نسافر فعاليات ثقافية أو مهرجانات وتسافر معنا مصر بمشاكلها وشجونها، فهى لا تتركنا أبدا، وبالرغم من أن مهرجان الطفل للقراءة الذى أقيم فى الشارقة كان مبهجا بتنظيمه الرائع وشكله المفرح اللطيف والحفاوة التى تم استقبالنا بها من كل العاملين، إلا أن القلب كان حزينا وفيه لوعة على مصر وأخبار مصر وكوارث مصر.. وكان منظرا مدهشا ونحن فى مطار دبى تلك اللهفة التى كانت تنتاب أغلب العائدين على مصر والشوق إليها وأغلبهم لم يتركها إلا أياماً معدودات، وكانت التعليقات دالة وصريحة على رفض المصريين العارم لحكم الإخوان المسلمين.. نعود مرة أخرى إلى معرض كتاب الأطفال الذى أسعدنى طبيعة تنظيمه وديكوراته وكم الكتب الرائعة التى عرضت فيه, وإن كنت أتمنى أن تبتعد كل الفاعليات الفنية بعيدا عن صالة عرض الكتب وعن معرض رسوم كتب الأطفال المنظم والمحترم جدا. وبالرغم من هذه الملاحظة فقد بهرتنى حقيقة الكتيبة المسئولة عن تنظيم الفاعليات. من أول مدير المعرض إلى أصغر شاب وشابه متطوعين, حيث كان العمل سلساً والمهام موزعة فى تناغم رغم وجود أكثر من جنسية بجانب أبناء البلد الأصليين. مدير المعرض الهادئ أحمد بن ركاض العامرى وهند لينيد نائب الرئيس والجاهزة والمتواجدة دائماً وشيخه السويدى ذات الابتسامة اللطيفة وغيرهم من السيدات والفتيات والرجال الرائعين, إنه جيل جديد يتحمل عبء العمل الثقافى فى الشارقة الفتية, وكم أسعدنى التعرف على سعيد هاشم المصرى الصعيدى دينامو الندوات.. والفنان الشاعر الصعيدى أيضا أحمد المهدى العضو فى القسم الفنى المسئول عن معرض رسوم كتب الأطفال وأيضا الكتاب الرائع لهذه الرسوم لقد أصبح صديقاً لنا جميعا نتبادل معا الأعمال الفنية لأعمال الأطفال. وكم أتمنى أن أذكر أسماء الجميع الشباب فتيات وفتيان الذين فرحت بهم وأسعدنى حماسهم وصدقهم وحبهم لما يفعلونه.. ورغبتهم الشديدة فى التعلم والمعرفة. وكذلك شباب العلاقات العامة المبتسم دائما والحاضر دوما فى كل الأوقات. وطبعا هذا ليس غريبا على شباب شارقة الشيخ سلطان القاسمى المحب للثقافة والفنون. وليسمح لى القارئ الكريم أن أتحدث عن حدثين أسعدانى بشكل شخصى، الأول هو فوز كتابى (عيون بسمة) الذى نشرته لى داليا محمد ابراهيم مديرة نهضة مصر.. وهو كتاب يتحدث عن فتاة كفيفة وكيفية مواجهتها للحياة مع كلبها الصغير. والحدث الثانى كان لطيفا رغم أنه كان صادماً لأول وهلة ولكننى استطعت أن أتجاوز ذلك بعد تفكير, ففى أثناء مرورى وتصفحى الكتب الرائعة التى تقدمها دار كلمات وجدت كتاباً لكاتبة سعودية فكرته الأصلية مستوحاة من كتاب لى اسمه (وظيفة لماما) وقد أسمته الكاتبة (وظيفة ماما) وبالرغم من أن الفكرة تكاد تكون متطابقة فإن الرؤية النهائية مختلفة!! ففى كتابى أشرح للأطفال أن ماما تقوم بأعمال كثيرة فى المنزل ولكن لابد أن يكون لها وظيفة أيضا خارج المنزل لتتكسب أموالا تساعد أولادها وزوجها فى الحياة، فالعمل خارج المنزل حق لها ولتحقيق ذاتها.. فى حين رأت الكاتبة السعودية أن وظائف ماما وأعمالها فى المنزل تكفى وهى أهم الوظائف؟؟.. وضحكت بينى وبين نفسى أنها تعبر عن مجتمعها وأنا أعبر عن مجتمعى!! ثم تساءلت هل هى تقصد عمل معارضة فنية لفكرتى أم أنها لم تقصد يا تري؟؟ وفى النهاية ما أجمل أن يتأثر بفكرك الآخرون حتى لو اختلفت الرؤي!