رصدت صحيفة "واشنطن بوست" ما قالت إنها خمس أساطير انتشرت عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتل الأسبوع الماضي، جعلت منه أسطورة كبيرة جدًا، وأحد أهم الشخصيات المؤثرة في العالم ، بدأت منذ هجمات سبتمبر 2001 ، وحتى وفاته الأسبوع الماضي . وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت:"إن هناك عددًا قليلاً من الأشخاص في التاريخ الحديث لهم تأثير كبير على مجريات الأمور في العالم من بينهم أسامة بن لادن الذي نسج حوله الكثير من الحكايات جعلت منه أسطورة بكل ما للكلمة من معنى، وهذه الأساطير الخمسة هي : 1 إن بن لادن كان صنيعة الاستخبارات الأمريكية وقالت الصحيفة:" إنه من بين نظريات المؤامرة فكرة أن بن لادن كان من صنيعة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وأن هجمات 11 سبتمبر 2001، كانت بسبب الوكالة، ومن أبرز من تحدث في هذا الرأي المخرج مايكل مور، الذي قال بعد يوم من الهجمات الإرهابية:" لقد خلقنا الوحش المعروف باسم أسامة بن لادن، حيث ذهب إلى المدرسة الإرهابية؟ في وكالة الاستخبارات المركزية"!. وأضافت:" خلال الحرب السوفييتية في أفغانستان خلال 1980، لم تكن هناك صلات مباشرة بين وكالة المخابرات المركزية والمقاتلين العرب مثل بن لادن، وبدلا من ذلك كانت جميع المساعدات الأمريكية تأتي لأفغانستان عبر باكستان ووكالة المخابرات المشتركة، وكان العميد محمد يوسف ضابط الاستخبارات الذي يقوم بتنسيق الجهود الباكستانية خلال الحرب، قال في كتابه "فخ الدب" الذي صدر عام 1992 :لم يكن المدربون الأمريكيون على اتصال مباشر بالمجاهدين". وهذا ما أكده أيضا أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في سيرته الذاتية المعروفة باسم "فرسان تحت راية النبي":"الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع هي أن الولاياتالمتحدة لم تعط قرشًا واحدًا من المساعدات إلى المجاهدين، وهو نفس ما قاله أبو مصعب السوري في أحد كتبه:"إنها كذبة كبيرة تلك التي قالت إن المجاهدين العرب صنيعة وكالة المخابرات المركزية". 2 بن لادن هاجم أمريكا بسبب حريتها وتوضح الصحيفة أن هذا التعبير كان على لسان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي قاله بعد تسعة أيام من هجمات 11 سبتمبر، وقال بوش في كلمته بالكونجرس"إنهم يكرهون حريتنا .. حريتنا الدينية وحريتنا في التعبير وحريتنا في التصويت وتجمعنا واختلافنا مع بعضنا البعض". ومع ذلك، فإنه خلال عشرات الآلاف من الكلمات التي نطق بها بن لادن لم يتحدث مطلقا عن الحريات والقيم الأمريكية، وتركيز حديثه دائما على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط . وفي استعراض لكلمات بن لادن من الفترة بين 1994 وحتى 2004، وجدت باحثة في العلوم السياسية أن 72 % من محتوى الخطابات يتحدث عن الهجمات الغربية أو اليهودية ضد المسلمين، في حين أن 1 ٪ فقط انتقد الثقافة الأمريكية أو طريقة الحياة. 3 أيديولوجية "القاعدة" لا علاقة لها بالإسلام لقد كان اعتقاد بوش الراسخ بأن تنظيم القاعدة يمثل انحرافا عن الإسلام، واحدا من أعماله الأولى بعد 11 / 9 كان زيارة مسجد في وسط العاصمة واشنطن، لكن أعضاء من تنظيم القاعدة يؤكدون أن جهادهم له علاقة بالدفاع عن ما يعتبرونه الإسلام الحقيقي". 4 أيمن الظواهري، وليس بن لادن، العقل المدبر لتنظيم القاعدة وجهة النظر التقليدية هي أن الظواهري، وهو طبيب مصري والرجل الثاني في تنظيم القاعدة، كان دماغ بن لادن، وهو السبب في التحول الاستراتيجي الأكثر أهمية في تاريخ تنظيم القاعدة وجعل الولاياتالمتحدة عدوها الرئيسي، بدلا من الأنظمة في الشرق الأوسط . وأوضحت الصحيفة أن الظواهري كان السبب في قيام بن لادن بتنحية تركيزه على الإطاحة بالحكومة المصرية. 5 وفاة بن لادن لن يكون لها علاقة بالحرب على الإرهاب وبحسب العديد من المعلقين فإن وفاة بن لادن لن تحدث فارقا كبيرا في الحركة الجهادية، وهناك بعض الحقيقة في ذلك، ولكن تنظيم القاعدة أسسه بن لادن، والعديد من المنضمين الجدد للقاعدة اقسموا الولاء إلى بن لادن، وليس للمنظمة، ومثال على ذلك فإن الجماعات الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة المركزية، ومن بينها تنظيم القاعدة في العراق تعهد في عام 2004 ، بالولاء لبن لادن شخصيا. وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول إن ابن لادن كان واحدًا من عدد قليل من الرجال في العقود الأخيرة الذي أثر حقا في تاريخ العالم، ومع اختفائه من المشهد، ليس هناك أحد في مكانته والكاريزما التي كان يتمتع بها ليصبح ليس فقط زعيما لتنظيم القاعدة، ولكن إلهام للمجموعات التابعة للتنظيم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والحركة الجهادية الأوسع نطاقا حول العالم .