ما اشبه فضيحة جوائز كان بالبارحة ففيلم «حياة آدال» الحائز على السعفة الذهبية قوبل بحالة رفض ونفور من الجميع بسبب مشاهد الشذوذ التى استغرق المخرج فى تفاصيلها الى حد الملل,وهذا ماحدث منذ اربعين عاما مع الفيلم الايطالى La Grande Bouffe, «المائدة العظيمة «،وتسبب في فضيحة في مهرجان كان عام 1973 وحظي بانتقادات لاذعة من الصحافة، حتى ان انجريد برجمان التي ترأست لجنة التحكيم، أعلنت انها تأسف لاختيار ادارةالمهرجان افلاما كهذه.. ويبدو أن اعادة عرضه هذا العام ضمن كلاسيكيات المهرجان كانت تمهيدا لفضيحة جديدة»» لعل مهرجان كان أراد إرضاء الجميع فإذا كان معظم النقاد الأميركيين والبريطانيين يرون ان «داخل لووين ديفيز» للأخوين كوين ، أو «نبراسكا» لألكسندر باين، الاحق بجوائز كان فإن النقاد الفرنسيين يفضلون «الماضي» لأصغر فرهادي، وفيلم عبداللطيف قشيش «الأزرق اللون الأكثر دفئاً» او «حياة آدال» للمخرج التونسي الأصل الفرنسى الهوى والاتجاه الفكرى وقد تحقق لهم ما ارادوا وحصل ثاني مخرج عربي على السعفة الذهبية بعد الجزائري محمد الأخضر حامينة سنة 1975 بفيلم «وقائع سنين الجمر» .,وحقق فيلم»حياة آدال» الذي وافق إجماعا غير مسبوق من لجنة التحكيم وسط رفض من النقاد ، والفيلم مأخوذ عن رواية يسردها قشيش بالطول والعرض ومدته ثلاث ساعات، حكاية فتاة في مقتبل العمر. أسمها «أديل» مشتق من كلمة «عادل» حلمت بعلاقة مثلية مع (ليا سيدو) ثم تشاهدهما يمارسان الحب. وفى الحقيقة أن رفض النقاد للفيلم لا نه لايخرج عن كونه مشاهد لتفاصيل الشذوذ، و يستغرق المشهد الواحد خمس دقائق ويستمر الفيلم مابين تناول الطعام، والثرثرة حول الفلسفة الوجودية وسارتر، ينضم الفيلم كما يراه بعض النقاد إلى مصاف أي فيلم «بورنو» الى جانب ان الفيلم يبدو طويلا ، ويمكن اختصاره إلى النصف و الحوار ساذج ومتكرر .وربما تلك الفضيحة تم معالجتها بمنح الجائزة الكبرى إلى فيلم Inside Llewyn Davis اخراج الاخوين كوين ويدور في ستينات القرن الماضي .بطولة أوسكار إيزاك ، مع كاري موليجان ، وجاستين تمبرليك ، ويدور حول الوضع المتغير لشباب الستينات ، الأكثر ثورية مما قبلهم ، وذلك من خلال أجواء الموسيقى وتطورها في تلك الفترة .ويقتطع الفيلم جانباً من حياة الموسيقي «ديف فان رونك» ، الذي كان جزءا من ذاكرة تلك الفترة ، بينما يلعب تمبرليك وموليجان دوري زوجين ، يقدمان موسيقى منافسة لرونك الفيلم يختلط فيه الجد بالهزل، وهو نوع من الكوميديا السوداء، لكن أبرز ما فيه أنه يرسخ رؤية الأخوين كوين للعالم.. لأمريكا.. للبشر الذين قد نراهم جميعا شديدي الغرابة والتطرف في سلوكياتهم ومواقفهم ، وكأن العالم كله قد تحول إلى مصحة عقلية يلعب فيه البشر أدوارا معروفة من قبل .. و يدورالفيلم ما بين نيويورك وشيكاغو. وفاز بجائزة أفضل ممثل بروس ديرن عن دوره في الفيلم الأمريكي «نبراسكا» للمخرج المميز ألكسندر باين الذى إستخدم الأبيض والأسود في تصوير فيلمه، وقام الممثل الكبير بروس ديرن بدور وودي، وهو رجل مسن، يعتقد أنه ربح جائزة مالية تبلغ مليون دولار من إحدى شركات الدعاية والترويج لمجلة من المجلات، في حين أنه وقع ضحية لسوء الفهم، فهو لم يفز بالجائزة فعلا، وهي الحقيقة التي يظل ابنه الشاب «ديفيد» ، يذكره بها طيلة الوقت ولكن دون جدوى، فالرجل الذي له تاريخ في إدمان الشراب، يتشبث بالفكرة، بذلك الحلم الكبير بالحصول على مليون دولار رغم أنه في أواخر العمر، ينتظر في أي لحظة الموت. ويفسر لنا لماذا سيفعل بالمليون دولار... سيشتري عربة نصف نقل جديدة وجهاز ضغط هواء كهربائي، ويترك باقي المال لولديه. هذا ما يقوله لابنه ديفيد قرب نهاية الفيلم..ويقول بروس ديرن بخصوص تعامل المخرج مع الممثلين:هناك فرق بين أن تطلب من الممثل شيئا وبين أن تعطيه أمرا. فهو يشاهد جيدا مختلف اللقطات ويطلب تطويرها. إنه ليس هيتشكوكيا. قال لي هيتشكوك في أحد الأيام:»أحضرتك إلى هنا لكي تمتعني. لدي خمسة عشر مشهدا كاملا ولكنها ليست ممتعة». أما أليكسندر بايان يدعمنا ولديه طاقم متكامل يجعلك تعمل بارتياح. وليس لدينا شعور بالمجازفة وذهبت جائزة الإخراج للمخرج مات إيسكالانت عن فيلم Heli.يقول آمات إيسكالانت بشأن موضوعة الفيلم : لا يهدف الفيلم إلى تدمير السياحة في المكسيك. فواقع المكسيك هو أسوأ بكثير مما يقدمه الفيلم. إنني أردت تحليل العنف من خلال وضعه في سياقه وليس إظهاره فقط... أي الاشارة إلى وجود أشخاص يثيرون العنف وآخرون هم شهود عليه. أردت تقديم هذا العنف كما هو وتصويره بطريقة جديدة لإثارة اهتمام الناس. وجائزة أفضل ممثلة لرنيس بنيجنعن فيلم الماضى من إخراج.أصغر فرهادى قد أجادت النجمة الفرنسية «برينيس بيجو» والتي شاهدناها بدور البطولة في فيلم (الفنان)- بأداء دورها المركب والصعب ويروي الفيلم الجديد قصة المواطن الإيراني أحمد ورحلة العذاب التي يقوم بها من طهران الى باريس لاستكمال إجراءات طلاقه من زوجته الفرنسية السابقة ماري، وخلال هذه الزيارة القصيرة تتسارع الأحداث أمام عينيه هي في الحقيقة من تداعيات طلاقه من ماري الفرنسية الطامحة للتغيير بأي ثمن حيث يكتشف أحمد تدهور العلاقة بين زوجته السابقة وابنتها الكبيرة لوسيا - من زوج سابق، بالإضافة الى ارتباط زوجته السابقة برجل جديد، تعاني زوجته سكرات الموت بعد أن دخلت في غيبوبة. وكما كان متوقع مُنحت جائزة أفضل سيناريو لجيا زانجكي ، لفيلم.»المس الخطيئة» يصور جيا زانجي الصين المعاصرة من خلال أربع شخصيات متداخلة من أربع مناطق مختلفة واجهت عدم المساواة والفوارق المتزايدة وتطلعات جديدة للديمقراطية والحرية. تلك الشخصيات هى قاصر ساخط على الفساد,ورجل أُجبر على الهجرة إلى منطقة ثانية من أجل إيجاد عمل, ومضيفة تتعرض لمضايقات من عميلها, وعامل يعمل في ظروف متردية. لا يعرف بعضهم بعضاً ولكنهم سيكملون إلى النهاية وسيقومون بارتكاب ما لا يمكن إصلاحه.إن فيلم (ملامسة الخطيئة) مستوحى من أربعة أحداث عنيفة للغاية، ما يسميه الصينيون ب )الفاجعات) التي تغطي عادة الصفحات الأولى لوسائل الإعلام. وكما كانت عادته، عمل المخرج على مزج الخيال بالوثائقي. لقد تقصى عن هذه الأحداث وذهب إلى المكان الذى حدثت به الاحداث وسأل الناس. كما عمل مع العديد من الممثلين غير المحترفين وصور واقع الصينيين في المناطق القروية وفي المدن حيث تتواجد ، واستوحى جيا زانجي من الرواية الصينية للاوبرا الكلاسيكية وأفلام فنون الدفاع عن النفس( wuxia pan)، حيث إن موضوعها الرئيسي هو مواجهة الفرد للظلم. كما ان العنوان باللغة الانجليزية (A Touch of Sin ) والمخرج يدشن لحقبة جديدة في أفلامه حيث إن حكمه أصبح اكثر مرارةً، . ويجعلنا نتعرف على الحدث بمنتهى العنف وجائزة لجنة التحكيم للفيلم اليابانى للمخرج «كور-إيدا» (الابن مثل ابيه)والفيلم عبارة عن رؤية شخصية حول معنى الأبوة من خلال عائلة يابانية كباقي العائلات. ، مكونة من زوج وزوجة بورجوازيين يكتشفان أن الطفل الذى ربياه ليس ابنهما البيولوجي بل تم استبداله عند ولادته بطفل عائلة أخرى وان ابنهما الحقيقى ترعرع في أوساط متواضعة.ولقد استفاد المخرج الشاب من أبوته الجديدة لمعالجة مسألة نقل المشاعر الابوية. فيقول : «عند ولادة ابنتي قبل خمسة أعوام، تساءلت كثيراً عن الوقت الذي يصبح فيه الأب أباً. هل تقاسم الدم يجعل من الرجل أباً أو أنه الوقت الذي يقضيه الأب مع ولده الذي يجعله كذلك؟»..