مشهد سينمائي غامض نعيشه في ظل الغموض الذي يحيط بالموقف السياسي الحالي وما سيحدث في 30 يونية، العديد من التكهنات من الأطراف.. الخوف من المجهول الذي قد تسقط فيه مصر، وتعدد الأفكار، والرؤى حول سيناريوهات ما بعد هذا اليوم، فإما تكون نهاية دموية ضحيتها الأولي مصر ومستقبلها الحضاري وإما حالة من الإفاقة من هذه الكبوة والعودة من جديد الي الطريق الصحيح. كُتّاب السيناريوهات أصحاب الرؤي السياسية صاغوا لنا بأقلامهم توقعاتهم لما يمكن أن يؤول إليه هذا المشهد. يسري الجندي: المعركة محسومة لصالح الشعب الكاتب الكبير يسري الجندي اعتبر أن 30 يونية لا يمثل يوما واحدا لخلع النظام لكنه معركة ستبدأ يوم 30 وستستمر حتي تلبية مطالب الشعب، وأضاف أن المعركة دائما محسومة لصالح الشعب المصري وجماعة الإخوان المسلمين يشعرون بذلك والدليل أنهم أشعلوا الحروب الأهلية قبل اليوم الموعود، وبدأوا في التهديد ولذا فأنا أحملهم مسئولية أي نقطة دماء ستحدث في هذا اليوم لأننا لم نبد أي إشارة للعدوان لكنهم ينوون علي ذلك لأنهم أمام مأزق حقيقي بعد فشلهم الذي دفع الشعب ثمنه بشكل غير مسبوق فنحن علي مشارف مجاعة حقيقية وهم ارتكبوا فضائح أعلي مما يتخيلها المنطق فيكفيهم فضيحة وزير الثقافة علاء عبدالعزيز فهم يصرون بشكل غير مبرر علي اختيار شخصيات ووضعها في أماكن غير مناسبة لهم فهذا موقف لرئيس أصبح عدوا لشعبه، ووصل الأمر للدعاء علي شعبه في استاد القاهرة والموجودين يؤمنون خلفه، فالرئيس يتعامل بشكل خارج عن المعقول يوصلنا الي مرحلة الكوميديا السوداء التي لا نتوقعها من رئيس، وأضاف أن حركة «تمرد» هي توجيه سلمي من الله لاستكمال مطالب الثورة، وهي عبارة عن تحول نوعي وإثبات أن يوم 30 يونية ليس يوما فاصلا في تاريخ مصر لكن ما بعده هو التحدي الحقيقي للشعب المصري، وأكد أن الصبر سيكون هو الوسيلة الوحيدة لنجاح الشعب هذه المرة فكما نجحنا في ثورة يناير بالصبر لابد أن يكون الإصرار أعلي هذه المرة لأنها أصعب، ولكن إرادة الشعب بالملايين ستكون جاهزة لخارطة طريق جديدة حقيقية عليها إجماع وأرجو أنتكون محل بحث جاد مثلما كانت ثورة 25 يناير التي تربص لها شخصيات كثيرة وأتخوف كثيرا أن هذه المرة الثورة ستكون دموية ومتربص لها الكثيرون. وأشار «الجندي» الي أن الله لا يحب أن يتاجر به وهم يتاجرون باسم الدين لذلك فإن إرادة الله هي التي ستنفذ هذا اليوم والفترة القادمة ستضعنا في اختبار حقيقي أن نقف يدا واحدة ولابد أن نستفيد من درس يناير، وأن نقف وقفة رجل واحد وأن يكون هناك تصور حقيقي قابل لرفع أكبر مساحة من المعاناة. وأضاف أن البعض كفر بثورة يناير لأنه رأي أن أهدافها طارت في الهواء ولذلك لابد ألا يتكرر ذلك فالبسطاء في المجتمع فقدوا صوابهم لا يجدون طعاما ولاشرابا ولذلك لابد أن نحافظ علي أنفسنا حتي لا ينفرط العقد خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين يدعوننا الي حرب أهلية ولابد أن نحرمهم من هذا، وطالب الجندي الجيش بأن يكون له دور مع الشعب والشرطة لأنها مؤسسات وطنية نافيا رغبته في عودة الحكم العسكري، واختتم «الجندي» حديثه أن الإخوان وصلوا لنقطة التمكين وهو ما جعلهم يتخلون عن أسلوب التدليس والمناورة واتجهوا للعب علي المكشوف. مجدي صابر: يوم دموي توقع الكاتب الكبير مجدي صابر سيناريو عنيفا ليوم 30 يونية وقال إن اليوم سيبدأ بتظاهرات سلمية ستحشد لها المعارضة وحركة «تمرد» وملايين المصريين الذين سينزلون الي الشارع ليس فقط احتجاجا علي سياسة «مرسي» ولا فشل الحكومة ولا كل الإحباطات الموجودة من سد النهضة وسيناء التي تكاد تضيع من الإرهاب فيها ولا محافظة الأقصر المنتمي لجماعة جهادية ارتكبت مجازر في السابق، إنما الناس ستنزل الي الشارع لأنهم فاض بهم من قبض سياسي مرعب أهان مصر والمصريين وصغرها وقزمها وجعلها تتسول من دول كانت بالنسبة لنا أقزام والآن نمد يدنا لها ونشحذ منها، سينزلون أيضا من أجل الكارثة الاقتصادية التي تعم مصر من بطالة، وارتفاع أسعار ونقص للسولار والبنزين وقطع للكهرباء ومياه نادرة الوجود، فعاما واحدا تولته إدارة الإخوان للبلد انتهت بها أسوأ ما انتهي به 30 عاما من عهد مبارك وأكد «صابر» من سينزل في 30 يونية إعلان عن غضب لشعب لم يعد يحتمل يوما واحدا آخر، في ظل تعنت شديد من النظام تجاه كل شيء فهو رافض لتغيير رئيس الوزراء والحكومة بل ويستعين بحكومة ومحافظين أسوأ وكأنه يعاند الشعب ويعتبره عدوا له، حتي في أزمة الدستور فهو يقول إنه سيعدل المواد ولا يعدلها لأنه رئيس يراوغ ويتلاعب بالشعب بهدف تمكين جماعته لذلك الشعب زهق وفقد مساحة التفاهم مع النظام الذي أغلق كل المساحات لأنه غير صادق. وأشار «صابر» الي أن البلد تنحدر نحو الهاوية الاقتصادية والسياسية والأمنية وحتي من أعطوا صوتهم ل«مرسي» في الماضي أدركوا اليوم أنهم أخطأوا، وعن سيناريو 30 يونية قال إن الإخوان سيرهبون بنزول الملايين وتكون ردودهم عنيفة لصد هذه الاعتصامات وأخشي أن يبدأ الطرف الآخر بالعدوان فتحدث الكارثة وتكون بحور دماء فإذا كان لهذا النظام بقية من الأصل فإذا رأي احتشاد الملايين عليه أن يعترف أنه أخطأ وأن ينسحب من الحياة في مصر ولتكن انتخابات رئاسية جديدة مبكرة وتعديل لهذا الدستور الذي لا يليق بمصر وانتخابات نيابية كل هذا في ظل حكومة محايدة تشكل من جموع هذا الوطن وكل أجناسه وفي النهاية أتمني أن يحدث هذا دون إراقة دماء لأن المتظاهرين لن ينسحبوا من الاتحادية ولا أتوقع أن النظام سيستجيب بسهولة. بشير الديك: اختفاء كامل للإخوان أما الكاتب الكبير بشير الديك فتوقع مفاجآت كثيرة أهمها أن الإخوان لن ينزلوا الاتحادية، والشعب كله سينزل الي الاتحادية من كل الفئات، ولن يجدوا أي شخص ممن