استنكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قيام يهود الولاياتالمتحدة بإدخال تقليعات جديدة على احتفالات عيد الفصح اليهودي، بما يخالف تعاليم الشريعة اليهودية. وتحت عنوان "الأمريكان اتجننوا: وقفة العيد للرجال فقط"، أكدت صحيفة "معاريف" أن يهود الولاياتالمتحدة يقيمون احتفالات غريبة للعيد من إقامة طقوس العيد بدون شرب الخمر للمقلعين عن تناول الكحول أو ليلة فصح للرجال فقط وبدون نساء، أو إقامة ليلة الفصح على شاطئ البحر، مشيراً إلى أن تلك المخالفات تحدث فقط في أمريكا. والمعروف أن الاحتفالات في إسرائيل مختلفة تماماً عن ذلك، ولها شقان الأول يقع على الأخوة الفلسطينيين بحظر التجوال والحركة والإجراءات الأمنية المشددة لكي ينعم اليهود بالهدوء، والثاني خاص بطبيعة الاحتفالات. وفيما يتعلق بالشق الأول، ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "ريشيت ب" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت طوقًا أمنيًا على المناطق الفلسطينية اعتبارًا من منتصف الليلة الماضية حتى منتصف ليلة الثلاثاء- الأربعاء المقبلة بمناسبة حلول عيد الفصح اليهودي، حيث لن يسمح للفلسطينيين بدخول إسرائيل إلا في الحالات الإنسانية الطارئة وبعد الحصول على تصريح من الإدارة المدنية. وبخصوص للشق الثاني، تجدر الإشارة إلى أن عيد الفصح اليهودي هو أحد الأعياد الرئيسية في اليهودية، ويحتفل به لمدة 7 أيام لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية كما يوصف في سفر الخروج. وبحسب الشريعة اليهودية يكون اليوم الأول واليوم الآخر من العيد يومي عطلة يحظر فيهما القيام بأي عمل، أما الأيام الخمسة بينهما فيوصى بها الاستراحة دون حظر كامل على العمل. أبرز العادات والتقاليد التي يقوم بها اليهود في ذلك العيد مأخوذة من التوراة والتفاسير التي أضيفت إليها عبر العقود، وعلى رأسها الامتناع عن أكل الخبز أو أي طعام مصنوع من العجين المختمر، وبدلاً من الخبز يؤكل الفطير غير المختمر المختبز للعيد بشكل خاص، ويسمى هذا الفطير ب"ماتْساه" والسبب في ذلك هو استعجال بني إسرائيل عند خروجهم من مصر حيث لم يتمكنوا من الانتظار لتخمر العجين عندما أعدوا مؤونتهم، وبناء عليه يتعين على كل يهودي التخلص من كل المأكولات المصنوعة من عجين مختمر قبل حلول العيد وأن يقوم بحرق ما يبقى من هذه المأكولات في طقس يقوم به عشية العيد. هذا ويتحايل اليهود الآن على تلك الشريعة بسبب تطور وسائل تخزين الطعام، حيث سمح بعض الحاخامات ببيع مخزونات الخبز والخمير التابعين لليهود لغير اليهود على أن يعيد المشترون المخزونات لأصحابها الأصليين بعد العيد، وقد شاعت هذه الحيلة حتى أصبحت من طقوس العيد. وتعرف عشية العيد(الوقفة) باسم "ليل هسيدر"، حيث يجتمع كل أفراد العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي المرافق بصلوات وسلسلة من الطقوس الدينية، وتعرض تفاصيل منهاج الصلوات والطقوس في كتاب خاص يسمى ب "كتاب الهجداه" هو من أكثر الكتب التقليدية انتشاراً لدى اليهود، ويحتوي على نصوص ذات علاقة بالعيد من "التوراة" و"المشناه" و"التلمود" كما يحتوي على صلوات العيد والمزامير مع تعليمات عن الوقت الملائم لقراءة كل منها وطريقة أداء الطقوس المرافقة بالقراءة. ومن أهم الطقوس هو شرب أربع كؤوس من خمر العنب خلال قراءة نصوص ال"هجاداه"، كذلك يغني أصغر أبناء العائلة ترنيمة بعنوان "ما نشتانا"، ويقوم أفراد العائلة في هذه الليلة بطرح أسئلة عن العيد وأجوبة يغنيها جميع أفراد العائلة وهي عبارة عن واجبهم لسرد قصة خروج بني إسرائيل من مصر لأبناء الأجيال القادمة..