فى الوقت الذى يعتصم فيه عدد كبير من المثقفين والفنانين فى مقرر وزارة الثقافة اعتراضًا على تولى علاء عبد العزيز وزارة الثقافة، مؤكدين رفضهم النظام الحاكم، وفقدان شرعيته، وافق الناقد السينمائى أمير العمرى، على رئاسة الدورة القادمة من مهرجان القاهرة السينمائى، بقرار من علاء عبد العزيز الذى يدير الوزارة من عدة أماكن مختلفة ليس من بينها مكتبه. هذا القرار أثار غضب عدد من السينمائيين الذين وجدوا فى هذة الموافقة اعترافًا بشرعية الوزير والنظام الحاكم، فى حين أكد العمرى من خلال موقعه الإليكترونى «عين على السينما»، أنه وافق على تولى إدارة المهرجان فى هذا التوقيت الصعب، إنقاذا للمهرجان، ولكى يعيده إلى المثقفين والسينمائيين فى مصر وإغلاق الباب أمام أى تخوفات بشأن رغبة الحكومة القائمة فى وقف المهرجانات السينمائية. وأضاف أنه كان دائمًا فى صفوف المعارضة السياسية، إلا أن المهرجان لا يجب أن يتحول إلى تظاهرة سياسية، بل يجب أن تتضافر جهود السينمائيين المصرين جميعًا بشتى انتماءاتهم الفكرية ومواقفهم من أجل إنجاح المهرجان وتأكيد حضوره كحدث ثقافى وفنى كبير على الساحة الدولية. وأكد العمرى انفتاحه على جميع النقاد والمثقفين والسينمائيين بغض النظر عن مواقفهم وخلافاتهم، وقال إنه يتفهم تخوفاتهم، لكنه يطالبهم بضرورة السعى لإنجاح المهرجان، باعتباره مهرجانًا لجموع المثقفين والسينمائيين، وليس ملكًا لأى شخص أو سلطة. إلا أن هذا الكلام لم يكن مقنعًا للسينمائيين الرافضين لوزير الثقافة، حيث قال المخرج مجدى أحمد على، إنه رغم قناعته بقدرة أمير العمرى على تولى مسؤولية مهرجان القاهرة، فإن وزير الثقافة الذى اتخذ القرار بتولى العمرى، غير مقبول فى الوسط الثقافى والسينمائى، ويشك مجدى أحمد على فى رغبة جماعة الإخوان المسلمين فى إقامة مهرجان سينمائى، لأنهم جماعة معادية للفن والثقافة، لكنهم يحاولون استخدام أمير العمرى وإقحامه فى معركتهم ضد المثقفين، وكنت أتمنى من العمرى أن يتريث قبل قبول هذة المهمة. يتفق السيناريست سيد فؤاد، أن هذا الاختيار لن يستمر، فحكم جماعة الإخوان لن يستمر، فالشعب كله قرر أن يخلع عنهم الحكم فى 30 يونيو، ليعود إلى الشعب المصرى، لذلك فإن علاء عبد العزيز سيرحل مع جماعته وسيرحل معه كل من اختاره لأى منصب، ليختار المثقفون من يمثلهم عن حق. وقال الناقد وليد سيف، إنه يرفض المشاركة فى مهرجان القاهرة فى ظل الوزير الحالى، حيث اتصل بالدكتور رفيق الصبان ليؤكد له اعتذاره عن عدم المشاركة فى لجنة المشاهدة كما كان مقررًا، وأكد سيف أنه لا يشكك فى قدرات العمرى على إدارة المهرجان، لكنه يلوم عليه أن يوافق على العمل مع علاء عبد العزيز المنبوذ من الوسط الثقافى هو وجماعته. سهير عبد القادر، المدير السابق لمهرجان القاهرة، قالت إن الأمر أصبح أكبر بكثير من مهرجان القاهرة أو وزارة الثقافة، فالأهم هو خلاص الشعب المصرى من هذه الجماعة الفاشية التى تقف ضد الفن والثقافة.