وصف الكاتب الأمريكى "ديفيد اجناتيوس" غزو العراق بأنه واحده من من أكبر الأخطاء الاستراتيجية فى تاريخ أمريكا الحديث؛ قائلاً: "أنا مدين باعتذار للجمهور لأننى أيدت غزو العراق" . قال "اجناتيوس"، فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بعنوان "الدروس القاسية من حرب العراق": " لم نكن نعرف ما إذا كان الوضع سيختلف إذا تم التخطيط له بشكل جيد، أو إذا لم يتم حل الجيش العراقى أو أشياء اخرى كثيرة ولكن الحقيقة الثابتة هى أن أمريكا لم يكن لها أن تدخل الحرب على العراق". لفت الكاتب، فى ذلك السياق، إلى اثنين من التعليقات التى اطلع عليها فيما يتعلق بقرار أمريكا بالحرب على العراق؛ الأول كان من أحد أصدقاءه الشيعة فى لبنان المؤيد لقرار الحرب قال له "يجب على أمريكا أن تكون حازمة بما يكفى لإنهاء ما بدأت"؛ ولكن تبين أن القوة العسكرية الأمريكية لم تكن كافية لفرض الأمن والاستقرار فى العراق، والتعليق الثانى كان من صديق سورى معارض للحرب حيث حذر من أن "أمريكا على وشك اقتراف أكبر خطأ فى تاريخها لأنها لن تُغيّر العراق بل العراق الذى سيغيرها". ذكر أيضاً، من الدروس القاسية هى خطر إيجاد فراغ سياسى عن طريق الإطاحة بديكتاتور، على الرغم من حلم الولاياتالمتحدة باقامة عراق حديثة بعد الاطاحة بصدام حسين؛ ولكن الحلم أصبح كابوساً بعد حل الجيش العراقى غير الطائفى ومعظم مؤسسات الدولة وهو الأمر الذى كانت تعيه فى ذلك الوقت المخابرات المركزية الأمريكية وكان سبب صدامها مع "دونالد رامسفيلد" وزير الدفاع الامريكى الأسبق. تابع قائلاً: " لقد هوى العراق بعد الفراغ السياسى الذى تسببنا فيه وألحق به معظم العالم العربى وهو أحد الأسباب التى جعلت الرئيس الامريكى "باراك أوباما" حريصاً فى تعامله مع سوريا. من ضمن الدروس القاسية التى تعلمتها أمريكا – بحسب الكاتب – هى أهمية الكرامة فى العالم العربى مشيراً إلى أن العراقيين كانوا يحتقرون الرئيس العراقى "صدام حسين" لأنه سلب كرامتهم؛ أما الدرس الأخير هو أهمية المثابرة والاصرار، فقد ارتكب الرئيس الامريكى السابق "جورج بوش" خطأ كارثيا بغزوه العراق ولكنه بذل قصارى جهده – على حد تعبير الكاتب – لتنظيف الفوضى.