تحت عنوان"العلاقة السيئة بين أمريكا ومصر"، أعدت الكاتبة الأمريكية "فريدا جيتس" مقالاً مطولًا يتناول طبيعة العلاقات الحالية بين أمريكا ومصر منذ صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم. واستهلت الكاتبة مقالها بصحيفة "ذا تكساس سيتي ستار" الأمريكية، قائلة:" في الصيف الماضي، استقبلت وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" في مصر بوابل من الطماطم الفاسدة، وصاح المتظاهرون- الذين كان معظمهم من الناشطين المؤيدين للديمقراطية- بالهتافات المعارضة للولايات المتحدة في محاولة للتعبير عن غضبهم وقلقهم بأن واشنطن راضية عن النظام الإسلامي الجديد، وتريد جماعة الإخوان المسلمين في السلطة". إن واحدة من الأمور الأكثر إثارة للدهشة في العديد من نظريات المؤامرة التي تحوم في مصر، أن العديد من الليبراليين المصريين، الذين يتمتعون بقدر من الانفتاح الغربي، يعتقدون أن واشنطن تقف ضدهم. وفكرة هذه المؤامرة سخيفة للغاية، ولكن على ما يبدو أن دعاة الديمقراطية على حق بعد شعورهم بخيبة أمل كبيرة تجاه إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما". وقالت الكاتبة إن كل ماتريده واشنطن هو تعزيز الاستقرار في المنطقة، ولذلك تعتبر السياسة الواقعية التي يجب العمل بها هي التعامل مع جماعة الإخوان باعتبارها القوة الأكثر نفوذًا في مصر، سواء كانت أمريكا تحبها أم لا. ولكن التبسيط الزائد للقضية لن ينتج سوى سياسة سيئة. ويبدو أن نتيجة السياسة الخاطئة التي اتبعتها أمريكا مع مصر بدأت تؤتي بثمارها، والدليل على ذلك إدانة محكمة مصرية ل43 ممثلاً من المنظمات غير الحكومية الأجنبية، بما في ذلك ما لا يقل عن 16 أمريكي واثنين من الألمان، الذين كانوا يعملون على تطوير المجتمع المدني والحكم بالسجن لفترات وصلت خمس سنوات. ويأتي هذا في الوقت الذي يعمل فيه الرئيس "محمد مرسي" المنتخب بقوة على دفع التشريعات التي تجعل عمل جميع المنظمات غير الحكومية أكثر صعوبة وأشد تقيدًا. فالديمقراطية تتلاشى في البلاد كل يوم عن السابق. وأثارت الأحكام ضد العاملون بالمنظمات غير الحكومية غضبًا دوليًا، لكن على ما يبدو أن هذا لم يعد يثير استياء واشنطن رغم إصادر الأممالمتحدة بيانًا اتهمت فيه مصر بالاعتداء على الحقوق الأساسية للإنسان، منوهة إلى أن ألمانيا كان لها رد فعل عنيف على ذلك حتى أنها فكرت في قطع المعونة إلى مصر، في حين دعا وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" الإدارة المصرية إلى ضرورة الإستجابة لتطلعات الشعب المصري في الديمقراطية الحقيقية بعد أن أخذل بلاده وقرر التنازل عن دعم حقوق الإنسان ومواصلة المساعدات العسكرية للنظام الجديد. واستطردت الكاتبة الأمريكية تقول أن خيبة الأمل التي أصابت واشنطن تجاه الحكومة الإسلامية الجديدة بدأت تمتد إلى حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية في أوروبا التي باتت ترى سلبية واشنطن محيرة ومربكة للغاية. فالعلاقات الأمريكية المصرية أصبحت معقدة باعتراف الجميع، فالولاياتالمتحدة تريد الإستقرار في المنطقة من خلال تعزيز علاقاتها مع الجيش المصري من أجل ضمان سلامة وأمن إسرائيل، ولكن إذا كانت واشنطن ترى المساعدات كوسيلة لكسب بعض النفوذ، فما هو الهدف من تقديم المساعدات دون إظهار أدنى أعتبار لمواطني الولاياتالمتحدة في مصر. وانتهت "جيتس" السياسة الأمريكية الحالية تجاه مصر لا تعطي واشنطن أي نفوذ أو سيطرة على الحكومة الإسلامية المثيرة للقلق والتي لا تفعل الكثير من أجل مساعدة الديمقراطية، بل وتعطي الليبراليين المصريين السبب للتظاهر ضد الدبلوماسيين رفيعي المستوى الذين يزورن البلاد.