يحاولون التهديد في الفضائيات الآن، وستكون مظاهرات سلمية ومعاصرة ويندهش لها العالم مرة أخري، وأضاف: أدرك أن الإخوان جبناء وليسوا شجعانا فهم إذا وجدوا القوي أمامهم كبيرة سيعودون الي جحورهم لأنهم انتهازيون الي أقصي درجات الانتهازية وغير قادرين علي المواجهة طوال عمرهم لكنهم قادرون علي القتل، حيث التدبير لعمليات الاستهداف وغيرها من الوسائل التي تنفذ في الخفاء، لكنهم غير قادرين علي المواجهة وعلي الشباب للمحافظة علي سلمية هذا اليوم العظيم،وأتوقع أن يسقط النظام اذا خرج زخم شعبي كبير وسيكون هروبا كبيرا للإخوان، وأتوقع مفاجآت تؤكد جمال الثورة المصرية. ياسر عبدالرحمن: التضحية برئيس الوزراء توقع المؤلف ياسر عبدالرحمن عدم نزول الإخوان الي المظاهرات واختفاءهم تماما من المشهد منعا للاحتكام وسيركزون علي حماية مقراتهم وأعتقد أن الرئيس مرسي سيلجأ لإقالة هشام قنديل وتغيير الوزارة لامتصاص غضب الناس وأعتقد أن هذا هو السبب الوحيد لبقاء قنديل حتي هذه اللحظة كوسيلة للإطاحة به وهذا الحل سيعجب بعض المتظاهرين، لأن حركة التغييرات الأخيرة أثارت اشمئزاز الناس وأكدت تشابه النظام مع مبارك فهو عادة ما يغير المحافظين قبل أي نية لإسقاطهم. وأضاف عبدالرحمن: أخشي وجود جماعات مثل البلاك بلوك وبعض الجماعات غير المعلومة وتتسبب في إراقة دماء وأرجو من «مرسي» أن يقيل قنديل قبل 30 يونية ويأتي برئيس وزراء مثل الجنزوري قادر علي قيادة البلد بشكل محترم. وأضاف أن النظام الحالي يحاول استفزاز الشعب بكل الوسائل، ف«مرسي» استعان بقاتلي السادات للجلوس في الصفوف الأولي لاحتفالات 6 أكتوبر فكيف لهم القدرة علي الاحتفال بنصر الرجل مع قتلته فهذا زمن الاستهبال، وأشار الي أن «مرسي» رئيس طيب لكنه يصلح كخطيب في المسجد ويعطينا حديثا في القرآن والسنة لكن كونه رئيسا في هذا الوقت أمر صعب، فأنا امتنعت عن الإدلاء بصوتي في الانتخابات في الجولة الثانية للرئاسة لأن المرشحين إما فلولا والآخر لا يفقه شيئا في السياسة وكانت هذه النتيجة ضياع مصر، وأضاف أن «مرسي» كان معتقلا بشكل غير قانوني وهرب من أجل سلامته لكن الخطأ الحقيقي الذي ارتكبه الإخوان أنهم رشحوا أنفسهم للرئاسة في توقيت خطير، فهم أتقنوا المعارضة بشكل جيد من خلال مجلس الشعب طوال السنوات الماضية لكن للأسف لأنهم انتظروا هذا المنصب 84 عاما تعجلوا الفرصة وحسبوها خطأ وجاءت ضدهم وضد الشعب وسيطروا علي كل مفاصل الدولة وأتوا بوزراء ليس لهم علاقة بمهنهم، والغريب أن الجميع لا يشعر بتقصير فإذا لم يشعر «مرسي» بما يحدث حوله وظل يستمع الي ما يقولونه في مكتب الإرشاد لتهدئته فمصر ستدخل في نفق مظلم ويسعون الآن لرئاسة مجلس الشعب بالزيت والسكر فهل سيكونون هم الحاكم والمراقب، كيف يستحوذ علي السلطة التشريعية والتنفيذية في وقت واحد وأرجو أن تمر بسلام دون إراقة دم.