الذين يزعمون أنهم حماة الإسلام ويدّعون أنهم المدافعون عنه، إنما الإسلام منهم ومن على شاكلتهم برئ، فتصرفاتهم وأفعالهم وأقوالهم لا تعرف إلا الحقد وهم يشوهون تعاليمه السمحة ومبادئه السامية التى أنزلها الله لهداية البشر أمثالهم، فهؤلاء الذين خرجوا من جحورهم، تقطر ألسنتهم غلاً وحقدًا وتطاولاً على خلق الله.. لا يحلو لهم إلا التطاول على الوطنيين والشرفاء من هذه الأمة الذين ضحوا من أجل مصر، ولعبوا دورًا فاعلاً فى الحياة السياسية المصرية. فالذى يطلق على نفسه كنية «أبوإسلام» وهو لا يستحق إلا أن نطلق عليه «أبوجهل» العصر الذى نعيش فيه، تطاول على أسياده من الوطنيين المصريين وراح مؤخرًا يطلق قذائف من الحقد والغل على أحد رموز عصر الوطنية.. فالذى فعله «أبوجهل» من تطاول على الزعيم الوطنى الخالد الذكر مصطفى النحاس يستوجب على الفور تقديمه إلى العدالة بتهمة التطاول وسب شخصية وطنية طبقًا للبلاغ الذى تقدم به حزب الوفد بهذا الشأن.. مصطفى النحاس الرمز الوطنى العظيم الذى سجل التاريخ مواقفه الوطنية والنضالية ضد المستعمر البريطانى والقصر وفساده، جاء اليوم الذى يسبه جاهل حاقد قد لا يعرف من الدين إلا شكله ومن المصحف إلا رسمه. وأمثال أبى جهل فى زماننا هذا كثيرون، تدفعهم قلوبهم الحاقدة على كل وطنى لأن يتطاولوا ويلصقوا التهم الباطلة بأسيادهم من رموز مصر الوطنية، ولو أن هذا يعرف من تعاليم الدين شيئًا ما أقدم على هذا التطاول الذى يضعه طبقًا للدين الصحيح تحت طائلة القذف وعقوبته معروفة وهى الجلد.. إن أبا جهل زماننا يستحق أن يجلده الشعب المصرى جهارًا نهارًا على التهم الباطلة التى يلصقها بالزعماء الوطنيين وعلى رأسهم الزعيم مصطفى النحاس الذى شهد له الاعداء قبل الأصدقاء بوطنيته المخلصة وطهارة يده وقلبه.. لو أن أبا جهل قرأ حياة النحاس ما أقدم على فعلته النكراء وإلصاق التهم بهذا الرجل العظيم - طيب الله ثراه. وإذا كان أبوجهل بسلاطة لسانه وقذارة قلبه وغل فؤاده يريد أن ينال من زعماء الوفد ومصر أمثال النحاس، فإن كيده سيرد إلى نحره، والتهم التى يحاول إلصاقها بالزعيم إنما هى انعكاس نفسى لمصائبه، والمصريون بفطنتهم الطبيعية يدركون ما تحمله أفئدة هؤلاء الموتورين من أمثال «أبو جهل» زماننا، ويبدو أن الاتهامات التى أطلقتها إحدى قريباته مؤخرًا عليه أراد أن ينفيها عن نفسه ويحاول إلصاقها برمز وطنى كانت له مواقفه الخالدة التى لا يمكن أن يغفلها التاريخ، خاصة أن النحاس باشا كان من الزعماء العظام الذى اشتهر بنقائه وطهارة يده وقلبه ومواقفه الأكثر من رائعة.. أما إذا كان «أبوجهل» زماننا يريد أن ينال من حزب الوفد تلك المدرسة الوطنية التى تخرج فيها كل زعماء الأمة والوطنيين ولا يزال بيت الأمة حتى كتابة هذه السطور يمارس دوره الوطنى، فإن أمثال أبى جهل وأتباعه وأنصاره والمخدوعين فيه، لن يصبوا إلى ما يريدون وسيظل حزب الوفد وزعماؤه رمزًا للوطنية المصرية رغم أنف الموتورين والحاقدين. لو أن أبا جهل زماننا قرأ التاريخ ودرس النحاس باشا، ما أقدم على إلصاق التهم البشعة ضد شخصية وطنية.. لكنه وأمثاله لا يعرفون أصلا القراءة ولا يعرفون التاريخ، وتحركهم فقط دوافع حاقدة وهم بذلك يتصورون أنهم يحسنون صنعًا.. فلا تحزن فى قبرك يا زعيم، فالسفهاء لا يخرجون إلا سفهًا والموتورين لا تحركهم إلا دوافع التسلط والحقد، والجهلاء لا ينطقون إلا كذبًا.. ومدعو التدين لا ينطقون إلا تطرفًا، وإرهابًا. طيب الله ثراك يا زعيم، وأدخلك فسيح الجنان على ما قدمت من رفعة لهذه الأمة التى خرج من بينها سفهاء جهلاء موتورون.. لكن هذه هى طبيعة الزمان الذى نعيش فيه الآن.. ولتنم فى قبرك قرير العين، فلا يزال الوفد الحارس الأمين على الوطنية المصرية، ولن ينال منه أحد، وسيواصل تلاميذك النضال من أجل أن تتحرر مصر هذه المرة من قبضة الغزاة الجدد الذين سرقوا الحكم فى غفلة من الزمن وراحوا يروعون الشرفاء والأطهار، بالباطل ظلمًا وبهتانًا وعدوانًا.. ولتعلم يا زعيم أن تلاميذك فى الوفد لن يغفل لهم جفن ولن تهدأ لهم سريرة ولن تلين لهم قناة حتى تنتصر إرادة الحق ويدخل مرة أخرى أمثال أبى جهل إلى الجحور.