قتل ستة أشخاص الجمعة بينهم أربعة أطفال في قصف للقوات النظامية على أحد أحياء حلب كبرى مدن شمال سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. في غضون ذلك، أفاد المرصد والإعلام الرسمي السوري عن اغتيال مسؤول حكومي ليلة الخميس في حي راق في غرب دمشق التي يشهد محيطها اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين وقوات نظام الرئيس بشار الأسد. وقال المرصد في بريد الكتروني:" استشهد ستة مواطنين هم أربعة اطفال ورجلان نتيجة قصف القوات النظامية لحي السكري" الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في جنوب حلب. وأشار المرصد إلى أن الأطفال الأربعة لم يتجاوزوا العاشرة من العمر. وبقيت حلب التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، مدة طويلة في منأى عن النزاع السوري المستمر منذ عامين، لكنها تشهد معارك يومية منذ تسعة أشهر، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على إحيائها. في دمشق، أفاد المرصد أن مجموعة مسلحة " اغتالت ليلة الخميس علي بلان مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية وعضو لجنه الإغاثة في سوريا وذلك خلال اقتحام مطعم في حي المزة في دمشق وإطلاق الرصاص عليه". من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا):" إن إرهابيين أطلقوا النار على بلان خلال تواجده في أحد المطاعم بالمنطقة؛ مما أدى إلى استشهاده"، معتبرة أن العملية تأتي في سياق "استهداف الكوادر والكفاءات الوطنية". ويستخدم نظام الرئيس بشار الأسد والإعلام الرسمي عبارة "إرهابيين" للإشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ عامين. ويعد حي المزة من المناطق الراقية في العاصمة السورية، ويشهد تدابير أمنية مشددة خصوصا وأنه يضم عددًا من السفارات والمباني الحكومية ومراكز أمنية. وفي محيط دمشق، أفاد المرصد الجمعة عن سقوط ستة مقاتلين معارضين في "اشتباكات عنيفة تدور منذ ساعات" في مدينة معضمية الشام جنوب غرب العاصمة. كما تشهد مدينة داريا المجاورة، والتي تحاول القوات النظامية منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة عليها، اشتباكات متزامنة مع قصف، بحسب المرصد. وتقوم القوات النظامية منذ أسابيع باستهداف معاقل للمعارضة في محيط دمشق، يتخذونها قواعد خلفية للهجوم نحو العاصمة، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز نظام الرئيس الأسد الذي أكد في حديث تلفزيوني الأربعاء على أن لا خيار له إلا "الانتصار" في النزاع وإلا فإن "سوريا ستنتهي". في محافظة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط مطار دير الزور العسكري"، مشيرا إلى أن الكتائب المقاتلة "قامت بقصف المطار بصواريخ محلية الصنع". ويعتمد النظام السوري على سلاح الجو الذي يمثل نقطة تفوق أساسية له في مواجهة المقاتلين الذين يعانون من نقص في السلاح النوعي. وأدت أعمال العنف الجمعة إلى مقتل 24 شخصًا في حصيلة أولية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا، ويقول:" إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا".