ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن غزو العراق قبل عقد من الزمن للإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين يعتبر أحد الأخطاء الإستراتيجية الكبيرة في التاريخ الأمريكي الحديث. وأضافت أن أمريكا لم تستعد بما يكفي لخوض الحرب هناك، وأنها بدلا من أن تقيم نظاما ديمقراطيا أعادت العراق عشرات السنوات إلى الوراء. وأوضحت الصحيفة الأمريكية -في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني الخميس21 مارس، أن أحدا لم يكن يستطيع أن يعلم أن الأمر سيكون مختلفا حتى لو كان هناك تخطيط جيد لمواجهة ما يتوقع حدوثه،مؤكدة أن الأمر الوحيد المؤكد هو أن أمريكا كان يجب عليها ألا تغزو العراق أو تدخل في حرب معه. ورأت الصحيفة أنه بالرغم من حجم القوة العسكرية الأمريكية، فإنه ثبت تماما أنها لا تستطيع فرض تسوية في العراق، حتى أنها لم تستطع إعادة الكهرباء إلى بغداد"،مضيفة بأن واشنطن كانت ضعيفة سياسيا في الداخل لأن جورج دبليو بوش لم يستطع توضيح أسباب غزوه العراق، وأن الشعب لم يكن يفهم ما يقوله بوش. ورصدت الصحيفة بعض الدروس التي ينبغي أن تتعلمها أمريكا من العراق والتي تتمثل في الفراغ السياسي الناجم وتقهقر العراق إلى الوراء عشرات السنوات بالإطاحة بالديكتاتور صدام حسين، وحل الجيش العراقي غير الطائفي وغيره من مؤسسات النظام العلمانية الحديثة،ولم يترك ما فعلته أمريكا في العراق للعراقيين ما يلجؤون إليه إلا هوياتهم المتخلفة القديمة العرقية والقبلية والطائفية. وأضافت الصحيفة بأن الدرس الآخر الذي يجب أن يتعلمه الأمريكيون من غزو العراق هو أهمية الكرامة في العالم العربي، مشيرة إلى أنه رغم حديث الأمريكيين الذي لا ينضب عن الديمقراطية، إلا أنهم حاولوا تدمير الشعور بالكرامة والاستقلال لدى العراقيين. وتابعت الصحيفة قولها "لقد أثبت العالم العربي مرارا وتكرارا من فلسطين إلى بنغازي أن من لا يملكون قوت يومهم مستعدون للموت من أجل الحفاظ على كرامتهم من تغول الأجانب." واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن الدرس الأخير يتمثل في الفائدة من استمرار،حيث برغم من أن بوش قام بخطأ كارثي بغزو العراق عام 2003،إلا أنه حاول أن يبذل قصاى جهده لإزالة الفوضى الناجمة عن هذا الخطأ،وذلك عن طريق التحقق من القتل الطائفي المتصاعد، وزيادة القوات الأمريكية بقيادة بوش والجنرال ديفيد بتريوس ساهم في الحفاظ على الآلاف من أرواح العراقيين،وهذا الأمر الوحيد الجيد الذي قد يكون الأمريكيون قاموا به.