قالت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية أن الإنقسامات داخل التيار السلفي تفتح المجال أمام القوي الليبرالية والعلمانية للفوز بعدد أكبر من المقاعد في الإنتخابات البرلمانية المقبلة. وأضافت أن الإنقسام الذي شهده حزب النور، الذراع السياسي للحركة السلفية، بإنشقاق عدد من أبرز رموزه وإنشاؤهم لحزب جديد زاد العملية السياسية المعقدة في مصر تعقيداً، وأعطى الإنتخابات البرلمانية المرتقبة بعداً ديناميكياً جديداً. وترى الصحيفة أن الصدع داخل المعكسر السلفي، ورحيل ألمع مواهب حزب النور بما في ذلك رئيس الحزب نفسه لتأسيس حزب الوطن الجديد يضعف من تأثير السلفيين ويبطئ الزخم الذي فاجأوا به الجميع في الإنتخابات البرلمانية السابقة، مما يعطي الليبراليين والعلمانيين فرصة لزيادة حصتهم من المقاعد في الإنتخابات البرلمانية المنتظر إقامتها خلال شهرين. وتابعت قائلة أن تأسيس حزب الوطن أدى إلى تعميق الخلافات في المعسكر الإسلامي، بعدما إتهم مسؤولو حزب النور صراحة جماعة الإخوان المسلمين المنافسة بأن لها يد في الإنقسام. وأشارت إلى تصريحات نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور، التي قال فيها بأنه لا يتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنها خططت للإنقسام و"لكنها كان لديها يد كبيرة في العملية". ونقلت الصحيفة عن عماد شاهين، خبير الحركات الإسلامية بشمال إفريقيا والباحث بالجامعة الأمريكية في القاهرة، قوله "إذا نظرت إلى الإسلاميين من جهة والأحزاب العلمانية والليبرالية من ناحية أخرى، فإن التحالف الليبرالي يتعزز فيما يتفتت الإسلاميين". وتوقع شاهين أن يشهد البرلمان المقبل كتلة ليبرالية أكبر إذا إستمر الوضع على ما هو عليه. وتحدثت الصحيفة عن التراشق الإعلامي بين حزب النور وحزب الوطن، قائلة بأن كلا الحزبين يحاول التأكيد على أنه أكثر إعتدالاً، فمسؤولو حزب الوطن يؤكدون أنهم أكثر إعتدالاً من حزب النور الذي يتهمونه بالتشدد، فيما يؤكد مسؤولو حزب النور على أنهم رفضوا من قبل دعم ترشح السياسي الشهير حازم إسماعيل لرئاسة الجمهورية لكونه متشدداً للغاية فيما احتضنه عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السابق والرئيس الحالي لحزب الوطن. من جانبه يقول المتحدث الرسمي باسم حزب النور، نادر بكار، أن تحالف حزب الوطن مع أبو إسماعيل يضع حزب النور في منتصف اليمين السياسي، مؤكداً "نحن لم نعد في أقصى اليمين". وأضاف بكار أنه من بين نحو 180 ألف عضواً مسجلاً بحزب النور، فإن عدد المنشقين لم يتجاوز المائة شخص، قائلاً "لقد تخلصنا من الكثير من المشاكل بعد إستقالة هؤلاء الناس". وأكد على أن الدعوة السلفية لا زالت تدعم حزب النور مما يصب في مصلحته. غير أن عماد شاهين يرى أن تضافر الجهود بين شعبية أبو إسماعيل وخبرة مؤسسي حزب النور الإنتخابية قد تغير اللعبة السياسية، مشيراً إلى أن أبو إسماعيل يحظى بشعبية كبيرة في أوساط السلفيين بما في ذلك نشطاء القاعدة الشعبية. وقال "في الوقت نفسه فإن عماد عبد الغفور شخصية معتدلة وبراجماتية، وهي معادلة جيدة للفوز بالإنتخابات".