استنكر الناقد أمير العمرى الهجوم على قرار رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائى فى نسخته السادسة والثلاثين مؤكداً انه بعيد كل البعد عن حالة الاستقطاب السياسى، ويتعامل مع الأمر بشكل فنى يهدف إلى تحويل مهرجان القاهرة السينمائى من مهرجان سيئ السمعة لصرح سينمائى يليق باسم وتاريخ مصر. وقال العمرى: التقيت بوزير الثقافة، وأكد أنه كان يدرس كتبى فى معهد السينما، وأنه أسند إلى رئاسة المهرجان، لأنه يريد تقديم عرس ثقافى جاد تاركاً لى التفاصيل الفنية وقمت بتوقيع عقد مع وزارة الثقافة بهذه الشروط، لضمان عدم التدخل فى عملى، فإذا ما ضايقنى أحد سأرحل، تاركاً الأمر كله لأن المهرجان لن يضيف لرصيدى شيئاً. وأضاف العمرى: أنا لا أتعامل مع وزير الثقافة من منظور سياسى، ولكن أتعامل معه من الناحية الفنية فأنا ناقد وخبير فى المهرجانات السينمائية الدولية ومن المفترض أن لدى ثقافة سينمائية تؤهلنى للقيام بهذا الدور، وأنا لم ألتق بالوزير من قبل إلا مرة واحدة منذ خمس سنوات فى المجلس الأعلى للثقافة أثناء مناقشة كتاب لحسين بيومى، ولم نتواصل بعدها، لهذا أعتقد أن اختياره لى لرئاسة المهرجان جاء على أساس موضوعى لا سياسى لأنى طوال الوقت أنتمى لجبهة المعارضة، وأقف على النقيض من كل الأنظمة، وأعتقد أن دور المثقف هو أن يكون معارضاً طوال الوقت، فأنا كنت معارضاً لنظام مبارك والسادات ولهذا النظام، وسأكون معارضاً للنظام القادم أيضاً. وأشار العمرى إلى أنه جزء من حركة تمرد التى وقع على وثيقتها لسحب الثقة من النظام، وأن مواقفه السياسية واضحة ولا تحتمل التأويل، ولكنه يتعامل مع وزارة الثقافة ككيان ثقافى مملوك للشعب المصرى ليقدم خبراته الفنية بشكل احترافى بحت بلا أى أبعاد سياسية، وأكد أن وزير الثقافة قال: إنه يثق فى قدراته، ويعطيه ما يريده لإنجاح المهرجان فهل كان عليه أن يرفض هذا العرض، ويترك المهرجان، ليديره واحد من جماعة الإخوان المسلمين أو شخص لا علاقة له بالمهرجانات السينمائية. وقال العمرى: أنا بعيد كل البعد عن حالة الاستقطاب السياسى، وأطمئن المثقفين والسينمائيين أن المهرجان أصبح فى يد أمينة، فحصولى على رئاسة المهرجان يوم للاحتفال لا يوم للغضب، فأنا أخطف المهرجان لأعطيه للمثقفين، والهجوم الذى أتعرض له ليس أكثر من أحقاد شخصية، وجميعنا يعرف مصطلح الحظيرة التى آوت عدداً من المثقفين الطامعين فى مناصب طوال السنوات الماضية، وبعضهم يناضل الآن للحصول على هذه المناصب، فلا أحد من هؤلاء الطامعين- وهم قلة- تكلم عندما عين وزير الثقافة الدكتور أحمد سخسوخ خبير مسرح، وهو شخص محترم ومعروف باتجاهه المعارض. وشدد العمرى، على أن المهرجان لن يكون مهرجان موظفين أو نجوم سينما، وأنا لست رئيساً شرفياً أترك المهرجان لمدير إدارى، وأحضر يوم الافتتاح للتصوير مع الفنانين، كما كان يفعل عزت أبو عوف، ولن أرتدى الببيون وأقوم بتقليد الأوسكار، بافتعال تصل تكلفته ل900 ألف جنيه، كما كان يحدث فى الدورات السابقة، وسأعيد هيكلة الميزانية وتوظيفها، لإفادة المهرجان ومكافأة العاملين فيه من خلال لائحة مالية أعمل على وضعها حالياً، لأن المهرجان يسير بشكل عشوائى طوال ال35 عاماً الماضية بدون لائحة مالية تحكمه لنفاجأ أن هذا يعمل ويحصل على 500 جنيه، وهذا لا يعمل ويحصل على 50 ألف جنيه. وعن موقفه من اعتصام وزارة الثقافة قال العمرى: أنا أحترم المعتصمين فى وزارة الثقافة ومعظمهم أصدقاء وتربطنى بهم علاقات شخصية، وأتفهم قلقهم وهذه قضية ثقافية تتجاوز المهرجان وأنا أطلب منهم أن يطمئنوا على مصير مهرجان القاهرة، لأنه ملك الدولة والتمويل الذى يحصل عليه ليس من جيب وزير الثقافة سواء اعترفنا بشرعيته أو خلعناها عنه، ويجب أن نتواصل معه سواء ارتضينا به أو لم نرتض لأنه فى النهاية من يملك التوقيع على صرف الأموال اللازمة لدعم المهرجان إلا إذا كان المثقفون سيقومون بإقامة المهرجان على نفقتهم الشخصية، والاستغناء عن تمويل وزارة الثقافة، رغم أن هذه الأموال تخصنا فمهرجان الإسكندرية حصل على دعم 900 ألف جنيه من الوزير وماجدة واصف قابلت الوزير للحصول على دعم لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، فلا توجد أى مقاطعة لوزارة الثقافة والجميع يتعامل معها؛ لأن هذه الأموال تخص مصر ولا تخص وزير الثقافة وهو المسئول عن صرفها. وأضاف: أنا لست جزءاً من الاعتصام وقد كنت خارج مصر ولم أحضر إلا منذ يومين، ولكنى أرى أن الهوية الثقافية لا يغيرها وزير بل يضعها شعب وإقالة القيادات مسألة تقديرية، وأنا أعترض على فكرة تخوين الناس لبعضهم البعض وهذه الزوبعة لم تحدث معى عندما تم إقصائى من قبل الوزير السابق ولم يحتج شخص على الطريقة الحقيرة لإقالة قيادة ثقافية تدعى أمير العمرى من إدارة مهرجان الإسماعيلية وهل كان صابر عرب أفضل من علاء عبد العزيز عندما أوقف إسناد مهرجان القاهرة لمؤسسة يوسف شريف رزق الله، وأيضاً لم يعتصم أحد، لهذا السبب لن أدع المهرجان لأصنام وزارة الثقافة من الموظفين حتى لا يتكرر ما حدث فى الإسماعيلية من موظفى المركز القومى للسينما الذى أسميه جحر الأفاعى بمساعدة وزير متآمر مثل صابر عرب وسأعمل بشكل مستقل بعيداً عن بيروقراطية الموظفين، وأنا معروف بشراستى ولا أقبل الضغوط، ويجب أن تلتزم وزارة الثقافة باستقلالية المهرجان التى نص عليها التعاقد المبرم بينى وبينها، للوصول إلى هدفى بإقامة مهرجان سينمائى مصرى نفتخر به جميعاً.