فعلاً ما يحدث يعد حماقة سياسية بكل السبل والمقاييس، الذى يقوم به الرئيس محمد مرسى، لا يعدو سوى مهزلة، عندما يبقى على الدكتور هشام قنديل رئيساً للحكومة ويكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة التى غالباً لن يحدث بها تغيير سوى لعشرة وزراء فقط!!. الذى فعله الرئيس هو نوع من الضحك على الناس، ومحاولة يائسة منه لامتصاص غضب الجماهير الثائرة ضد الحكومة وضده شخصياً.. كان الأجدر بالرئيس أن يكلف شخصية أخرى بتشكيل الحكومة بدلاً من هذا الترقيع السياسى إن جاز التعبير.. لماذا يصر الرئيس وجماعته على بقاء قنديل؟!.. «الجماعة» لن تجد خيراً منه فى هذا التوقيت لخدمة مصالحها، والتمسك بقنديل بات لدي الرئيس جماعته ضرورة، وهل سيجدون رجلاً يقوم بالسمع والطاعة ينفذ التعليمات بالكامل أكثر من هذا؟!.. إنه خير من يقوم بالمهمة التى تريد «الجماعة» تنفيذها خلال المرحلة القادمة التى ستجرى خلالها الانتخابات البرلمانية، فالحكومة الضعيفة هنا ستقوم باللعب فى الانتخابات لصالح الإخوان، أو على الأقل ستتمكن الجماعة من التزوير كما تشاء فى محاولات مستميتة منها لحصد أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان القادم. الذى فعله الرئيس مرسى بشأن تكليف قنديل بتشكيل الحكومة هو بمثابة ذر الرماد فى عيون الشعب المصرى الذى يطالب وبإصرار شديد بإقالة حكومة قنديل بالكامل وطبعاً على رأسها قنديل نفسه، أما ما يحدث الآن فهو أشبه بالتهريج السياسى لأن «مرسى» بما يفعله عندما يصر على أن يركب رأسه ويواصل العناد مع الشعب.. الرئيس وجماعته يمضيان فى طريق والشعب المصرى بأسره فى طريق آخر.. مطلبان رئيسيان من الرئيس يجب أن ينفذهما على الفور والحال وهما إقالة قنديل والنائب العام طلعت عبدالله.. ومن إقالتهما هنا يبدأ الشعب المصرى مرحلة أخرى تأتى على رأسها ضرورة تشكيل حكومة وطنية. الحكومة الوطنية فى هذه المرحلة هى الضرورة الملحة أما عملية الترقيع التى تتم الآن من تغييرات وزارية فهى مسكنات للشعب تضره أكثر مما تنفعه.. لو أن الرئيس يريد خيراً للشعب المصرى كما يزعم فلابد أن تكون هناك حكومة إنقاذ وطنى تنتشل البلاد من هذه الكوارث التى حلت على رؤوس البلاد والعباد.. أما عمليات الترقيع التى تحدث فهى مقصودة من الرئيس والجماعة بهدف إلهاء الشعب وخداعه بأن هناك استجابة لمطالبه.. حكومة الإنقاذ هى الوحيدة القادرة على العبور بالبلاد إلى بر الأمان. وما دون ذلك يعد تهريجاً سياسياً.. والإصرار على استمرار «قنديل» يعنى أن الرئيس وجماعته بدأوا تزوير الانتخابات البرلمانية مبكراً فحكومة قنديل تعنى سيطرة إخوانية كاملة على الإدارة المحلية التى سيكون لها الدور الفاعل فى التزوير.. هى نفس سياسة الحزب الوطنى القديم بل إن ما تفعله الجماعة فاق بكثير ما فعلته حكومات الحزب الوطنى المنحل.