اقتربت صافرة انطلاق مباراة الذهاب بين منتخبي مصر والسنغال والتي تقام اليوم الجمعة على ستاد القاهرة الدولي في تمام الساعة التاسعة والنصف ضمن المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022. بينما تقرر موعد إقامة مباراة الإياب يوم الثلاثاء المقبل في تمام الساعة السابعة على ملعب ديامنيديو بالعاصمة السنغالية داكار. ويتعين على الجهاز الفني للفراعنة بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش التحضير جيدًا للمواجهة سواء تطوير الجانب الهجومي خاصة أن المنتخب المصري يحتاج إلى تسجيل هدفين على الأقل في ملعبه أو تدارك الأخطاء التي ظهرت في الحالات الدفاعية خلال المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا أمام السنغال من أجل مواصلة الحفاظ على الشباك نظيفة. وتعد مباراة نهائي كأس أمم أفريقيا أمام أسود التيرانجا جزءًا رئيسيًا من التحضيرات لمباراتي التأهل لكأس العالم عن طريق الاستفادة من إيجابيتها وتدارك سلبيتها من أجل تعزيز الجانب الفني والخططي والتكتيكي. وقال أحمد سيد زيزو لاعب منتخب مصر في تصريحات عبر قناة أون سبورت "لاعبي المنتخب يشاهدون مباراة نهائي أفريقيا كثيرًا من أجل تلاشي السلبيات وتعزيز الإيجابيات". تدارك أخطاء الضغط على لاعبي السنغال كانت أخطاء الضغط على منتخب السنغال أبرز عيوب الفراعنة في نهائي أفريقيا خاصة أن أليو سيسيه المدير الفني لأسود التيرانجا اعتمد على فكرة ذكية أثناء بناء الهجمات من أجل ضرب خطوط ضغط منتخب مصر في الحالة الدفاعية أكثر من مرة. وظهر تكليف المهاجم مصطفي محمد بدور دفاعي في غاية الأهمية خلال مباريات كأس الأمم الأفريقية حيث يلتزم برقابة لاعب الارتكاز الصريح (لاعب الوسط الذي يلعب أمام ثنائي الدفاع) بينما يقوم الجناحين محمد صلاح وعمرو مرموش بإغلاق زوايا ومسارات التمرير على المدافعين. وبالتالي يحتفظ منتخب مصر بثلاثة لاعبين في وسط الملعب لتحقيق الكثافة العددية المطلوبة للدفاع في العمق وعلى الأطراف. لكن أليو سيسيه تعامل بذكاء تكتيكي في نهائي أفريقيا على مستوى تمركز وحركة وسط الملعب أثناء بناء الهجمات بتحرك لاعب الارتكاز الصريح نامباليس ميندي بشكل عرضي أو طولي لسحب مصطفي محمد مع تراجع الارتكاز المساند إدريسا جايفي طريقة 4-3-3 لاستلام الكرة من المدافعين فالأمر كان أشبه بتبادل الأماكن أو المراكز وبالتالي كانت الفكرة بمثابة المفاجأة للمنتخب المصري لم يكن يعرف كيف يضغط بالطريقة المناسبة. تعليق الصورة : ميندي يسحب مصطفي محمد والنني يخرج من منطقة الوسط وراء جاي الذي يتراجع لاستلام الكرة من المدافع وبالتالي تظهر مساحات بين الخطوط يستغلها الجناح الأيسر ساديو ماني في ظل تمركز حمدي فتحي بشكل مائل للتغطية خلف صلاح نفس الفكرة تكررت أكثر من مرة في حالات البناء الهجومي للسنغال حيث نجح خلالها في خلق مشاكل للفراعنة على مستوى الضغط وإغلاق مساحات وسط الملعب. تعليق الصورة : لاحظ هنا أن ميندي قام بسحب مصطفي محمد وفقا لتعليمات مدربه مع تراجع ثنائي الارتكاز المساند مما يخلق مساحات كبيرة بين خطوط مصر لكن مدافع السنغال لم يمرر الكرة فيها. وكانت هذه الفكرة سببًا في الحصول السنغال على ضربة جزاء في نهائي أفريقيا بعد تراجع جاي لاستلام الكرة ثم التمرير على الأطراف للظهير الأيسر ساليو سيس المتحرك في المساحة خلف الدفاع. تعليق الصورة : ضياء السيد المدرب المساعد منزعج من ضرب ضغط الفراعنة بعد تطبيق السنغال لفكرة تراجع الارتكاز المساند أيضا مشكلة أخري واجهت المنتخب المصري في نهائي كأس الأمم الأفريقية وهي عدم إغلاق مسارات التمرير الإيجابي على ثنائي دفاع السنغال وبالتالي إتاحة الفرصة لهم في لعب العديد من التمريرات القطرية على أطراف الملعب والكرات العمودية في العمق خريطة تمريرات ثنائي دفاع السنغال خاليدو كوليبالي وعبد ديالو توضح إرسال الثنائي العديد من التمريرات التقدمية على الأطراف وفي العمق لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يدافع