د. محمد مرسى العياط، بعد أن أعلنت أول من أمس الجهاد على الكفار فى سوريا وعلى الكفار والمنافقين الذين سينزلون فى 30 يونيه، نكرر عليك السؤال التالى: ما الذى تعرفه عن الجهاد؟ عّرف بشكل مختصر الجهاد فى الإسلام؟، على أن يتضمن تعريفك الإجابة عنلى الأسئلة التالية: هل يشمل القتال ضد الحكام والشعوب الإسلامية أم أن القتال فيه يوجه للغازى والكافر فقط؟، وما هو موقفك من قتال الجماعات الدينية للحكام العرب؟، وما الذى تعرفه عن تطوع بعض الشباب المسلم للقتال ضد حاكم بلد عربى مسلم؟، باختصار شديد د. مرسى ما هو موقفك من الجماعات الجهادية المتطرفة؟، وهل أنت مع مفهوم الجهاد الذى يؤمنون به؟، وهل الشباب الذين قتلوا فى مالى فى سورية تحت عنوان الجهاد كانوا يجاهدون فى سبيل الله؟، وهل تعدهم من الشهداء أم الإرهابيين؟ قبل أيام وأسابيع كتبت هنا أكثر من مرة أطالب الدكتور مرسى بأن يطلعنا على مفهومه للجهاد، ولم يكن مطلبنا هذا يأتى من فراغ بل له ضرورته الملحة، وهى إفراجه عن جميع من يؤمنون بجهاد المسلم ضد المسلم من أبناء وطن أو بلدة أخرى، وأيضا إدانة الرئيس مرسى لاستعانة حكومة مالى بالجيوش الإفريقية والفرنسية لصد زحف تنظيم القاعدة الذى يحتل شمال مالى، وما دفعنا كذلك لمطالبة د. مرسى بتوضيح موقفه فتح الباب لشباب جماعة الإخوان المسلمين للسفر إلى سوريا للقتال فى صفوف المعارضة ضد الرئيس بشار، واحتسابه المقتول هناك ضمن الشهداء، وهو ما يعنى أن جماعة الإخوان المسلمين تؤمن بأن محاربة المسلم للمسلم يدخل فى مفهوم الجهاد فى سبيل الله، وهذا المفهوم هو الذى فتح باب جهنم فى البلدان الإسلامية، وشجع البعض على تكوين خطابهم الدينى الخاص، أحلوا فيه دماء وأموال المسيحيين والمسلمين، كما أحلوا لأنفسهم الإطاحة بالحاكم المسلم الظالم، الذى سبق أن أفتى بعض المتشددين بتكفير الخروج عنه تجنبا للفتنة. خطورة هذا التعريف للجهاد فى الإسلام أنه دموى يؤمن بالتصفية الجسدية وبالاستيلاء على أموال وممتلكات الغير، وأخطر ما فى هذا المفهوم أنه يرفع راية الجهاد فى وجه من يخالفهم فى الخطاب الدينى، كما أنه يبيح التدخل فى شئون البلدان العربية الإسلامية لمحاربة الحاكم لإقامة الخلافة الإسلامية، وهو ما يشكل خطورة على علاقات مصر بالأشقاء العرب، حيث يتوقع أن تفتح جماعة الإخوان وتوابعها الباب للشباب لكى يجاهدوا فى صفوف المعارضة، وليس بعيدا أن نفاجأ فى الصباح بمقتل شاب مصرى يتبع جماعة الإخوان أو التيار السلفى كان يقاتل فى صفوف المعارضة بدولة الكويت أو البحرين أو الإمارات أو السعودية أو الأردن أو سلطنة عمان أو الجزائر. الرئيس مرسى بالأمس أعلن الجهاد على الكفار فى سوريا وعلى الكفار والمنافقين الذين سينزلون الميادين يوم 30 يونيه، ما يقلقنا هنا ليس أن مفهوم مرسى وعشيرته للجهاد سوف يحوّل البلاد إلى حروب أهلية فقط، بل إنه سيحوّل أولادنا وشبابنا إلى مجموعة من المرتزقة تحارب تحت عنوان الجهاد، حيث ستتحول البلاد بعون الله فى ظرف أسابيع إلى مفرخة لتصنيع وتصدير المجاهدين فى سبيل الله تعالى، حيث سترسل بعض الجماعات المتشددة التى تسعى لنشر الإسلام بين المسلمين من أهل بلدانها، ترسل خطابا إلى الرئيس مرسى أكرمه الله بأن يدفع ببعض المجاهدين المصريين لمساندتهم فى نشر كلمة الله وشريعته بين أهل الجاهلية العلمانيين الديمقراطيين والليبراليين الملحدين، وقد يحيل الرئيس مرسى خطاب الجماعة إلى عشيرته فى المقطم لإبداء الرأى والنصيحة، ينتهى القرار إلى إرسال العشرات من المجاهدين المصريين لقتل الليبراليين العلمانيين الديمقراطيين الاشتراكيين الناصريين فى الكويت أو الإمارات أو السعودية، والعمل على تطبيق شرع الله وإقامة أركان الإمارة إسلامية. فى المقالات السابقة أحلت د. محمد مرسى العياط إلى فتوى لدار الإفتاء صدرت عام 2008 تحت رقم 1990، اليوم بعد إعلانه الجهاد على المسلمين فى سوريا وعلى المسلمين فى مصر نعيدها عليه مرة أخرى: "أرسل أحد الليبيين للدار يسأل: هل يجوز لى منع ابنى البالغ من السن ثمانية عشر عامًا من الذهاب للجهاد فى سبيل الله، سواء أكان فى العراق أو الشيشان أو أفغانستان أو فلسطين المحتلة؟ الإجابة: للأب السائل الحق فى أن يمنع ابنه من السفر بغرض الجهاد فى البلاد المذكورة، ويجب على الابن إطاعة أبيه ويحرم عليه مخالفته، لماذا؟، لأن: الجهاد فى حقه غير متعيّن، وقد عرفت الفتوى الجهاد (القتال منه): من فروض الكفايات التى يعود تنظيمها إلى ولاة الأمور والساسة الذين ولاهم الله عز وجل البلاد، وهو ضد أعداء الله، وأعداء الله هنا الكفار. على أية حال إذا كان د. مرسى يؤمن بمفهوم تنظيم القاعدة للجهاد فأنصحه بأن يرحل حقنا لدماء المصريين والمسلمين فى البلدان العربية الشقيقة، لأننا لن نقبل بهذه الخرافات.