حالة من الاستياء الشديد يعيشها الكاتب الكبير مجدي صابر حزناً علي أحداث الكاتدرائية والخصوص، ويري أن مصر لم تعد بلدنا. وقال "صابر": لم يخطر علي بال بشر أن يحدث في المباني المقدسة ما يحدث الآن، فلنتخيل إذا تجمع الأقباط أمام الأزهر والشرطة ضربوهم بالمولوتوف، ما حدث أمام الكاتدرائية هو انتهاك لكرامة الشعب المصرى بالكامل وليس للأقباط فقط، فمشهد الشرطة مع البلطجية يضربون من يشيعون الجنازات أمر مخزٍ، شعرت بحالة ذهول أن تهين الشرطة قداسة القداس، فلو سارت جنازة في الشارع الجميع يقف احتراماً وتقديراً لمهابة الموت لكن للأسف ما يحدث فوق الخيال واستمرار الضرب أمر أكثر خزياً. وأشار صابر إلى أن الكاتدرائية هي رمز للديانة المسيحية ليس في مصر فقط لأن بابا الإسكندرية هو بابا الأقباط في دول عديدة، لذا لا أتخيل أن الكاتدرائية تقذف بالطوب والحجارة في ظل حمل الجسامين، والشرطة واقفة تساعد البلطجية، فلنفترض إذا كان البلطجية فلولاً أو طرفاً ثالثاً فماذا عن موقف الشرطة التي تضرب بالقنابل المسيلة للدموع والخرطوش. وتعجب صابر قائلاً: إسرائيل لم تتعامل مع المقدسات بهذا الشكل فهي تحترم الفلسطينيين عندما يدخلون الكنيسة، حتي الشرطة تحمي السفارة الإسرائيلية وتضرب الكاتدرائية باعتبار أن الأقباط أعداء هذا الوطن، والغريب أن الرئيس يتابع الموقف حسب البيان الذي أصدره، ما يسيطر علي أن مصر لم تعد وطنى ما يحدث بعيداً عن وطني الذي عشت فيه، القائمون في هذا الوطن يساعدون علي تأجيج الفتنة الطائفية وهذا هدفهم ومعلن مثلما أرادوا أن يتنازلوا عن حلايب وشلاتين وسيناء، من الواضح أنهم ركزوا في التخلص من الأقباط، وهذا ما يفسر أسباب هجرة الأقباط. واختتم حديثه قائلاً: ما حدث مع الأقباط لحظة فارقة في تاريخ مصر لا يمكن محوها ولا نسيانها تحت أي ظرف لم يعد في مصر من يحترم الدين أو الملة أو الوطن، كل من يملك ضميراً في مصر لابد أن يعلم ذلك.