كارلوس كيروش أمام السنغال في مباراة اليوم بالصورة التي تضمن له التماسك ومحاولة تحجيم منافسه. البرتغالي صاحب ال69عاما سيكون أمامه حلين، الأول هو تعديل تمركز الجناحين بحيث يصبح الثنائي صلاح ومرموش أقرب للعمق لإغلاق زوايا التمرير في العمق على كوليبالي وديالو مع توجيه الكرة لمنطقة الأظهرة وفرض الضغط بقوة في هذه المناطق، وهذا ما يفعله صلح مع ليفربول في ظل اللعب بطريقة 4-3-3 التي يعتمد عليها أيضا منتخب مصر. موقع "Number one" المتخصص في التحليلات الفنية يوضح كيف يضغط ليفربول بطريقة 4-3-3 خاصة أمام منافس يلعب بنفس الطريقة (السنغال تعتمد على 4-3-3). الحل الثاني هو أن يأخر كارلوس كيروش خطوط الضغط للخلف بالتمركز في وسط ملعبه بالشكل 4-4-1-1 للتركيز بشكل أكبر على حماية المساحات بدلا من الضغط لمنع ماني من الاستلام بين الخطوط وكذلك عدم تحرك هجوم السنغال في المساحات خلف الدفاع والتي من الممكن يمرر أن يستغلها أسود التيرانجا في ظل امتلاك السرعات إذا قرر الفراعنة الضغط في وسط ملعب منافسه. أفكار لحل مشاكل الحالة الهجومية ظهرت مشاكل المنتخب المصري في الخروج بالكرة وتطوير الهجمة خلال مباريات كأس الأمم الأفريقية خاصة في الأدوار الإقصائية حيث أن كارلوس كيروش يهتم أولا بالتنظيم الدفاعي. قد يلجأ كيروش لمشاركة إمام عاشور كمفاجأة في التشكيلة الأساسية أمام أسود التيرانجا على حساب محمد النني خاصة أن لاعب وسط الزمالك يتمتع بالقدرة على إرسال الكرات الطويلة في المساحات والتمريرات القطرية على الجبهة اليمنى للجناح محمد صلاح أوالتحرك في المناطق الهجومية بين الخطوط في عمق وسط لملعب لفتح خيارات للتمرير في هذه المنقطة هو ما يحتاجه المنتخب في بناء الهجمات ومحاولة تطويرها قد يقرر كيروش مشاركة أحمد سيد زيزو منذ البداية في وسط الملعب في تركيبة الثلاثي الوسط مع تحوله إلى جناح أيمن في الحالة الهجومية وتحرك صلاح للعمق كمهاجم ثاني وصانع ألعاب لاستلام الكرات بين الخطوط للقيام بعملية الربط بين الوسط والهجوم وتعتبر طريقة 4-4-2 هذه الخطة البديلة للبرتغالي كيروش الذي اعتمد عليها في كأس الأمم الأفريقية في بعض فترات الشوط الثاني وعلى سبيل المثال مباراتي مصر أمام السنغال ونيجيريا. لكن في جميع الحالات سواء شارك إمام عاشور أو زيزو أو محمد النني فالمدرب البرتغالي يجب أن يعمل كذلك على استغلال قدرات مهاجمه مصطفي محمد بشكل إيجابي باعتباره مهاجم قوي بدنيا وقادر على الفوز بالصراعات الهوائية. لعب الكرات الطويلة على مصطفي محمد دون تمرير الكرة في وسط الملعب كان أحد الحلول التي اعتمد عليها المنتخب المصري في أمم أفريقيا وأمام السنغال في النهائي. لكن المشكلة أن وسط الملعب لا يتقدم للأمام وبالتالي لا يجد مصطفي محمد من يمهد له الكرة لذلك يحاول غالبًا تمرير الكرة برأسه خلف مدافع السنغال وهو تكنيك أصعب من تمريرها لأحد اللاعبين القادمين من وسط الملعب. وعلاج المشكلة هنا يتمثل في تقدم أحد ثنائي الارتكاز المساند لاستقبال الكرة في وسط ملعب السنغال من مصطفي محمد بعد فوزه بالصراع الهوائي أو تحرك محمد صلاح لعمق الملعب أثناء إرسال الكرة الطويلة من الخلف ثم يقوم مهاجم لفراعنة بتمهيد الكرة له من أجل تمريرها على الأطراف سواء لمرموش يسارًا أوعمر كمال يمينًا بعد تقدم للأمام. كما أنه من الأفضل أن يطلب كيروش من مصطفي محمد استقبال الكرات الطويلة أمام المدافع عبد ديالو وليس خاليدو كوليبالي الذي يعد أطول مدافعي المنتخب السنغالي والأقوى في الصراعات الهوائية وهو الأمر الذي قد يسهل نوعا ما من مهمة مهاجم جالطة سراي في كسب الكرة في الهواء هذه الفكرة استخدامها مدرب توتنهام ماوريسيو بوكيتينو خلال مباراة فريقه السابق توتنهام أمام أياكس في دوري أبطال أوروبا عن طريق استبقال فرناندو يورينتي الكرة أمام دالي بيلند الأقل في الصراعات الهوائية من ماتيس دي ليخت المدافع السابق للنادي الهولندي. للمزيد من الأخبار الرياضية ..اضغط هنا