رأت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية أن الجماعة السلفية في مصر تستغل المعارك القائمة بين جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة والمعارضة الليبرالية من أجل تحقيق مصالحهم الانتخابية وتأمين تشكيل شبكة سياسية قوية على الصعيد الوطني. وقالت الصحيفة في الوقت الذي تستعد فيه المعارضة الليبرالية والإخوان لمواجهة قد تكون دراماتيكية في نهاية هذا الإسبوع، اتخذ السلفيون موقفًا متجنبًا ووقفوا على الهامش، ينتظرون الوقت المناسب لهم، ويتعلمون اللعبة السياسية، فضلا عن الأعمال الداخلية للحكومة. وصعد نجم حزب النور، الذراع السياسية للسلفيين المتشددين والذي تشكل بعد ثورة عام 2011 في مصر، حتى وصل إلى أن أصبح القوة السياسية الثانية والأكثر شراسة في البلاد، وفاز بربع المقاعد في الانتخابات البرلمانية لعام 2012 التي ألغيت فيما بعد. وأضافت الصحيفة قائلة: في الوقت الذي تعثرت وعانت فيه الحكومة التي يهيمن عليها الإخوان مرارًا خلال عامها الأول في السلطة، استطاع حزب النور وغيره من الجماعات السلفية تأمين وظائف في الحكومة وحرصت على تجنب غضب الجمهور، حتى في أوقات الوساطة بين المعارضة الليبرالية والرئاسة. وعلى عكس المعارضة الليبرالية، شكل حزب النور شبكة سياسية قوية على الصعيد الوطني تحسبا للانتخابات البرلمانية المتوقعة في وقت لاحق هذا العام أو أوائل العام المقبل. وقال "شادي حميد"، مدير مركز بروكنجز الدوحة ومؤلف كتاب سيصدر قريبًا حول الإسلام السياسي في العالم العربي: "لقد تحول حزب النور والسلفيين بشكل عام إلى جهات سياسية وتعلمت بسرعة كبيرة الدهاء السياسي". وأضاف حميد قائلاً: السلفيون يعملون قبل الانتخابات البرلمانية المقررة بشكل فعال جدًا، حيث إنهم يحاولون تقديم أنفسهم كبديل إسلامي لجماعة الإخوان المسلمين, ويحاولون كسب شريحة كبيرة من المصريين الذين يرغبون في التصويت للإسلاميين ولكن يشعرون بخيبة أمل من قبل مرسي". ويعمل السلفيون على الفوز بقاعدة شعبية كبيرة، تميهدًا لذلك، قامت بالمشاريع الخيرية لكسب ود الفقراء، وفي بعض الحالات اعتماد المشاريع، مثل العيادات الصحية المتنقلة وتوزيع اللحوم المدعمة، التي كانت تقدم سابقًا من قبل الإخوان. وعلى الرغم من تبني السلفيين أيديولوجية متشددة، إلا أنه حزب النور يحاول وضع نفسه كقوة معتدلة وصوتًا للاستقرار والتوسط بين المعارضة والحكومة.