رأى الكاتب السياسي الإسرائيلي "عومر دوستري" في مقال نشره موقع "نيوز وان" العبري أنه في أعقاب "الربيع العربي" هناك دولتين مهمتين جداً لإسرائيل من بين القطب اليساري السني شهدتا تغيرات كبيرة، الأولى بشكل إيجابي لإسرائيل والثانية بشكل أقل إيجابية سواء بسبب السلوكيات أو تغير النظام وهما "مصر وتركيا". وأضاف أنه رغم أن السنة مازالت تحكم مصر إلا أنهم الآن من جماعة الإخوان المسلمين التي تزعم أنها تحاول "إرساء نظام حكم ديمقراطي إسلامي"، مشيراً إلى أن إسرائيل ترى من البداية محاولات الرئيس المصري "محمد مرسي" لتغيير مصر جذرياً، مؤكداً أن مرسي لم يتعلم من أردوغان كيف يقوم بالخطوات اللازمة والانتظار بضع سنين وبناء النظام الإسلامي تدريجياً. وأضاف الكاتب أن مرسي الجائع لا يطيق الانتظار - على حد تعبيره. وتابع الكاتب بأنه حتى الآن مازال التعاون الأمني جيداً بين مصر وإسرائيل بفضل الدوائر العلمانية بالجيش المصري، مشيراً إلى أن الجانبين نجحا في التوصل إلى تفاهمات استراتيجية فيما يتعلق بقطاع غزة في أعقاب عملية "عمود السحاب"، ومؤكداً أن مصر في حاجة ماسة لأموال المعونة الأمريكية التي تلزمها بالاستمرار في احترام اتفاقية السلام مع إسرائيل. وفيما يتعلق بالدولة المهمة الثانية لإسرائيل "تركيا"، أكد الكاتب أن التغيرات التي طرأت عليها سببها أردوغان الطامح لإعادة الخلافة العثمانية والظهور ك "أبو المسلمين"، إلا أنه أكد على الرغم من كل ذلك على ضرورة استقطاب المحور السني المعتدل، وعلى رأسه تركيا ومصر والأردن، للتصدي لخطر المد الشيعي بالمنطقة. ورأى أنه يتعين على إسرائيل مواصلة دعم العلاقات مع الدول السنية، بما في ذلك الدول التي شهدت ثورات، ومحاولة الحفاظ على المصالح السنية في دولة مثل الأردن لأن المصلحة الإسرائيلية العليا تستلزم الحفاظ على الوضع السياسي الراهن في الدول السنية وعلى رأسها المملكة الأردنية الهاشمية. وقال "دوستري": تخيلوا أن الشرق الأوسط يتكون من نصف هلال ينقسم حسب التركيبة الإسلامية العامة بالمنطقة إلى سنة وشيعة، وهؤلاء القطبان يتم ترتيبهما وتصنيفهما وفقاً للأيديولوجية والتأثير ومدى العقلانية الإسلامية. وأضاف أن إسرائيل موجودة في منتصف هذا الهلال رغماً عنها، مشيراً إلى أن القطب اليميني لهذا الهلال إسلامي شيعي ويبدأ بالحركات المتطرفة في العراق وحزب الله في لبنان وإيران وسوريا، فيما يتكون القطب اليساري السني من جبهة النصرة السورية وتنظيم القاعدة والجهاد الإسلامي وحركة حماس (التي خرجت من رحم الإخوان المسلمين) ومصر وقطر وتركيا (التي تخضع حالياً لسيطرة فكر الإخوان المسلمين) والمملكة العربية السعودية والأردن. وتابع الكاتب أن الخريطة الحالية يجرى تحديثها وفقاً للثورات في العالم العربي، لكن حتى قبل الثورات في الشارع العربي أقامت إسرائيل علاقات أمنية وثيقة ومهمة مع الأردن ومصر وتركيا (وكذلك مع قطر والسعودية من تحت الطاولة)، مؤكداً أن إسرائيل كانت ومازالت مع العالم السني وضد المحور الشيعي المدعوم من إيران.