مرة أخري أثبت الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، فقد سجل شيخ الأزهر موقفا جديدا يضاف الي سجله الناصع عندما طالب وزارة الخارجية باستدعاء السفير الإسرائيلي لإبلاغه استهجان الأزهر الشريف للاستفزاز المتصاعد من جانب الصهاينة بدءا من الاعتداء علي السيادة السورية، ثم القبض علي مفتي القدس، ومطالبته بإبلاغ حكومته بضرورة التوقف فورا عن مثل هذه الممارسات، مع الإفراج عن مفتي القدس فورا باعتباره رمزا للمسلمين هناك. علماء الأزهر أعربوا عن امتنانهم واعتزازهم بموقف الإمام الأكبر أحمد الطيب، وأكدوا أن الأزهر الشريف منذ الثورة له مواقفه المؤثرة في القضايا العربية والعمل علي لم الشمل والتحرك في الشأن العربي والمصري الداخلي، وأشاروا الي أنه في الوقت الذي وقف العالم فيه يشاهد أبلغ الانتهاكات الإنسانية والدينية التي طالت القدس، ووصلت الي اعتقال الشيخ محمد حسين مفتي دولة فلسطين، والاعتداءات الصارخة علي سوريا تحركت المؤسسة العريقة ذات القوة الناعمة وبلا أجهزة تنفيذية ووقفت الدول والمؤسسات الدولية مكتوفة الأيدي. الدكتور حامد أبوطالب عميد كلية الشريعة الأسبق اعتبر تصرف الأزهر هو تسجيل موقف العزة والكرامة، مؤكدا أن الأزهر لا يمتلك قوة تنفيذية يفعلها في قضية القدس، تدخل بهذا الشكل لكي يضع كل من له سلطة تنفيذية أمام مسئوليته تجاه القضية الفلسطينية كلها وتجاه الاحتلال. وأشار إلي أن القدس هو رمز كبير من رموز الإسلام له مكانة ومنزلة عظيمة، فلا يصح أن تنتهك ولا يصح أن تهان والقيادات والزعامات التي تقوم علي الأقصى لها نفس المكانة وإهانتها تعد إهانة لجموع المسلمين. وطالب الدكتور حامد المسلمين بالتوحد ضد هذه الهجمات الهمجية علي الأقصى وضد كل انحراف وأن يتحملوا مسئوليتهم تجاه المقدسات الإسلامية التي لها مكانة ومنزلة. فيما أكد الدكتور محمد الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن موقف الأزهر هو أن يدق ناقوس الخطر للدول العربية والإسلامية والعالم ككل حول ما آلت إليه القضية الفلسطينية وما تعانيه من انتهاك إنساني وديني، وأن الأزهر خطى خطوة كبيرة ذات قيمة وطلب من الخارجية ذات الصفة التحرك لردع هذا التصرف المتطرف الهمجي الذي هو ضد ميثاق الأممالمتحدة ويحث الدول العربية للقيام بواجبها واستشعار دورها. وقال الجندى إن اعتقال مفتي القدس جريمة ضد الإنسانية، خاصة أنه يمارس عمله ويدافع عن المسجد الأقصى في وطنه المحتل. مشيراً إلي أن صمت الدول العربية لافت للنظر وغير لائق شكلياً في مواجهة دولة تتوسع كل يوم ولا تتوقف عن إضافة عدوان كل يوم. وأكد عبدالغني هندى، منسق الحملة الشعبية لاستقلال الأزهر أن مؤسسة الأزهر الشريف تحظي بأهمية كبيرة في جميع دول العالم نظراً لقيمة هذا الصرح العظيم الذي يمثل الإسلام الوسطي السمح، مشيراً إلي أن الأزهر الشريف يمتلك القوة الناعمة لكي يأخذ بعض المواقف في خدمة وعودة المصلحة الوطنية والعربية والإسلامية. وأضاف أن دور الأزهر لا يقتصر علي القضايا الداخلية فقد، بل يمتد دوره إلي دول العالم الإسلامي أجمع، وأن مواقف الأزهر بالنسبة للقضية الفلسطينية معروف منذ القدم، مشيراً إلى موقف الأزهر الواضح تجاه بناء الجدار العازل أثناء حكم الرئيس السابق ورفضه لهذا الجدار وما يمكن أن يسببه من ظلم للشعب الفلسطينى. كان قد طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وزير الخارجية محمد كامل عمرو باستدعاء السفير الإسرائيلي علي وجه السرعة، لإبلاغه استهجان الأزهر الشريف للاستفزاز المتصاعد من جانب الصهاينة بدءاً من الاعتداء علي السيادة السورية، ثم القبض علي مفتي القدس، ومطالبته بإبلاغ حكومته بضرورة التوقف فوراً عن مثل هذه الممارسات، مع الإفراج عن مفتي القدس فوراً، باعتباره رمزاً للمسلمين هناك. وكان الإمام الأكبر قد أدان ما أقدمت عليه المخابرات الصهيونية من اعتقال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، بعد مداهمة منزله في منطقة جبل المكبر في القدس وذلك بالتزامن مع اقتحام بعض العصابات الصهيونية للمسجد الأقصي ومنع دخول طالبات حلقات العلم الي المسجد، وإعاقة دخول المصلين من خلال فرض إجراءات مشددة، واحتجاز بطاقات المصلين الي حين خروجهم من المسجد. وأكد فضيلته أن هذا العمل من شأنه أن يؤجج نار الصراع في المنطقة ويدفع بها الي مزيد من الأزمات التي تعرقل مسيرة السلام، وينذر بعواقب وخيمة وأهاب فضيلة الإمام الأكبر بالحكام العرب والمسلمين وهيئة الأممالمتحدة والمؤسسات الدولية لحقوق الإنسان سرعة التدخل لوقف هذه الانتهاكات وعدم استفزاز مشاعر المسلمين في العالم.