«هيئة» لا أعرف ما الجهة التي رخصت بها نشرت «الوفد» أمس بيانا لها مرقما برقم 13 - أي سبق لهذه الهيئة إصدار بيانات مسلسلة!، في السويس!، والهيئة تحمل اسم «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»!، لكن الذي يدعو للدهشة أن يؤكد البيان في متنه ما ينطوي علي «التهديد العام» لكل من يخالف شرع الله!، بعد احتفال الهيئة بانتهائها من تطبيق المرحلة الأولي في القضاء علي أماكن الفحشاء والفساد والرذيلة»!، ويعد البيان الذي وزع علي المصلين عقب انتهاء صلاة الفجر يوم الأحد الماضي في مسجد النبي موسي بأن الهيئة تجهز للإعلان عن المرحلة الثانية للقضاء علي ما سماه البيان «أوكار الشيطان»!، ويوضح البيان أن «جماعة الهيئة» حريصة علي استكمال مشوار «الحق والجهاد في سبيل الله لمكافحة» انتشار أماكن بيع وتقديم الخمور في أوكار الشيطان، في تحذير إلي المحلات والفنادق - أماكن السكر والعربدة - التي رصدتها الجماعة «المجاهدة» في مناطق السويس ببورتوفيق وشارع الجيش وحي الكويت والعين السخنة!، وقد أمهل التحذير الذي حمله البيان الذين يديرون هذه المحلات والفنادق بضرورة التوقف عن تقديم الخمور وإمهالهم فرصة للتوبة والعودة إلي الله، وفي غلظة طالب البيان من سماهم بالنصاري من هؤلاء بالالتزام بتعاليم الدين الإسلامي في البلد الإسلامي الذي يعيشون فيه أو الرحيل!، وتطبيق فجرهم في بلد آخر، وتهديد البيان لهم في حالة عدم التزامهم بتطبيق الجزاء بما لا يخالف شرع الله!، وأشار البيان إلي أن المرحلة الثانية من عمل الجماعة ستبدأ في الانطلاق لتحقيق ذلك، بعد انتصار «الجماعة» علي أماكن الفحشاء والفساد والرذيلة المنتشرة في الأماكن العامة من حدائق منتشرة في السويس، وذلك بعون الله وإخلاص «فرق الإسلام الخمس» الذين يسهرون ليلا ونهاراً في الشارع لمكافحة الفساد وتطبيق شرع الله!. ثم يؤكد البيان أن أعضاء جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسويس، قد وفقهم الله في رصد أماكن وبيوت الدعارة في المدن الجديدةبالسويس، وستبدأ الجماعة حملتها بمداهمتها خلال الأيام المقبلة لتطبيق شرع الله فيهم بالجلد أو الرجم، وأعضاء الجماعة - طبقا للبيان - قد تزايدت أعدادهم بشكل كبير ليقفوا بالمرصاد لكل كافر وكافرة حتي يعم الإسلام كل مكان، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو وظيفة الرسل وأتباعهم، وسهمان من سهام الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعان من أنواع الجهاد، والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هم خير الناس!. ومن يقرأ هذا البيان رقم 13 لن يداخله أي شك في غياب أي سلطة مختصة من سلطات الدولة في السويس!، إذ كيف يطبع هذا البيان ويوزع علي جمهور المصلين في السويس، دون أن تبادر أي سلطة أمنية أو سياسية بالتحقيق مع حملته وموزعيه، وكذا في موضوع انتحال هذه الجماعة لمسمي «هيئة» المفترض أن القانون ينظم انشاء هذه الكيانات بترخيص قانوني!، ثم ألم تشعر السلطات المعنية في السويس بالقلق والانزعاج من ممارسات هذه الجماعة التي لا تخرج عن اغتصاب سلطات أصيلة لهذه الجهات التي لست في حاجة إلي تحديدها!، ولمن تكون المراقبة للأماكن، ومداهمتها، واعتبارها «أوكار الشيطان والدعارة والرذيلة»، لتتولي «الجماعة» اقامة «حدود» هي من أعمال ولاية سلطات حددها القانون، وما حددته عبارات البيان ينطوي في علانية ووضوح علي أن هناك عدوانا واضحا مارسته الجماعة.. بالفعل علي هذه الولاية المخولة لسلطات بعينها وعلي سبيل الحصر حددها القانون!، وهل تجاهلت السلطات المعنية في السويس ما حدث هناك منذ شهور، عندما لقي شاب مصرعه أمام خطيبته عندما تحرش بها اثنان من «مجاهدي الجماعة» بدعوي أن الخطيبة لا ترتدي ملابس لائقة!، وكان هذا محل تحقيقات ومحاكمة عوقب بعدها الجناة بعقاب رادع!، وما الذي تنتظره السلطات القانونية في السويس حتي تقدم علي إحباط مثل هذه التشكيلات التي لا ترعي قانونا ولا تعبأ بأي سلطة!، والبيان يحفل بتهديد الكافة وتحذيرهم!، اما الامتثال لما تريده «الجماعة» أو تنكيل وجلد ورجم!، وهل السويس مازالت بنشوء مثل هذه «الجماعة» من محافظات مصر!.