك العصا أولاً.. علاقة عجيبة ومتناقضة تلك التي ربطت بين الشعب المصري وضابط الشرطة.. الأول يراه ضده أغلب الوقت.. والثاني يشعر بمرارة الجحود لتضحياته التي لا يراها الأول. آن الأوان أن يصحح رجال الشرطة الشرفاء تلك العلاقة المشوهة.. آن الأوان أن يشعر المصريون أنهم مع الشرطة "إيد واحدة" لحماية مصر.. آن الأوان أن يفهم البسطاء في الشارع المصري أن رجال الشرطة أخوانهم وأبناء لهذا البلد، وليسوا مجرد قوة بطش عمياء.. عندها فقط وفي هذا اليوم الذي ينظر فيه البائع المتجول وسائق الأجرة لرجل الشرطة على أنه رجل يضع روحه على كفه من أجل حمايته وراحته.. عندما يثق المثقف أنه رجل لا يستجيب إلا لنداء الوطن بداخله وحماية تراب هذا البلد الكريم.. عندها فقط سيكون عيد جديد للشرطة.. عيد يحتفل به الشعب قبل رجال الشرطة.. فهل نحتفل قريبا مع رجال الشرطة بعيدهم الحقيقي!