اتفقت وزارتا الأوقاف والآثار اليوم الثلاثاء على تكليف إحدى الشركات المتخصصة بتأمين ستة وسبعين مسجداً أثرياً بشكل عاجل من السرقات والتعديات كمرحلة أولى بعد أن تعرضت بعض المساجد للسطو والسرقة. وقال د. زاهى حواس وزير الدولة لشئون الأثار بأنه اتفق مع د.عبد الله الحسينى وزير الأوقاف خلال اجتماعهما اليوم على ضرورة وجود عناصر ذات خبرة وكفاءة عالية لإدارة المساجد الأثرية التابعة لوزارة الأوقاف وعددها 128مسجداً أثرياً على مستوى الجمهورية. كما اتفق وزيرا الأوقاف والأثار على تشكيل لجنة مشتركة عليا من كبار العاملين بالأوقاف والأثار للاجتماع شهرياً ووضع الحلول المناسبة لكافة المشاكل التى تواجه الطرفين ومتابعة عمليات تسليم وتسلم الآثار الإسلامية بعد الانتهاء من ترميمها وتسليمها لوزارة الأوقاف لإقامة الشعائر الدينية بها. وتم خلال الاجتماع بحث مشكلة قاطنى الأماكن الأثرية من المواطنين المتعاقدين مع الأوقاف للإقامة بتلك الأماكن والتى تشمل منشآت أثرية متعددة مثل المنازل والتكايا والزوايا والخانات والأسبلة وتتركز معظمها فى منطقة القاهرة التاريخية فى أحياء الأزهر والحسين والجمالية والسيدة زينب وباب الوزير والقلعة ومصر القديمة ورمسيس. ومن المقرر ان تبحث اللجنة المشتركة من الوزارتين كيفية التعامل مع قاطنى تلك المواقع بما يضمن آلا يضاروا فى أنشطتهم وأرزاقهم فضلا عن توفير أماكن أخرى مناسبة لهم طبقاً للعقود المبرمة بينهم وبين وزارة الأوقاف والعمل على إنقاذ وترميم تلك المنشآت الأثرية للحفاظ عليها من الانهيار خاصة أن معظمها فى حالة انشائية متردية. وأوضح حواس أنه تم الاتفاق على مساهمة وزارة الأوقاف فى دراسة تمويل بعض مشروعات ترميم المساجد الأثرية المخصص لها أوقاف موقوفة للصرف والإنفاق علي تلك المساجد من قبل أصحابها. وأشاروزير الاثار إلى أن كل أعمال الترميم والتى جرت فى مشروعات حماية الآثار الإسلامية جاءت بتمويل ذاتى كامل من الآثار خلال العشرين عاما الماضية وتكلفت حوالى مليارى جنيه انفقت على ترميم المنشآت الدينية وتضم المساجد والمدارس والزوايا والخنقاوات والمنشآت الدفاعية مثل الأسوار والقلاع والحصون والمراقب بكل من القاهرة ورشيد والاسكندرية ودمياط وقلعة صلاح الدين بطابا والمنشآت المدنية مثل القصور والمنازل والخانات والوكالات والأسبلة والكتاتيب . كما تم استعراض مشروع تطوير محور الجمالية الموازى لشارع المعز لدين الله بالقاهرة التاريخية وسيتم التعاون بين وزارتى الأوقاف والآثار فى ترميم الوكالات غير المسجلة أثريا التابعة لوزارة الأوقاف وإعادة توظيفها عن طريق الآثار والبدء فى خطوات تسجيلها أثريا بما يسمح بالحفاظ على هذا التراث النادر من الوكالات الإسلامية وقد تم تحديد خمس وكالات للترميم من بينها ثلاث وكالات غير مسجلة أثريا على نفقة وزارة الآثار. ويذكر أن الآثار الإسلامية قد تعرضت لمخاطر الانهيار إثر زلزال أكتوبر 1992 حيث تصدعت معظم المساجد وتم إعداد مشروعات عاجلة لتأمين المساجد معمارياً ثم بدء مشروع كبير لترميم الآثار الإسلامية كما حدث فى شارع المعز لدين الله الفاطمى ومدينتى رشيد ودمياط والتى تعتبر الآن من أهم المواقع الأثرية الإسلامية فى العالم الإسلامى.